أندية النخبة تواصل - تدوير - المدربين وتقلص عدد الأجانب تشهد الطبعة 62 للبطولة الوطنية تراجع عدد التقنيين الأجانب مقارنة بما كان مألوفا، خاصة منذ اعتماد «الاحتراف» في آخر 13 نسخة، لأن الموسم الكروي (2023 / 2024) يعرف عند خط الانطلاقة تواجد 5 مدربين أجانب فقط، من بينهم ثنائي دشن عمله الميداني قبل 48 ساعة من موعد انطلاق البطولة، وذلك على خلفية سقوط رأسي عمراني ولكناوي عشية رفع الستار عن المنافسة، الأمر الذي ساهم بشكل مباشر في رفع «كوطة» التقنيين الأجانب من 3 إلى 5، في حين تقلص عدد المدربين «المحليين» إلى 11، لكن مع تسجيل احتفاظ 4 تقنيين فقط بمناصبهم على مستوى الأندية التي كانوا قد أنهوا معها الموسم المنصرم، ويتعلق الأمر بكل من بوغرارة، بن شيخة وبوزيدي، إضافة إلى الفرنسي باتريس بوميل، الذي واصل مشواره مع مولودية الجزائر. تقلص عدد «الأجانب» في البطولة الوطنية في بداية الموسم الجديد، يشذ عن المألوف منذ دخول عهد «الاحتراف»، لأن أندية النخبة وبصرف النظر عن المشاكل المالية التي تتخبط فيها، فإنها اعتادت على كسر القيود التي ما فتئت المديرية الفنية الوطنية تفرضها، خاصة في الشق المقترن بالشهادات الواجب حيازتها للمدربين الأجانب، إلا أن ورقة المدرب الأجنبي كانت «مفضلة» لدى أغلبية رؤساء النوادي، مع اتساع رقعة الاختيار، إلى درجة أن الدوري الجزائري، شهد في السنتين الأخيرين تواجد تقنيين يحملون جنسيات لم تكن لها مكانة في البطولة الوطنية، على غرار البرازيل وصربيا، مع تسجيل ميول أكبر في الفترة الماضية نحو «التوانسة»، بمرور سبعة تقنيين من تونس على النوادي الجزائرية في نفس الفترة، دفعة واحدة، وكان ذلك خلال موسم (2021 / 2022). «موضة» الإقدام على جلب مدربين أجانب أخذت في التراجع بشكل ملفت للانتباه قبل انطلاق الموسم الكروي الجديد، والدليل على ذلك أن الأندية باشرت تحضيراتها لدخول المنافسة بقائمة تضم 3 مدربين فقط من جنسيات أجنبية، وذلك بعد تمسك إدارة مولودية الجزائر بخدمات الفرنسي باتريس بوميل، لمواصلة مهامه على رأس العارضة الفنية، وهو الذي تم استقدامه في منتصف الموسم الماضي، في حين فضل المكتب المسير لشباب بلوزداد تغيير الوجهة، والمراهنة على «الهندسة» البلجيكية» كورقة استثنائية بحثا عن نجاح في المنافسة الأغلى في القارة السمراء، لأن أبناء «العقيبة» الذين أحكموا سيطرتهم المطلقة على لقب البطولة، والاحتفاظ به طيلة 4 مواسم متتالية يراهنون على دوري أبطال إفريقيا، فكان المدرب البلجيكي سيفين فاندنبروك الخيار الذي تم تعليق الآمال عليه لتحقيق المبتغى، والتألق في المنافسة الإفريقية، بينما حمل مراد العقبي راية تمثيل المدربين التونسيين في بداية النسخة الجديدة للبطولة الوطنية، ليكون التونسي الوحيد الذي سيقود فريقا جزائريا (اتحاد خنشلة) في مستهل الموسم الجاري، وهو ما يجسد عزوف مسيري أندية النخبة عن خيار «التوانسة»، بعد ارتفاع المؤشر إلى الذروة في الموسمين الفارطين، خاصة بمرور كل من الكوكي، بن يحي، السليمي، اليعقوبي، السويح، لسعد معمر وحتى معز بوعكاز، الذي كان على وشك العودة إلى مولودية وهران، إلا أن الشركة الراعية كانت قد تعاقدت مع ماضوي بدلا منه، فاضطر إلى المغادرة قبل انطلاق الفريق رسميا في التحضيرات. أجنبيان قدما عشية ضربة الانطلاقة وفي سياق ذي صلة، فإن عدد المدربين الأجانب ارتفع عشية جولة رفع الستار، وهذا بعد إقدام إدارة وفاق سطيف على فسخ عقد عبد القادر عمراني، مقابل استقدام الفرنسي فرانك دوما، الذي سجل عودته إلى البطولة الجزائري عبر بوابة «النسر الأسود» بعد تجارب سابقة مع شبيبة القبائل وشباب بلوزداد، في حين سارعت إدارة نادي بارادو إلى التعاقد مع الفرنسي كورتين مارتينيز، الذي سبق له قيادة منتخب ليبيا، وهذا بعد الطلاق بالتراضي الذي حصل مع المدرب نذير لكناوي، ولو أن هذا الطلاق قلّص عدد المدربين الذين تمت تزكيتهم لمواصلة المهام للموسم الثاني على التوالي، لأن لكناوي كان قد أشرف على «الباك» طيلة مرحلة الإياب من الموسم الماضي، وقاد الفريق إلى تحقيق البقاء في حظيرة الاحتراف، بالنجاة من شبح السقوط في آخر جولة من البطولة، بعد «سيناريو» دراماتيكي، إلا أن قرار تجديد الثقة لم يدم مفعوله سوى فترة التحضير، فكان فسخ العقد كافيا لفسح المجال أمام إدارة «الأكاديمية» للعودة إلى الصفقات الأجنبية، بعد الكثير من التجارب في السنوات الماضية، والتي كانت متعددة الجنسيات، بين البرتغال وإسبانيا، وحتى مقدونيا ومدغشقر، لكن الخيار هذه المرة كان بالتوجه نحو الهندسة الفرنسية. «المحلي» كسب ثقة المسؤولين ولكن.. على صعيد آخر، فإن تواجد 11 تقنيا جزائريا على رأس الأندية عند خط انطلاق الطبعة الجديدة للبطولة الوطنية، يجسد الثقة التي أصبح يحظى بها المدرب المحلي لدى مسيري الأندية، والتي نتجت بالأساس على العمل الميداني الذي تقوم به دفعة جديدة من المدربين «الشبان»، الذين كسبوا مع مرور الوقت الخبرة في هذا المستوى، لأن هذه الدفعة التي تتشكل من لاعبين سابقين، في صورة زغدود، بلعطوي، بوغرارة، ماضوي و حجار انتزعت مكانة في الرابطة المحترفة، بدليل أن تواجدها على رأس الطواقم الفنية لفرق من الرابطة المحترفة يكاد يكون بانتظام، ولو مع تغيير النوادي، ليصنع بوغرارة الاستثناء في هذه القائمة، باعتباره الوحيد الذي حافظ على مقعده كمدرب رئيسي لشباب قسنطينة للموسم الثاني تواليا، بينما انتقل الشريف حجار إلى بشار لقيادة شبيبة الساورة، رغم المشوار المميز الذي أداه الموسم الماضي مع مولودية البيض، وهي المغامرة الجديدة التي جعلت من حميسي الخيار الجديد لإدارة فريق البيض، في حين حط منير زغدود رحاله ببسكرة، لقيادة «خضراء الزيبان»، غير بعيد عن زميله السابق في محور دفاع «الخضر» عمر بلعطوي، الذي سيقود الاتحاد السوفي، في مغامرة تاريخية لأبناء مدينة الألف قبة، لأنها الأولى لهم في قسم النخبة. من جهة أخرى، فإن الملفت للانتباه أن بعض المدربين سجلوا عودتهم إلى أندية سبق لهم الإشراف عليها، لأن علاقة الود بين نجم مقرة وعزيز عباس بعثت من جديد، بعد ملحمة الصعود التاريخي قبل 5 سنوات، وكذلك الشأن بالنسبة لخير الدين ماضوي، الذي سيخوض تجربة جديدة مع مولودية وهران، وهما خياران عززا من حصة التقني المحلي في البطولة الوطنية للموسم الجاري، خاصة وأن إدارة نجم مقرة عمدت في الموسمين الماضيين إلى المراهنة على الخيار التونسي، في حين شهد بيت «الحمراوة» عدم استقرار الطواقم الفنية، على خلفية الأزمة الإدارية التي عاشها النادي. قراءة: صالح فرطاس