تلقى مرشح اليمين الحاكم في السباق إلى الإليزي نيكولا ساركوزي أمس صفعة قوية في الدور الأول للانتخابات الرئاسية حيث لم يحصل إلا على نسبة 25.5 من أصوات الناخبين مقابل أكثر من 28 لخصمه الاشتراكي فرانسوا هولاند. و رغم أن ساركوزي الذي أصيب أمس بخيبة أمل كبيرة سيمر إلى الدور الثاني المرتقب في 6 ماي المقبل، إلا أن حظوظه في البقاء أصبحت منذ الآن شبه منعدمة باعتبار أن معسكر اليسار بمختلف تياراته سيلقي بكامل ثقله لدعم مرشح الفيلة، و أن اليمين المتطرف الذي حاول ساركوزي استمالة أصواته خلال حملته الانتخابية و من خلال إجراءاته المتشددة ضد المهاجرين لن يمد دعمه للرئيس المنتهية عهدته. و الملفت أنها المرة الأولى في تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة التي يفشل فيها الرئيس المنتهية عهدته في تصدر نتائج الدور الأول. و كانت آخر استطلاعات الرأي قد أظهرت أن الاشتراكي هولاند سيهزم بسهولة ساركوزي في جولة الإعادة. وإذا تأكد ذلك فسيصبح ساركوزي أول رئيس لا يفوز بولاية ثانية منذ الرئيس الأسبق فاليري جيسكار ديستان عام 1981، كما أن هولاند سيصبح أول رئيس اشتراكي لفرنسا منذ أن ترك الرئيس الراحل فرانسوا ميتران منصبه عام 1995. و الواقع أن ساركوزي يدفع اليوم نتائج سلسلة الفضائح المالية التي هزت شعبيته بين الفرنسيين الذين أثقلتهم الضرائب و لم يستسيغوا انحياز ساركوزي للوبي المالي من الصناعيين و رجال الأعمال. كما تظهر نتيجة الدور الأول أمس أن ساركوزي دفع أيضا ثمن تحامله على المهاجرين في إطار مقاربة أمنية متشددة بدعوى محاربة الإرهاب،و هي السياسة التي أخذت في المدة الأخيرة بعدا عنصريا ضد كل ما هو عربي و إسلامي، ما جعل أصوات المهاجرين تتجه لدعم هولاند الذي وعدهم بمراجعة الاجراءات المجحفة لليمين الحاكم. للإشارة، وُلد نيكولا ساركوزي في فرنسا في 28 جانفي 1955، لأب أرستقراطي مجري وأم ذات أصول فرنسية كاثوليكية ويهودية يونانية.و هو متخصص في القانون التجاري ويحمل شهادة الدراسات المعمقة في العلوم السياسية (الماجستير بحسب النظام الفرنسي) من جامعة باريس.كان قد عمل في وزارة الداخلية بين 2002 و2005 دخل المعترك السياسي في التاسعة عشرة من عمره وبرز بسرعة في محيط جاك شيراك زعيم أكبر أحزاب اليمين حينذاك. وفي الثامنة والعشرين من عمره انتخب رئيساً لبلدية نويي، إحدى الضواحي الباريسية الراقية.و كانت الخطوة الأولى بالنسبة إليه تولّيه في العام 2004 رئاسة الحزب الحاكم (الاتحاد من أجل حركة شعبية)، الذي أسسه جاك شيراك. و ترك ساركوزي منصبه وزيراً للداخلية ورشح نفسه للانتخابات الرئاسية الفرنسية في العام 2007.عند وصوله إلى السلطة في ماي 2007 بفوزه ب 53 في المائة من أصوات الناخبين بعدما وعد بإصلاح فرنسا،و كان يتمتع بشعبية . تزوج المغنية وعارضة الأزياء كارلا بروني في قصر الإليزيه في 2 فبراير 2008 في سابقة يشهدها قصر الإليزيه لأول مرة لرئيس يطلق زوجة ويتزوج من أخرى أثناء ولايته. يأخذ عليه خصومه أنه يصطاد في مياه اليمين المتطرف، وقد أثيرت هذه الاتهامات مجدداً في ضوء طرحه استحداث وزارة للهجرة والهوية الوطنية.