تفضل الكثير من العائلات، ختان أطفالها في شهر رمضان خصوصا في العشر الأواخر منه وتحديدا في ليلة السابع والعشرين، وقد زاد اعتماد هذه العادة في الجزائر، لارتباطها ببركة وقيمة الليالي الأخيرة من الشهر. تكثر خلال شهر رمضان حفلات الختان الجماعي للأطفال التي تنظمها جمعيات المجتمع المدني لفائدة أبناء العائلات المعوزة، ومع دخول النصف الثاني من شهر رمضان و بداية الأيام العشرة الأخيرة، تشرع العديد من الجمعيات الخيرية في تنظيم حفلات الختان، و تكون ذروة الاحتفالات في ليلة 27 من رمضان، لما لهذه الليلة من بركة عظيمة كما ترسم حفلات الختان الجماعي صورة جميلة لعمليات التضامن والتكافل بين الجزائريين في هذا الشهر الفضيل. وتساهم الجمعيات بكل تكاليف الختان التي تزيد عن 15 ألف دينار في العيادات الخاصة، كما تتكفل بمصاريف ألبسة الأطفال وبعض الهدايا التي توزع عليهم بعد الختان في حفلات تنظم على شرفهم بحضور أوليائهم و مدعوين، وفي غالب الأحيان يشرف على حفلات الختان الجماعي محسنون يتكفلون بكل المصاريف. ولا تقتصر هذه العادة، على الجمعيات فحسب، بل تنظم بعض البلديات كذلك حفلات ختان جماعية، ولا تخص العائلات المعوزة فقط، وإنما تشمل جميع سكان البلدة الراغبين في ختان أبنائهم على حساب المجلس الشعبي البلدي. وتشرع ذات المصالح في الأيام الأولى من رمضان في إعلام المواطنين بتنظيم ختان جماعي لتسجيل أبنائهم كما تيم التنسيق مع المؤسسات الاستشفائية لتنظيم العملية في جو عائلي تضامني وفي أحسن الظروف، وغالبا ما يتم اختيار يوم الختان في ليلة 27 من رمضان و تضبط القوائم وقف الطاقة الاستيعابية للمؤسسات الاستشفائية. أما العائلات الجزائرية الأخرى التي تختار ختان أبنائها بعيدا عن حفلات الختان الجماعية، فتفضل في غالب الأحيان ليلة السابع والعشرين من رمضان، أو ليلة القدر، لختانهم لأن هذه الليلة مباركة. ومن عادات جزائريين بعد ختان أبنائهم في رمضان، دعوة الأقارب لحضور الإفطار أو السهرة الرمضانية بمناسبة الختان، وكل هذه المظاهر سواء المتعلقة بالختان الجماعي أو الفردي وما يميزها من عادات، ترمز إلى التبرك بفضل الشهر الكريم وأيامه المباركة، وتعكس روح التضامن و التآزر في المجتمع، وحب فعل الخير والمشاركة في زرع البسمة والفرحة في وجوه الآخرين.