يزيد استهلاك المياه المعدنية في فصل الصيف، نظرا للارتفاع المحسوس لدرجات الحرارة، و جفاف الجسم بفعل التعرق و عوامل أخرى، غير أن هناك من لا يراعي في شربها تركيز المواد الموجودة في التركيبة و نوع الماء، سواء كان ماء معدنيا أو ماء منبع طبيعي أو غير ذلك، و لا يدرك البعض الفرق بينها، و هو ما وقفنا عليه خلال حديثنا لمواطنين، يعتقدون بأن كل الأنواع تشترك في نفس التركيبة، و بأن الاختلاف يكمن في العلامة فقط و في مصدر المياه، و أن اختيار نوع معين يرجع لطبيعة المذاق و عليه يشرح المختصون في أمراض الكلى، طبيعة الاختلاف و كيفية الاستهلاك الصحيح. تعرض محلات بيع المواد الغذائية و الأكشاك، المياه المعدنية بشكل مغاير في موسم الصيف مقارنة بباقي أيام السنة، حيث تتحول قارورات الماء إلى ديكور يزين الواجهات أين يتم ترتيبها بكميات كبيرة و بعلامات مختلفة تلبي حاجة الزبون و يجد تجار في استغلال مداخل و واجهات المحلات مساحة لعرض أكبر كمية ممكنة من الماء، لتلبية الطلب الكبير على هذه المادة الحيوية التي تعد الأكثر استهلاكا صيفا، بمعدل أجمعوا بأنه يتراوح بين 5 إلى 6 أضعاف عن معدل الاستهلاك العادي خلال باقي أشهر السنة. اختلاف التركيبة في النوع الواحد لاحظنا خلال جولتنا بالفضاءات التجارية، خاصة الكبيرة تخصيص رواق و مساحة من الواجهة لعرض الماء المعدني بعلامات مختلفة، من مياه المنابع الطبيعية و الماء الطبيعي غير الغازي و الماء المعدني و الماء المعدني الطبيعي غير الغازي، حيث يتراوح سعر قارورة سعة لتر و نصف بين 350 و 500 دينار، و بالنظر إلى التركيبة فهي تختلف من نوع إلى آخر، و تختلف من ماء إلى آخر حتى بالنسبة لنفس العلامة، و هو ما تبين عند اطلاعنا على تركيبة علامتين لماء منبعي. اتضح لنا، بأن النوع الأول يحتوي على 4.6 ميليغرام من مادة الكالسيوم، فيما يحتوي النوع الثاني على 86 ميليغرام من مادة الكالسيوم، أما بالنسبة للمغنزيوم، فإن النوع الأول يحتوي على 3.75 ملغ، فيما يحتوي الثاني على 13 ملغ وهي ملاحظة تنطبق على باقي المركبات كالبوتسيوم، حيث يتوفر النوع الأول على 1 ملغ و الثاني على 0.7 ملغرامات أما الصوديوم فالأول به 29 ملغ، و الثاني به 10 ملغرامات يحتوي النوع الأول على 30 ملغ من الكلور، أما الثاني فبه 15 ملغ. كما اطلعنا على تركيبة علامتين تجاريتين لنوع واحد هو ماء معدني طبيعي غير غازي، فوجدنا بأن كميات المواد المدرجة في التركيبة مختلفة من علامة إلى أخرى، فعلى سبيل المثال، مقدار الكالسيوم في اللتر بالنسبة للنوع الأول هو 78 ملغ / لتر، أما معدله في النوع الثاني فهو 99 ملغ، كذلك المغنزيوم، فالنوع الأول يحتوي على 37 ملغ، و الثاني 24 ملغ، و هو اختلاف قالت الدكتورة منال بوالجدري مختصة في أمراض الكلى، بأنه طفيف. وبالحديث إلى تجار و زبائن عن موضوع تركيبة المياه وما إذا كانت أساس اختيار النوع الذي يستهلكونه، خلصنا إلى أن الغالبية لا يطلعون أساسا على التركيبة، و لا تعد في نظرهم عاملا مهما لاختيار النوع المناسب من الماء، وذلك بحجة أنهم لا يعرفون فائدة كل مادة موجودة في التركيبة و لا معدل الكمية الواجب التقيد بها في ضبط عناصر التركيبة، فمنهم من يركز اختياره على المذاق، و يفضل آخرون كل العلامات التي تقدم مياه المنابع، لأن مصدرها طبيعي حسبهم و لا تحتوي على مواد مضافة، كما يعتقدون، فيما يختار زبائن تنويع الاستهلاك، لأنه مفيد للجسم مع الحرص على أن يحمل المنتج عبارة 100 بالمائة طبيعي. لاحظنا خلال جولتنا، بأن سلوك عرض قارورات المياه خارج المحلات قد تراجع بشكل لافت إلا في عدد قليل جدا من الأكشاك، أين وضعت قارورات تحت أشعة الشمس فيما عرضت المياه في معظم المحلات الأخرى التي زرناها عند المداخل قبالة الواجهات، بحيث تكون مغطاة، لكنها غير بعيدة عن تأثير الشمس التي تنسحب أشعتها من الواجهات وهو ما يثير المخاوف من احتمالات حدوث تفاعلات كيميائية قد تضر بفوائدها و قيمتها. * منال بوالجدري مختصة في أمراض الكلى هذه الطريقة الصحية لشرب المياه تنصح الدكتورة منال بوالجدري، طبيبة مختصة في أمراض الكلى بالمؤسسة العمومية الاستشفائية حمودة أعمر بعين فكرون، بالتنويع في استهلاك المياه المعدنية، مع شرب ماء الحنفية، الذي تصفه للمريض الذي يعاني من جفاف في الجسم، لاحتوائه على تركيز معادن متوازنة يساعد في تسريع العلاج، و قدمت شروحات مفصلة عن أنواع المياه المعدنية و العناصر المتضمنة في كل تركيبة. و أوضحت الطبيبة، في حديثها، بأن هناك أنواعا كثيرة من المياه المعدنية، منها أنوع رئيسية، هي ماء المنبع و المياه المعدنية و الماء الطبيعي النقي الخالي من المعادن و المياه التي تحتوي على مواد كيميائية مضافة كالبيكربونات وهو النوع الغازي. والنسبة لماء المنبع فإن مصدره طبيعي، و هو غني جدا بالمعادن، و اختلاف التركيبة من علامة لأخرى، راجع حسبها لاختلاف المصدر، فكل منبع له خصوصية معينة من ناحية التركيبة، وهناك ماء منبع غني بالمغنزيوم أكثر من باقي المواد، فيما قد نجد منبعا آخر غنيا بالكالسيوم و الحديد أما المياه المعدنية فمصدرها هو المسطحات المائية، و هي مياه معالجة غنية بالمعادن لكن بنسبة أقل من ماء المنبع موضحة، بخصوص الفرق في تركيز عناصر التركيبة بالتأكيد بأنه فرق طفيف لا يؤثر على القيمة الغذائية و تنصح بتنويع الاستهلاك للاستفادة من كل العناصر. كما ذكرت الطبيبة، نوعا آخر هو ماء الحنفية الصالح للشرب، و الذي له فوائد كثيرة حسبها، خاصة للأشخاص المسنين، مشيرة إلى أن هذه الفئة تفقد حاسة العطش و تتعرض لجفاف الجسم صيفا، ومن المفيد للمسنين شرب مياه الحنفية النظيفة لأن تركيز مادة الصوديوم و الماء متوازن فيها، أما بالنسبة للماء الغازي فهو غني بالبيكربونات و يوصف لمن يعانون من «ميكروب» في البول، حيث يعمل على إنقاص نسبة الحموضة، كما تصفه للأشخاص المصابين بحصى الكلى من النوع الأول، « المتكون من الكالسيوم»، أما المصابون بالنوع الثاني « حصى حمض اليوري» فتنصحهم بشرب ماء غازي غني بالبيكربونات، فيما تدعو مرضى القصور الكلوي الناتج عن الضغط الدموي أو السكري إلى استهلاك مياه متوازنة ذات تركيز متوازن. و حذرت الطبيبة، من عرض قارورات المياه في أشعة الشمس لتجنب تفاعلات مادة البلاستيك، و دعت للتقيد بالتعليمات المتعلقة بطريقة الحفظ و التي تدون عادة على غلاف القارورة.