أسدى وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الحفيظ هني أمس تعليمات صارمة بضرورة إغراق السوق بمختلف أنواع البقول الجافة، وذلك بصفة مستعجلة، إلى جانب التنسيق مع مصالح وزارة التجارة لتموين المتعاملين وتجار الجملة والتجزئة بهذه المواد بأسعارها المقننة. أمر وزير الفلاحة خلال إشرافه على عقد لقاء حضره مدراء تعاونيات الحبوب والبقول الجافة على المستوى الوطني، بضرورة السهر على ضمان وفرة البقول الجافة، عن طريق إغراق السوق بكميات هامة من هذه المواد التي تشكل القاعدة الأساسية لقوت الجزائريين، وتوزيعها على مختلف نقاط البيع بأسعارها المحددة من قبل الدولة. وأكد عبد الحفيظ هني أيضا على ضرورة تزويد المتعاملين الاقتصاديين والمنتجين بالكميات الكافية من البقول الجافة، فضلا عن تجار الجملة والتجزئة، وذلك في إطار التنسيق ما بين مصالح وزارة الفلاحة والتنمية الريفية ووزارة التجارة التي تعمل على ضبط السوق ومكافحة المضاربة، من خلال آلية الرقابة التي تهدف إلى تنظيم النشاط التجاري ومنع التجاوزات. وجاءت تعليمات وزيرة الفلاحة بعد ان استمع إلى عرض مفصل حول وفرة البقول الجافة لدى الديوان الجزائري المهني للحبوب، ومستوى تموين تعاونيات الحبوب عبر مختلف أنحاء الوطن بهذه المواد الغذائية الأساسية، التي يزداد الطلب عليها خلال موسم البرد، وكذا مع المطاعم المدرسية والجامعية، فضلا عن مؤسسات أخرى تضمن الإطعام لمستخدميها. وتم تقديم خلال الاجتماع معطيات شاملة حول مخزون الحبوب الذي تم إعداده من قبل الديوان المهني للحبوب لتغطية السوق، وكانت الأرقام المعروضة على الوزير تشير إلى تمكن الديوان من توفير كميات معتبرة وكافية من البقول الجافة والأرز، مما يفند ما أثير مؤخرا بشأن تراجع وفرة هذه المواد في السوق، لا سيما بالنسبة للأرز، وقلة الكميات المعروضة في المساحات التجارية. وكانت وزارة الفلاحة أكدت مؤخرا بأن الديوان الجزائري المهني للحبوب لديه كميات معتبرة وكافية من البقول الجافة والأرز، أي ما يعرف لدى المختصين بمخزون الضبط ومخزون الأمان، وأن ديوان الحبوب الذي يمتلك حصرية استيراد الحبوب الجافة، يضمن بقدراته وإمكانياته تلبية جميع الطلبات عبر الوطن من البقول الجافة والأرز، وذلك في أريحية تامة. وتتزامن توجيهات وزير الفلاحة بضمان وفرة الحبوب الجافة، مع الاستعداد لاستئناف الدراسة على مستوى المؤسسات التربوية والجامعية، والشروع في تموين المطاعم التابعة لقطاعي التربية الوطنية والتعليم العالي بالمواد الأولية لإعداد الوجبات الغذائية، على رأسها الحبوب الجافة والأرز. ويذكر أيضا بأن الديوان الجزائري المهني للحبوب بادر بدوره إلى استيراد كميات هامة من البقول الجافة والأرز خلال شهر أوت المنصرم، مع استحداث 300 نقطة بيع مباشرة، وتسقيف أسعارها على مستوى أسواق الجملة والتجزئة، بهدف وضع حد للمضاربة، والحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين. كما خصص جانب من الاجتماع لضبط آخر التحضيرات الخاصة بحملة الحرث والبذر للموسم الفلاحي الجديد، وتقديم التوجيهات للفلاحين لإنجاح الموسم، علما أن اللقاء حضره ممثلون عن الاتحاد العام للفلاحين الجزائريين، الشريك الأساسي لوزارة الفلاحة في مجال تحقيق البرنامج المتعلق بضمان الأمن الغذائي. وتناول الوزير أيضا إشكالية التغيرات المناخية، وارتفاع درجات الحرارة، وشح تساقط الأمطار، وكذا ظاهرة الجفاف التي تسيطر على عدد من المناطق من البلاد، لا سيما المعروفة بإنتاج الحبوب، ومدى تأثير هذه العوامل على انطلاق حملة الحرث والبذر. وتم التذكير في ذات المناسبة بالإجراءات التحفيزية التي أقرتها السلطات العمومية للنهوض بشعبة الحبوب، ورفع كمية الإنتاج لتحقيق الاكتفاء الذاتي، عن طريق رفع المساحات المزروعة والمسقية، وتحسين مستوى المردود في الهكتار الواحد، خاصة بولايات الجنوب التي أضحت رائدة في المجال الفلاحي.