تعطى عشية اليوم، بملعب "البيت" بالعاصمة القطريةالدوحة إشارة انطلاق أول مونديال يقام في بلد عربي، وسط ترقب كبير لنسخة يتوقع أن تكون استثنائية، قياسا بحجم الاستعدادات والتجهيزات التي سخرتها الإمارة الصغيرة لهذا الحدث منذ عام 2010 تاريخ الإعلان عن فوز قطر باستضافة النسخة الثانية والعشرين من نهائيات كأس العالم، حتى أن حال هذا البلد تبدل بشكل كبير، وربما أسرع مما كان يتوقعه القطريون أنفسهم. وتعتبر الطبعة الجديدة من المونديال التي ستفتتح اليوم، بلقاء "العنابي" ونظيره الإكوادوري، هي النسخة السابعة والأخيرة من نسخ كأس العالم التي يشارك فيها 32 منتخبا، كون الدورة المقبلة المقررة بالولايات المتحدةالأمريكية وكندا والمكسيك، ستعرف مشاركة 48 منتخبا، في حين سيميز الافتتاح حفل ينشطه عدة فنانين معروفين سواء على المستوى العالمي أو العربي وبينهم اللبنانية ميريام فارس التي ستعوض المطربة شاكيرا، بعد اعتذار الفنانة الكولومبية عن تنشيط الحفل، المنتظر أن يشد إليه العالم، تماما مثلما وفق القطريون في ترك بصمتهم خلال حفل بطولة العرب "فيفا 2021". إمارة قطر الصغيرة، التي خطفت إليها الأنظار منذ حوالي 3 عقود بفضل التطور الكبير، الذي عرفه هذا البلد العربي الصغير وحجم الاستثمارات المرصودة في قطاعات عديدة، منها الغاز والسياحة والرياضة والإعلام، سيكون لها الشرف كأول بلد عربي يستضيف تظاهرة عالمية بهذا الحجم، ما يعني أن العالم بأجمعه في ضيافة "بلاد العرب"، وهو ما شدد الكثيرون على استغلاله لتغيير الصورة النمطية للغرب عن العرب والإسلام، التي لطالما ربطت المنطقة العربية من غرب الخليج إلى شرق المحيط الأطلسي بالتطرف. وبعد 12 عاما عن منح هذا الشرف لإمارة قطر، تحول اليوم الحلم إلى حقيقة، رغم حجم الحملات العنيفة وغير المسبوقة لسحب تنظيم هذه الدورة من أول بلد عربي ومسلم، حيث بدأ تدفق أكثر من مليون مناصر من شتى أنحاء العالم، فيما أكدت الفيفا، أنها باعت 3 ملايين تذكرة، ما يعني أن قطر ربحت رهان المشجعين، وأن المدرجات لن تكون فارغة، رغم أن عدد سكان قطر لا يبلغ هذا الرقم. جدير ذكره، أن قطر خصصت نحو 220 مليار دولار، لإنشاء ملاعب صديقة للبيئة، وبنية تحتية وخدمات، بشكل لم يسبق لأي دولة أن استثمرت مبالغ بهذا الحجم لتنظيم مونديال. و يعد ملعب "البيت" مكان إقامة حفل الافتتاح وإعطاء إشارة انطلاق أول مباراة من أكثر ملاعب كأس العالم تميزا من حيث التصميم الفريد من نوعه. وملعب "البيت" أحد الملاعب الثمانية المخصصة لهذا العرس العالمي، إلى جانب كل من خليفة الدولي، ولوسيل، والجنوب، والمدينة التعليمية، وأحمد بن علي، والثمامة، و974، وهي الملاعب الحاصلة على شهادة المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة "جي ساس"، من بينها 3 ملاعب حصلت على فئة الأربع نجوم، بينما مُنحت الملاعب الأخرى فئة الخمس نجوم.