عائلات «يستبركون» بليلة السابع والعشرين من رمضان لختان أبنائهم الإستنجاد بالجمعيات الخيرية للتهرب من مصاريف الختان جمعيات خيرية تتكفل بمصاريف ختان 10 آلاف طفل في بجاية «دم المختون لإبعاد الشياطين والجن عند تشقق السماء في ليلة القدر»، «القطران والحنة لتزويج العانس وطرد الحسد والسحر»، و«الطربوش لشفاء العاقر والإنجاب»، هي طقوس وبدع وخرافات قديمة متجددة، تحييها العائلات الجزائرية في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، خلال حفل ختان أبنائهم للتبرك بليلة القدر والتحصن من الشياطين حسبهم، غير أن العديد من العائلات تلجأ إلى ختان أبنائها ليلة ال27 من رمضان، بتكفل تام من الجمعيات الخيرية، هربا من مصاريف العملية.تمارس العديد من العائلات طقوسا غريبة في حفلات ختان أبنائها تبركا بليلة القدر التي يعتقدون أنها تكون ليلة ال27 من رمضان جزما، وتمسكا بالمعتقدات السائدة منذ القدم، على غرار استعمال دم المختون لإبعاد الشياطين وطرد الحسد والسحر من البيت. الفضول دفع «النهار» للتقرب من عديد العائلات للاستفسار عن هذه العادات والتقاليد التي لا يزالون متمسكين بها، حيث رصدنا أغرب الطقوس والأساطير التي لا تزال تحتفظ بها العائلات الجزائرية أبا عن جد. وجهتنا كانت إلى مستشفى بني مسوس، حيث كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا، وأثناء تواجدنا في مصلحة الجراحة العامة، لاحظنا العدد الكبير من الأطفال الذين ينتظرون دورهم لعملية الختان، حيث كانوا مرتدين ألبستهم التقليدية والمزينة بالطربوش، وكانت الابتسامة لا تفارقهم، تقربنا من عائلاتهم للاستفسار عن سبب اختيارهم لهذا اليوم بالضبط، فاختلفت إجاباتهم وحججهم، غير أن لكل منها هدف واعتقاد من وراء ذلك. «ربيعة»، التقيناها بمصلحة الجراحة العامة رفقة ابنها الذي يبلغ من العمر 3 سنوات، تقول إنها تفضل ختان طفلها في شهر رمضان، لما فيه من بركة وفضل ديني عن باقي الشهور، حيث أنها تحرص على عدم تفويت فرصة أيام رمضان لتطهير أبنائها والتيمن بهذا الشهر ولحصول أبنائها على البركة وطول العمر، وهو رأي الحاجة «مسعودة» التقيناها بمصلحة جراحة الأطفال، فهي تعتبر ختان الأطفال في أيام رمضان بركة لمستقبلهم ونجاحهم في أعمالهم ويجنبهم عين الحاسدين. تشاطرها الرأي «زهية»، التي رأت بأن ختان ابنيها في رمضان سيجنبهم المس وسيحفظهم من البلاء والمصائب، موضحة أن شهر رمضان تكثر فيه العبادات والدعاء وتفتح أبواب السماء، وحتى يبلغ أبناءها لقب الصالحين، تقوم بتخضيب يد ابنها بالحناء ووضع الكحل له في ليلة الختان لإبعاد العين والسحر وأذى الشياطين، كما تقدم الحنة المتبقية على الطفل المختون للفتاة العازبة، لتحصل على البركة ويسعفها الحظ في الزواج. أما «نورة»، فهي تقوم بتزيين صدر الطفل بالخميسة وأغراض خاصة لطرد الحسد، و«تسبع» له بالملح قبل خروجه من المنزل في يوم الختان، وعند رجوعه يقومون بكسر البيض على رأسه، في اعتقادهم أن ذلك سيصرف عنه البلاء والمصائب، كما أنهم يحتفظون بدم المختون في قماش ويصنع منه حجاب لإبعاد الجن وأذى الشياطين وطرد الحسد بعد ليلة السابع والعشرين من رمضان. خيط الجراحة للحفاظ على شرف الفتاة والطربوش لشفاء العاقر أسطورة غريبة تسردها الحاجة سعدية عن اعتداءات الجن في ليلة القدر، تقول إنهم في القديم كانوا يحرصون على تحصين أبنائهم من أذية الجن بعد ليلة 27، ولأنهم يعتقدون أن الشياطين ينزلون مع الملائكة بعد ليلة القدر، وعلى هذا تقوم الأمهات بوضع القطران على جبين أبنائهم ويمسحون جسدهم بالزيت المرقي وخليط البيض والسانوج، حتى تنفر منهم الشياطين. وتضيف أنه سبق وأن تعرض ابن عمها في ليلة السابع والعشرين للمس، حيث كان يصرخ ويبكي ويصدر صوتا غريبا، وبعد حضور الراقي تأكد أنه تعرض لمس الجن، ومن تلك الحادثة كانت تحرص الأمهات على تحصين أبنائهن وكل منهن طريقتها الخاصة. عائلات معوزة تستنجد بالجمعيات لختان أبنائها هربا من مصاريف العملية تفضل العديد من العائلات المعوزة ومحدودة الدخل، ختان أبنائها في رمضان ضمن الختان الجماعي الذي تقوم به بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية لفائدة العديد من الأولاد، والتي من شأنها إدخال الفرحة والسرور إلى بيوت الفقراء، عن طريق التكفل بمصاريف العملية، واقتناء الملابس الخاصة بالمناسبة والاحتفال في جو حميمي، خاصة وأن مصاريف الاحتفال باهضة ومرتبطة بضعف القدرة الشرائية وشبح ارتفاع الأسعار المواد الإستهلاكية. ومن جهة أخرى، أفاد «رابح» أن عمليات الختان خلال شهر رمضان لا تتطلب مصاريف كثيرة، ويقتصر الأمر على إقامة سهرة متواضعة للأقارب فقط، لذلك فقد قرر ختان ابنه في ليلة السابع والعشرين، لأن شهر رمضان يغني عن مصاريف الاحتفال، خصوصا مع ضعف القدرة الشرائية وشبح ارتفاع أسعار المواد الإستهلاكية.وأضافت «سليمة» أنها سجلت إبنها بإحدى الجمعيات الخيرية من أجل ختانه ليلة 27 من شهر رمضان، لأن الجمعية تتكفل بكل مصاريف الختان، وما عليها إلا تحضير سهرة للعائلة فقط، فيما أشارت «صبرينة» إلى أنها لجأت إلى ختان ابنيها في جمعية خيرية، لأن زوجها محدود الدخل وعملية الختان تتطلب مصاريف خاصة، خصوصا مع ارتفاع الأسعار، فهي لا تستطيع إقامة فطور وسهرة للعائلة. جمعيات خيرية تتكفل بختان 10 آلاف طفل ليلة ال27 في بجاية تولت عدة جمعيات خيرية واجتماعية في بجاية، ختان الأطفال عبر مختلف بلديات الولاية ال52 خلال شهر رمضان، وفي هذا الشأن تم تجنيد العديد من الأطباء بالتنسيق مع مديرية الصحة بالولاية، للقيام بهذه المهمة التضامنية لفائدة أبناء المعوزين، حيث أعدت جل البلديات بالتنسيق مع الجمعيات والهلال الأحمر الجزائري وقطاع الصحة في الولاية، برنامجا للشروع في عملية ختان أزيد من 10 آلاف طفل مسجل عبر بلديات الولاية، بمصلحة الجراحة في مستشفيات الولاية، ومن أجل التكفل بالعدد المذكور من الأطفال، شرع مبكرا في عملية الختان الجماعي بمختلف المراكز الصحية، وذلك تطبيقا لتعليمة وزارة الصحة التي تمنع منعا باتا ختان الأطفال خارج المستشفيات، وذلك حفاظا على صحة وسلامة الطفل. أطباء يحذّرون من الختان الجماعي للأطفال حذر أطباء الأولياء من عمليات الختان الجماعي، نظرا لتزامنها وشهر الصيام وكذا موسم الحرارة، حيث يكون الطفل معرضا لمجموعة من المخاطر الصحية التي قد تنجم عن الظروف التي تجري فيها عملية الختان، الأمر الذي يخلف اكتظاظا في المصالح الاستشفائية وخلق ضغط كبير على الجراحين، مما يؤدي إلى خلق بعض الحوادث والأخطاء، خاصة وأن عملية الختان هي عملية جراحية تحتاج إلى تحضير نفسي للطفل.وأفاد بعض الأطباء ممن تحدثت إليهم «النهار»، أن عملية الختان هذه السنة تزامنت وشهر الصيام وكذا موسم الحرارة، والذي من شأنه أن يخلف بعض المصاعب الصحية للأطفال بعد الختان، خاصة وأن العائلات الجزائرية تعودت أن تقوم بعملية ختان أبنائها في ليلة السابع والعشرين من رمضان، حيث تشهد المصالح الاستشفائية اكتظاظا ممزوجا بصراخ الأطفال وفوضى العائلات المرافقة لهم، الأمر الذي يؤدي إلى تعب الطبيب الجراح وحتى طبيب التخدير قد يفقد تركيزه في مثل هذه الظروف وقد يتحول الفرح إلى مأتم.
موضوع : دم المختون يحارب السحر وطربوشه يعالج العقم وبقايا حنّته تزوّج العانس 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0