واصلت الجماهير القسنطينية صنع الحدث والاستثناء خلال النسخة السابعة من بطولة «الشان»، وهذا من خلال الحضور المكثف للقاء الجولة الثانية بين منتخبي السودان وغانا الذي جرى سهرة الخميس بملعب حملاوي، في شاكلة ما حصل في مواجهة غانا ومدغشقر التي لعبت بمدرجات مملوءة، إلى درجة جعلت مسؤولي الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم يبدون انبهارهم، خاصة وأن الأمر لا يتعلق بمواجهة أحد طرفيها البلد المنظم. وهبّت الجماهير القسنطينية بقوة سهرة أمس الأول، على مدرجات ملعب الشهيد حملاوي، غير آبهة بالظروف المناخية القاسية التي تشهدها مدينة الجسور المعلقة في الساعات الأخيرة، بالموازاة مع التساقط المكثف للأمطار والثلوج، حيث صنعت أجواء جميلة وخيالية فوق المدرجات أنستها برودة الطقس (درجة الحرارة كانت في حدود درجة مئوية . وحضر أزيد من 20 ألف مشجع لمباراة «صقور الجديان» والنجوم السوداء، في ثاني أكبر حضور جماهيري في مباريات الجولة الثانية من بطولة «الشان» بعد لقاء الخضر وإثيوبيا، وتفوقت الجماهير القسنطينية على نظيرتها العنابية التي سجلت حضورها بقوة في المواجهة الأولى بملعب 19 ماي بعنابة، بينما لم تكن بنفس الأعداد في المقابلة الثانية التي جمعت بين كوت ديفوار والكونغو الديمقراطية، إذ تراجعت أعدادها بشكل ملحوظ، بسبب قساوة المناخ بمدينة بونة. وخطف الجمهور القسنطيني الأضواء، بعد اللوحات الجميلة التي صنعها على مدار اللقاء، ليؤكد بذلك سعيه للمساهمة في إنجاح بطولة «الشان»، خاصة وأنه يدرك أهمية هذا في تعزيز فرص الجزائر في الفوز بتنظيم «كان 2025». وتغنت الكاف بروعة وجمال الجمهور القسنطيني، الذي نال أيضا نصيبه من الثناء من وسائل الإعلام الأجنبية، التي كانت حاضرة لتغطية هذا الحدث، على غرار المراسل السوداني لقناة «بي إين سبورتس» سامر العمورابي الذي ظل منبهرا بالجمهور القسنطيني، موجها له عبارات الشكر والثناء على تشجيع «صقور الجديان» بتلك الطريقة الحماسية، وكأنّ الأمر يتعلق بالمنتخب الجزائري. العائلات واصلت تزيين المدرجات وما لفت الانتباه في لقاء أمس الأول، هو أن العائلات القسنطينية واصلت تزيين مدرجات ملعب الشهيد حملاوي للمباراة الثانية على التوالي، في مشهد يسُر الناظرين، لا سيما وأن الحضور كان مكثفا وفاق كل التوقعات، جراء الأحوال المناخية الصعبة، التي زادت اللقاء والمدرجات جمالا، بالموازاة مع الحماس الفياض للقسنطينية الذين تواجدوا من كل الشرائح، سواء نساء أو أطفال أو شيوخ، وهو ما يؤكد حرصهم على المساهمة في إنجاح هذا العرس القاري، ولم لا تعزيز فرص الجزائر للفوز، بشرف تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025. رد جميل أم درمان بطريقة خاصة وكانت كل الجماهير الحاضرة بملعب الشهيد حملاوي في طرف المنتخب السوداني، الذي حظي بدعم كبير منذ أول لحظة، ولو أن هذا لم يكن كافيا لقيادة رفقاء محمد عبد الرحمان «الغربال»، من أجل البصم على أول انتصار في البطولة. وحاولت الجماهير القسنطينية التي هبت بقوة على المدرجات، رد جميل السودانيين بعد ملحمة أم درمان، حيث شجعت أشبال المدرب برهان تيا بطريقتها الخاصة، إلى درجة أربكت الغانيين في بداية اللقاء، وهو ما أكده المدرب أنور وولكر في الندوة الصحفية، عندما قال:»بمجرد وصولنا إلى ملعب حملاوي أدركنا أن الجمهور القسنطيني في طرف المنتخب السوداني، وكنا جد متخوفين من ذلك». وظل الجمهور القسنطيني يهتف للمنتخب السوداني، خاصة بعد التأخر في النتيجة، في محاولة لدفع «صقور الجديان» للعودة في اللقاء، غير أن أشبال تيا خيبوا الآمال، بعد أن استقبلت شباكهم هدافا ثالثا في الوقت بدل الضائع. جدير بالذكر، أن السودانيين كانوا ينتظرون دعم الجمهور القسنطيني، ولكنهم لم يتوقعوا أن يكون التشجيع بكل تلك القوة والحماس، وكأنّ الأمر يتعلق بأحد مباريات الخضر. البعثة السودانية: كأننا لعبنا في الخرطوم وعبرت بعثة المنتخب السوداني قبل مغادرتها لمركب الشهيد حملاوي عن شكرها وامتنانها للجماهير القسنطينية رغم خيبة الخسارة، وتحدث المدرب برهان تيا بالمنطقة المختلطة عن الدعم الكبير الذي حظي به فريقه من طرف الأنصار، مؤكدا بأنهم لم يستثمروا في هذه الجزئية، خاصة وأن المؤازرة جعلتهم يعتقدون بأن اللقاء يقام بالخرطوم، كما أثنى بعض المسؤولين على مستوى الاتحادية السودانية على الجمهور الحاضر، مؤكدين بأنهم سيحاولون تعويضه في لقاء الجولة الأخيرة أمام منتخب مدغشقر، على اعتبار أن الفوز قد يكون كافيا للعبور للدور ربع النهائي. أرضية حملاوي الجميلة لم تتأثر بتساقط الثلوج لم تتأثر أرضية ملعب الشهيد حملاوي، بأي شكل من الأشكال بالتساقط المكثف للأمطار والثلوج على مدينة الجسور المعلقة منذ سهرة الأربعاء الماضي، حيث ظهرت في أبهى حلة خلال المباراة التي جمعت بين منتخبي السودان وغانا سهرة أمس الأول، وهو ما أسعد اللجنة المحلية المنظمة لبطولة «الشان»، كما أراح الجماهير القسنطينية التي بات تمتلك منشأة عصرية بأتم معنى الكلمة. وكان الجميع يتخوف من إمكانية تأثر أرضية الميدان بالأمطار الغزيرة، غير أن هذا لم يحصل، وجرت المباراة في ظروف رائعة، وسط إشادة كبيرة من مسؤولي المنتخبين، وحتى القائمين على شؤون الكاف الذين رفعوا القبعة لمنظمي «الشان»، كونهم كانوا عند مستوى التطلعات، ويتجهون لتقديم نسخة مثالية على كل المستويات.