أنهى طلبة الأقسام النهائية إجراء امتحانات شهادة البكالوريا، باجتياز آخر المواد، أول أمس الخميس، وسط إجماع على نجاح الدورة من الناحية التنظيمية، وكذا من حيث محتوى المواضيع التي لاقت استحسان المترشحين، وذلك تزامنا مع رفع الحجر عن الفريق معد الأسئلة بعد عزلة تامة لمدة قاربت 40 يوما. تنفس أزيد من 760 ألف مترشح في الشعب العلمية والأدبية وغادر آخر الممتحنين مراكز الإجراء يوم الخميس الماضي عقب اجتياز المواد المقررة، والأمل يحدوهم في تحقيق النجاح، لاسيما وأن المواضيع إجمالا كانت في المتناول مقتبسة من المقرر الدراسي. وفيما أتم طلبة شعبة الآداب مجريات امتحانات البكالوريا يوم الأربعاء الماضي، واصل مترشحو الشعب العلمية إجراء ما تبقى من مواد أول أمس، باجتياز الامتحان في مادتي الفيزياء والفلسفة، فيما اجتاز طلبة شعبة الاقتصاد مادة المناجمنت، وغادر الجميع قاعات الامتحان على أمل النجاح، لا سيما وأن مواضيع آخر يوم كانت بدورها في المتناول. وأبدى عديد الممتحنين تفاؤلا بشأن ما ستكون عليه نتائج امتحانات شهادة البكالوريا لهذه السنة، قياسا بمستوى الأداء خاصة في المواد الأساسية التي يتوقف عليها النجاح والتفوق في الشهادة، وكذا بمضمون المواضيع التي تمحورت إجمالا حول المقرر الدراسي، وعلى وجه أخص ما تم تناوله في الثلاثي الأول والثاني من دروس على مستوى المؤسسات التعليمية. إجماع على نجاح الدورة وسارت هذه الامتحانات بإجماع المؤطرين والطلبة والأولياء في أحسن الظروف، سواء من حيث الأجواء الهادئة التي سيطرت على كافة مجريات الدورة، وكذا التأطير المتكامل لمراكز الإجراء، والحضور اللافت للأولياء من أجل تقديم الدعم النفسي للممتحنين، إلى جانب حرص كثير من الأساتذة على متابعة طلبتهم إلى غاية آخر لحظة. كما شهدت هذه الدورة حملات تضامنية من قبل السلطات المحلية والجمعيات والمحسنين للتكفل بالمترشحين القاطنين بمناطق بعيدة عن مراكز الإجراء، بتوفير الإطعام والمبيت والنقل لهم، من أجل تمكينهم من فرص النجاح على غرار باقي المترشحين المقيمين بمراكز المدن والمناطق الحضرية. واتسمت امتحانات البكالوريا بالسير الحسن على كافة المستويات، وغابت عنها ظاهرة نشر المواضيع وتداولها على نطاق واسع عبر منصات التواصل، وكذا الترويج لمواضيع مغلوطة أثناء الامتحانات، بهدف زعزعة استقرار الممتحنين والمساس بمصداقية الامتحانات الرسمية، بفضل التعامل الصارم مع الحالات القليلة المسجلة. وسمحت هذه العوامل مجتمعة للطلبة باجتياز المواد المقررة في أريحية، بالاعتماد على ما تم تخزينه من معلومات في حل المواضيع المطروحة عليهم، التي جاءت في أغلبها معاكسة تماما للتوقعات وللمواضيع المرشحة من طرف أساتذة الدروس الخصوصية، من بينها موضوع الفلسفة للشعب الأدبية، ما جعل الكثير من المترشحين يتأسفون لعدم مراجعة كامل المقرر. وغادر بدورهم أعضاء الفريق المكلف بإعداد مواضيع الامتحانات الرسمية المقر الفرعي للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات بالقبة بالعاصمة، بعد قضاء فترة الحجر الكامل لمدة قاربت الأربعين يوما، مؤكدين استحسانهم لانطباعات المترشحين عقب اجتياز مختلف الامتحانات، نطرا للمستوى المناسب للمواضيع. ارتياح لدى العلميين وتوجس لدى طلبة الرياضيات وقد كانت مواقف المترشحين في آخر يوم لمجريات شهادة البكالوريا متقاربة، فقد عبر الممتحنون بولاية تبسة عن ارتياحهم لمستوى الأسئلة الخاصة بجميع المواد المقررة، آملين في الظفر بتأشيرة الولوج إلى الجامعة. وسجل المترشحون بذات الولاية ارتياحا لأسئلة مادة الفيزياء التي كانت في متناول التلميذ المتوسط، عكس ما ذهب إليه تلاميذ التقني الرياضي الذين أجمعوا على صعوبتها، كما تباينت مواقف ممتحنين آخرين بشأن مستوى أدائهم في شتى المواد، لكنهم أجمعوا على السير العادي لدروة 2023، بفضل تسخير الموارد المادية والبشرية. وفيما تضاربت آراء المترشحين بقسنطينة حول مواضيع مادة العلوم الفيزيائية بالنسبة للشعب العلمية بين الرضا والاستياء، وبمركزي ابن الهيثم ومالك بن نبي بديدوش مراد، أظهر مترشحو شعبة العلوم التجريبية رضاهم عن الأسئلة مقارنة بسنوات سابقة. واختلفت أراء طلبة شعبة التقني رياضي والرياضيات بين مستاء بسبب صعوبة الامتحان وطوله، وبين من اعتبره سهلا وفي متناول التلميذ المتوسط رغم طوله. و أكد بدورهم طلبة شعبة اللغات الأجنبية بأن موضوع اللغة الألمانية كان صعبا جدا ومعقدا، وأن المفردات المستعملة في نصه لم تكن بتلك البساطة التي توقعوها، أما بالنسبة للغة الإسبانية فقد كانت الأسئلة سهلة جدا حسب الممتحنين، مما منحهم جرعة أمل لتحقيق نتائج جيدة.وأضاف مترشحو شعبة التسيير واقتصاد بأن ما جاء في موضوع الاقتصاد كان سهلا وفي المتناول وضمن ما هو مقرر في المنهاج الدراسي، كما نال موضوع الفلسفة رضا مترشحي الشعب العلمية. وسيتم خلال هذه الأيام المقبلة تجميع وإغفال أوراق الأجوبة الخاصة بامتحانات شهادة البكالوريا، لتنطلق عملية التصحيح على مستوى المراكز المخصصة لذلك، ليتم الإعلان عن النتائج يوم 20 جويلية المقبل. عقوبات مشددة ضد الغشاشين أدانت أول أمس محكمة الميلية بجيجل، شخصا بعام حبس نافذا و غرامة مالية تقدر ب 500 ألف دج، مع الأمر بالإيداع بالجلسة و مصادرة المحجوزات، بعد متابعته بموجب إجراءات المثول الفوري عن تهمة جنحة المساس بنزاهة الامتحانات والمسابقات بنشر وتسريب مواضيع وأجوبة الامتحانات النهائية للتعليم الثانوي باستعمال وسائل الاتصال عن بعد. كما أصدرت محكمة برج بوعريريج نهاية الأسبوع، أحكاما تقضي بحبس ثلاثة متهمين في قضيتين متفرقتين، لمدة ثلاث سنوات نافذة وغرامة مالية قدرها 10 ملايين سنتيم، في حين تم إيداع متهمين آخرين رهن الحبس ووضع 3 تحت الرقابة القضائية، لتورطهم في قضايا الغش ونشر أجوبة في امتحانات شهادة البكالوريا، باستعمال منظومة المعالجة الآلية للمعطيات ووسائل الاتصال عن بعد، وتسريب الأجوبة فيما يتعلق بالقضية الثالثة والمشاركة فيها والتحريض عليها، وطلب مزية غير مستحقة «رشوة» وسوء استغلال الوظيفة وعاقبت بدورها محكمة الجنح بقسنطنية، فتاة بعام حبسا نافذا و غرامة بخمسة ملايين سنتيم، عن تهمة نشر وتسريب أجوبة امتحان البكالوريا، كما أمر قاضي الأحداث بتسليم المتهمة الثانية في القضية إلى والدها، وتعود وقائع القضية إلى 14 جوان الجاري، حيث تم مباشرة تحريات حول واقعة نشر وتسريب أجوبة امتحانات شهادة البكالوريا في مادتي التاريخ والجغرافيا، ضد المتهمتين « ب م» و « ب س».