قال وزير الفلاحة والتنمية الريفية، محمد عبد الحفيظ هني، يوم أمس، أنه سيتم إيفاد لجنة وزارية من أجل إعداد برنامج خاص للنهوض بالقطاع الفلاحي بولايات جنوب البلاد خاصة بولايات المغير و تقرت وأولاد جلال، ودعا بالمناسبة إلى ضرورة عصرنة طرق استغلال الأراضي الفلاحية لتطوير قدرات الإنتاج. و خلال لقاء جمعه بالفلاحين والمستثمرين والمربين في إطار زيارة العمل التي قادته إلى ولاية المغير أوضح هني أنه ستكون هناك جلسة عمل على مستوى دائرته الوزارية بحضور ممثلي القطاع ونواب البرلمان بغرفتيه لتسطير برنامج خاص بقطاع الفلاحة بولايات المغير و تقرت وأولاد جلال، من أجل الانطلاق في مرحلة جديدة تسمح باستغلال كافة المقومات الفلاحية التي تتمتع بها هذه الولايات الفتية. وأشار في ذات الصدد إلى أنه أسدى تعليمات للمدير العام للديوان الوطني للأراضي الفلاحية من أجل الإسراع بالتكفل بدراسة الملفات المودعة على مستوى الولايات المشار إليها، في إطار تسوية وضعية الفلاحين. كما طلب من إطارات قطاعه على المستوى المحلي، بمضاعفة المجهودات من أجل توسيع المساحات الفلاحية و الرفع من مردود الإنتاج في ولايات جنوب البلاد، من خلال مرافقة الفلاحين بكل الوسائل المادية و التقنية، مشيرا بالمناسبة إلى أن هناك برنامج مسطر خاص بالكهرباء الفلاحية للولايات الجنوبية سيتم التكفل به في أقرب الآجال. كما طلب ممثل الحكومة من محافظ الغابات لولاية المغير، بمضاعفة المجهودات و الرفع من عدد الأشجار المغروسة في موسم التشجير 2023 / 2024 من أجل تثبيت الكثبان الرملية و تأثير التغيرات المناخية. و أكد وزير الفلاحة بأنه يتعين العمل على عصرنة طرق استغلال الأراضي الفلاحية سيما بمناطق الجنوب لتطوير قدرات الإنتاج الوطني بما يساهم في تحقيق هدف الأمن الغذائي. وأبرز هني في هذا الصدد أهمية تنسيق الجهود مع الجامعات والمعاهد لتحقيق مسعى عصرنة الفلاحة من خلال تطبيق البحوث العلمية بما يساهم في تطوير وتعزيز إمكانيات الإنتاج الفلاحي على المستوى الوطني إلى جانب تثمين منتجات الصناعة التحويلية من أجل تلبية الاحتياجات الوطنية من جهة ومتطلبات التصدير من جهة أخرى. كما أكد الوزير في ذات الصدد أنه تم تسخير كافة الإمكانيات المادية والبشرية لمضاعفة الإنتاج الفلاحي في مختلف المحاصيل و المنتوجات الموسمية، بما فيها التمور والزراعات الإستراتيجية. واستمع الوزير خلال هذا اللقاء، إلى عرض حول وضعية وآفاق قطاع الفلاحة والغابات بولاية المغير. و لدى تفقده لمشروع استثماري لإنتاج الطماطم الصناعية بتقنيات حديثة لشركة حقول الجنوب، استمع السيد هني إلى عرض مفصل حول هذا المشروع، خاصة ما تعلق منه بطريقة الزراعة المائية للطماطم تحت البيوت البلاستكية، و التي تعتمد على استخدام تقنيات ذكية، تضمن الإنتاج على مدار السنة لهذا المحصول الزراعي والموجه سواء للاستهلاك داخل الوطن أو للتصدير. وفي هذا الجانب، ثمن وزير القطاع تجسيد مثل هذه المشاريع الاستثمارية في الفلاحة والتي توفر مناصب شغل جديدة، كما تساهم في رفع الإنتاج الوطني وزيادة حجم الصادرات خارج قطاع المحروقات. واغتنم هني هذه الفرصة لدعوة كافة المستثمرين في المجال الفلاحي إلى اعتماد الطرق والتقنيات الذكية في تسيير الأنشطة الفلاحية، مبرزا أن مثل هذه المشاريع قد أثبتت نجاعتها، وتساهم أيضا في جهود تحقيق مسعى الاكتفاء الذاتي.