كثّفت مصالح الحماية المدنية من تدخلاتها منذ بدأ الاضطرابات الجوية الأخيرة التي خصت عدة مناطق، لا سيما من أجل إسعاف المتضررين من غاز أحادي أكسيد الكربون، الذي أودى بحياة 6 أشخاص، وكذا لإجلاء ضحايا حوادث الطرقات. وسجلت ذات المصالح في الفترة الممتدة ما بين 19 و21 جانفي الجاري، عديد التدخلات تمثلت في إجلاء ضحايا الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون وحوادث الطرقات، وذلك بالتزامن مع سلسلة الاضطرابات الجوية التي تشهدها عدة مناطق جراء تساقط كميات معتبرة من الأمطار والثلوج. وقام أعوان الحماية المدنية في نفس الفترة بعدة تدخلات لإسعاف 86 شخصا تعرضوا للاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من أجهزة التدفئة وسخانات المياه عبر عدة ولايات، مع التكفل الفوري بهم، قبل نقلهم إلى المصالح الاستشفائية المختصة. وتسبب غاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من أجهزة التدفئة في وفاة 6 أشخاص، ويتعلق الأمر بأم وابنتها الرضيعة بولاية برج بوعريريج جراء تسرب الغاز من المدفأة، ومسن يبلغ 70 سنة بولاية ميلة بسبب استنشاق الغاز المتسرب من المدفأة، إضافة إلى امرأتين من عائلة واحدة تبلغان 88 و77 سنة من العمر بولاية تلمسان، اللتين توفيتا اختناقا بغاز أكسيد الكربون المنبعث من جهاز تسخين الماء. وبخصوص الاضطرابات الجوية وعلاقتها بحركة السير، نبهت ذات المصالح إلى وضعية الطرقات جراء تهاطل الثلوج على عديد المرتفعات، التي أدت إلى شل حركة السير بعدة محاور، من بينها الطريق الرابط بين تيكجدة وتيزي وزو على مستوى قمة أسول. كما تسببت الاضطرابات الجوية التي ما تزال مستمرة حسب توقعات مصالح الأرصاد الجوية، في عرقلة حركة سير المركبات بمحاور أخرى، التي أصبحت صعبة المسلك وتتطلب اتخاذ الحيطة والحذر من السائقين، من ضمنها الطريق الوطني الرابط بين تيكجدة وتيزي وزو، والطريق الوطني الرابط بين مشدالة والبويرة وتيزي وزو، على مستوى تيزي نكولان. وجددت ذات مصالح الحماية المدنية تنبيه المواطنين باتخاذ الحيطة والحذر للوقاية من حوادث الطرقات والاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون، وبحسب ما أدلى به المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية زهير بن أمزال «للنصر»، فإن نفس التنبيهات يتم تجديدها في كل مرة لتفادي المسالك الوعرة أثناء تهاطل الثلوج، وكذا للوقاية من الاختناقات. ويذكر بأن عديد المواطنين قصدوا المرتفعات التي كستها الثلوج، من بينها قمم الشريعة السياحية بولاية البليدة، وتيكجدة بولاية البويرة خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد أن عرفت هذه المناطق تساقطا معتبرا للثلوج، مما حولها إلى قبلة سياحية بامتياز بعد أن كستها الثلوج وحولتها إلى لوحات طبيعية خلابة. وذكر المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية بما عاشته عدة عائلات قبل سنتين، حينما ظلت عالقة لساعات بالمرتفعات التي كستها الثلوج، بعد أن شلت الحركة على مستوى المسالك المؤدية لها، مما استدعى تدخل مصالح الحماية المدنية وكذا عناصر الدرك الوطني لإنقاذ العالقين وفتح الطرقات من جديد. كما شدد الملازم الأول زهير بن أمزال على ضرورة أن يتحول استعمال الجهاز الكاشف للغازات إلى ثقافة راسخة لدى الأسر الجزائرية للوقاية من الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون، وللحد من ضحايا القاتل الصامت الذي يحصد أرواحا جديدة كل يوم تقريبا. و أوضح المتدخل بأن سعر الجهاز في المتناول ويمكن لعامة الأسر اقتناؤه، لأن الحرص على استعماله يساعد على اكتشاف التسربات ومواضع الخلل على مستوى شبكة تركيب أجهزة التدفئة وتسخين المياه، مؤكدا بأن استعمال بعض الوسائل في تركيب هذه الأجهزة، من بينها الأنابيب اللولبية التي تم التحذير منها، بسبب تعرضها للتآكل، يعد سببا رئيسيا في تسرب غاز أحادي أكسيد الكربون.
