نحو سباق ثلاثي لرئاسة الفاف توحي المؤشرات الأولية بأن السباق على كرسي رئاسة الاتحاد الجزائري لكرة القدم، خلفا لجهيد زفيزف، قد يكون ثلاثيا، رغم احتفاظ هذا السباق بكامل أسراره إلى غاية آخر يوم من مهلة إيداع ملفات الترشح، لأن الفترة التي تم تمديدها لأسبوعين بقرار من اللجنة المعنية، بالتنسيق مع الأمانة العامة للفاف، تنقضي عشية اليوم، في حدود الساعة الرابعة زوالا، والساعات الأخيرة منها من المرتقب أن تعرف تقديم 3 مترشحين لملفاتهم الإدارية، ويتعلق الأمر بكل من رئيس الرابطة المحترفة عبد الكريم مدوار، الناخب الوطني الأسبق إيغيل مزيان، بصفته مفوضا من طرف ودادية قدماء اللاعبين، إضافة إلى ممثل وفاق سطيف، وليد صادي، المناجير العام الأسبق للمنتخب الوطني، والذي سبق له كسب صفة العضوية في المكتب الفيدرالي لعهدة واحدة في فترة روراوة. هذا ما استقته النصر من مصادر جد مقربة من الأسماء، التي تم تداولها للتنافس على كرسي زعامة قصر دالي إبراهيم، ولو أن ذات المصادر لم تستبعد إمكانية لجوء لجنة الترشيحات التي يرأسها علي مالك، رئيس رابطة الهواة، إلى اعتماد تمديد آخر في آجال إيداع ملفات الترشح، وهذا في محاولة لتجاوز الإشكاليات القانونية التي اصطدم بها كل من أبدى نيته في دخول سباق خلافة زفيزف على رأس الفاف، خاصة وأن الهيئة المختصة عمدت إلى التأكيد على التطبيق الصارم لنصوص المرسوم التنفيذي 309-22، المؤرخ في 12 سبتمبر 2022، والصادر في الجريدة الرسمية رقم 62/2022، والتي تبقى المادة 14 منه أكبر «عقبة» اعترضت الراغبين في تولي رئاسة الاتحادية، على اعتبار أنها تضع مترشحا سواء لمنصب الرئاسة أو عضوية المكتب الفيدرالي أمام حتمية إثبات المستوى الجامعي أو التعليمي والتكويني العاليين، شريطة أن يكون متوجا بشهادات المطابقة، إلى درجة أن رئيس الرابطة المحترفة عبد الكريم مدوار كان خلال الندوة الصحفية التي نشطها يوم الخميس الفارط قد سارع إلى الجزم بأن كل الملفات لا يمكن أن تستوفي الشروط، وما على اللجنة إلا اتخاذ قرار موحد، أما بالرفض أو القبول الجماعي، دون مراعاة القيود المحددة في النصوص القانونية. المستوى الجامعي يبقى في صدارة الأولويات وحسب مصادر النصر فإن قضية المستوى الجامعي تبقى في صدارة الأولويات التي ألحت الوصاية على ضرورة التقيّد بها، مما دفع بالأمانة العامة للفاف إلى إدراجه كمعيار أساسي في وصل استلام الملف، وهي إشارة مسبقة إلى أن عملية «الغربلة» تتم «إداريا» على مستوى الطاقم الإداري للاتحادية، حتى قبل إحالة الملفات على لجنة الترشيحات للنظر فيها ودراسة مدى مطابقتها للقوانين، دون تجاهل قضية العضوية «الشرعية» في الجمعية العامة للفاف، لأن تشديد الخناق على كل الراغبين في الترشح، بسبب شرط الشهادات الجامعية جعل ورقة «التفويضات» المخرج الوحيد الذي تم اللجوء إليه بحثا عن أعضاء تتوفر فيهم شروط الترشح «مبدئيا»، لأن القوائم الأولية للمترشحين تضم حسب مصادر النصر أعضاء ليسوا منتخبين في الهيئات الكروية التي منحتهم التفويضات لتمثيلها في الجمعية العامة للاتحادية، وعليه فإن باب الترشيحات لن يكون مفتوحا إلا من يتواجد رسميا في تركيبة الجمعية العامة المعنية بالدورة الانتخابية، قبل الخوض في حيازة حق الانتخاب أو الترشح، لأن ذلك يعتبر أيضا من بين الجوانب المهمة الكفيلة بإسقاط بعض الأسماء من القوائم، وعليه فإن مصادرنا لم تستبعد احتمال إقدام اللجنة المعنية على اعتماد مهلة إضافية للترشيحات، وتمديد الآجال لأسبوع آخر على أقل تقدير، بغية تمكين الراغبين في الترشح لضبط ملفاتهم الإدارية وفق ما تنص عليه القوانين. مترشحون قد لا يستوفون الشروط ! إلى ذلك، فإن رئيس الرابطة المحترفة عبد الكريم أعلن في خرجته الإعلامية ليوم الخميس الماضي، عن نواياه الجادة في الترشح لرئاسة الفاف، رغم اعترافه باصطدام كل الراغبين في الترشح بالعقبات القانونية، وعدم القدرة على استيفاء كل الشروط المنصوص عليها في المرسوم التنفيذي 309-22، والمعلومات التي تحصلت عليها النصر ظهيرة أمس تفيد بأن مدوار أعد قائمة تتشكل من 13 عضوا، عبارة عن مزيج بين ممثلي الرابطات وكذا أندية الرابطة المحترفة، لأنه يراهن أساسا على ما تضمنه التعديل الذي جاء في المرسوم التنفيذي، والذي تم بموجبه تقليص تركيبة الهيئة التنفيذية للاتحادية إلى مكتب يمكن أن يتشكل ما بين 7 إلى 12 عضوا، ومدوار يسعى لضبط مكتب فيدرالي من 9 أعضاء، مع الإبقاء على 4 أعضاء ضمن القائمة الاحتياطية. من جهة أخرى، كشف مصدر جد موثوق للنصر بأن وليد صادي من المرتقب أن يودع ملف ترشحه لدى الأمانة العامة للفاف زوال اليوم، بعدما أنهى كامل الترتيبات الإدارية بشأن قائمته، خاصة بعد تحصله على تفويض رسمي من المديرية العامة لشركة «سونلغاز»، لتمثيل وفاق سطيف في الجمعية العامة الانتخابية للفاف، رغم أن المؤشرات الأولية تفيد بأن صادي أخذ في الحسبان قضية الشهادة الجامعية كمعيار رئيسي لضبط القائمة التي سيراهن عليها. على صعيد آخر، أكدت ذات المصادر للنصر بأن مزيان إيغيل أنهى قائمته سهرة أول أمس الجمعة، بعد حصوله على تفويضين من المديرية العامة لمجمع «سوناطراك»، سمحا له بإلحاق ممثل عن مولودية الجزائر بقائمة، وكذا ممثل النادي الرياضي القسنطيني ياسين فرصادو رسميا بقائمته، ليكون بذلك إيغيل قد ضبط قائمة تتشكل من 17 عضوا، 8 منهم تحصلوا على تفويضات من رابطات، ويتعلق الأمر بكل من الرابطة الوطنية لكرة القدم داخل القاعة، رابطة عنابة الجهوية، والرابطات الولائية لكل من الطارف، سكيكدة، بومرداس، تيزي وزو، غليزان وتيموشنت، إضافة إلى مندوبي 7 أندية، في صورة شباب قسنطينة، مولودية الجزائر، نجم مقرة، نادي بارادو وشباب بلوزداد من الرابطة المحترفة، ونصر حسين داي وجمعية عين مليلة من الوطني الثاني، في انتظار تأكيد عضوية كل ناد في الجمعية العامة للفاف، بمراعاة شروط المحافظة على امتياز «الاحتراف»، فضلا عن محمد معوش، باعتباره ممثلا عن لاعبي منتخبي جبهة التحرير الوطني، مقابل دخول إيغيل مزيان سباق رئاسة الفاف كمفوض لودادية قدماء اللاعبين الدوليين، ولو أن المادة 21 من القانون الأساسي للاتحادية تحرم «الودادية» من التفويض، وتحصر صفة العضوية في الجمعية العامة للفاف في شخص الرئيس المنتخب لهذه الهيئة دون غيره، في إجراء يمس أيضا جمعيتي الحكام والمدربين الممارسين، شرط أن يكون ذلك بحيازة الصفة الانتخابية، وهو ما يعني بأن ملف إيغيل مزيان يتواجد «إداريا» على المحك، لاسيما وأن نصوص المرسوم التنفيذي 309-22 تجرد آليا ودادية قدماء اللاعبين الدوليين من صفة العضوية في الجمعية العامة للفاف.