باشرت مصالح بلدية قسنطينة خلال الأسبوع الجاري، عملية تنظيف واسعة بمحيط عمارات حي الزيادية، حيث ظلت تحت طائلة الإهمال لمدة طويلة؛ أكد لنا السكان أنها تتجاوز العشر سنوات، في وقت يقوم فيه أعوان المندوبية بإزالة الإحاطات الفوضوية والأتربة والرّدوم والحشائش. وزرنا صباح أمس، حي الزيادية الكائن بأعالي الجهة الشرقية لمدينة قسنطينة، حيث وجدنا أعوان البلدية يقومون بقطع الأشجار وشحن جذوعها، كما تمت إزالة العديد من الإحاطات الفوضوية التي أنجزها مواطنون بالمحيط السفلي للعمارات. ولاحظنا تدهورا كبيرا للمحيط العمراني الداخلي لحي الزيادية، فباستثناء الطريق الذي بدا في وضعية جيدة والعمارات التي تم طلاؤها مؤخرا، نمت الحشائش بصورة كبيرة وعشوائية أسفل العمارات وداخل المساحات الخضراء، دون أن تظهر عليها آثار تعرضها لعمليات تقليم في وقت قريب، فضلا عن أن الأشجار قد تعالت وتشابكت أغصانها ولم يبد أنها قد أخضعت لعمليات زبر. وأوضح لنا أعوان البلدية الذين كانوا يرفعون جذوع الأشجار باستعمال آلية شحن، أنهم يحوزون على التراخيص القانونية من محافظة الغابات من أجل قطع هذه الأشجار، التي ارتفعت بشكل كبير، خصوصا بمحيط مركز البريد الموجود في قلب الحي. وتتراكم في زوايا الحي أكداس كبيرة من مخلفات عمليات البناء، حيث أكد لنا سكان أن مواطنين كانوا يتخلصون منها على امتداد سنوات طويلة في الحي، بينما أشار أعوان البلدية إلى أنه من الصعب رفع بعضها بسبب وجودها في أماكن وعرة لا تصل إليها الآليات بسهولة. وأوضح لنا مندوب المندوبية البلدية الزيادية، نوري إريدير، الذي وجدناه مع مجموعة من عمال البلدية بصدد رفع بقايا الحشائش أسفل عمارة، أن هذا الموقع كان محاطا بسياج فوضوي مدعم بإحاطة من القصب، حيث أكد لنا أن الإحاطات قد تسببت في تفاقم وضعية النظافة بسبب تراكم القمامة والحشائش خلفها، فضلا عن أنها جعلت مهمة تنقية الفراغات الصحية أسفل العمارات عسيرة. وأكد نفس المصدر أن عملية النظافة الشاملة التي أطلقت في الحي، تأتي بعد عملية مماثلة على مستوى حي ساقية سيدي يوسف، في حين أوضح أنها ستمس حي جبل الوحش بعد الزيادية، منبها أن جميع الإحاطات الفوضوية ستتم إزالتها باستثناء بعض الإحاطات التي لا تشوه المنظر العام، فضلا عن أن التدخلات ستستمر إلى غاية تنظيف جميع النقاط بالحي ورفع الردوم والقمامة منها، ويمكن أن تتواصل لأكثر من شهر، مثلما أكد لنا. من جهة أخرى، استحسن مواطنون العملية، حيث أوضح لنا شيخ يقطن بعمارة أزيلت عنها الإحاطة الفوضوية ورفعت منها الردوم والحشائش أنه لا يتذكر إجراء حملة مماثلة من قبل، في حين ذكر لنا شاب آخر أن الحي لم يخضع لعملية تنظيف شاملة منذ أكثر من عشر سنوات على الأقل. ويتضمن حي الزيادية ملعبا جواريا مزودا بغرف لتبديل الملابس، لكننا لاحظنا أنه في وضعية متدهورة جدا، حتى اكتست أرضيته غلافا من العشب الضار، فضلا عن أن غرف تبديل الملابس أصبحت تبدو وكأنها كوخ. وقد أوضح لنا مندوب الزيادية أن مصالحه ستقوم بإعداد بطاقة تقنية بشأن وضعية الملعب من أجل إعادة الاعتبار له ولقاعات تبديل الملابس، كما ذكر لنا سكان من الحي أنهم قاموا بإنشاء الإحاطات الفوضوية أسفل العمارات من أجل الحيلولة دون تحولها إلى أماكن لجلوس الشباب وبعض المنحرفين، خصوصا خلال الساعات المسائية، بينما لاحظنا ظهور توسعات المحلات ووجود كوخ للتجارة الفوضوية، حيث أشار المندوب إلى أنه ستتم إزالتها جميعا في إطار الحملة الشاملة التي تقوم بها المندوبية. ونبه نفس المصدر أن العمليات السابقة التي قامت بها المندوبية قد أثمرت بإزالة 134 صفيحة معدنية و18 «عريشة» فوضوية و14 سياجا و32 جدارا فاصلا و7 أكشاك و5 مزهريات من الحجم الكبير و5 ألواح إشهارية فوضوية وعائقين عشوائيين لمنع الركن. وأضاف المندوب أنه أشرف خلال الأيام الماضية على عملية تطوعية لتعبيد طريق على مستوى المكان المسمى «أرض الرومية» حيث شارك فيها أعوان المندوبية ومؤسسة «كوسيدار»، بينما قال إنه من المبرمج إنجاز طريق على مستوى حي سركينة بالقرب من الوادي خلال الأيام القادمة. سامي.ح