تعد اللّمجة المدرسية أو الوجبة الخفيفة المتوازنة التي تتكون من منتجات الحبوب والفواكه و الألبان، أفضل من لمجة البسكويت والكعك الجاهز، لأنه غالبا ما يكون دهنيا جدا ويحتوي على كمية كبيرة من السكر، كما أن فطور الصباح ضروري للطفل لأنه يساعده على التركيز في دراسته والتحصيل العلمي الجيد. و تساعد اللمجة المدرسية الصحية التلاميذ على مواجهة بعض الجوع وإعادة «شحن بطارياتهم» خلال وقت الاستراحة كما أنها مفيدة للتركيز في الدراسة حسب المختصين، ولذلك يجب تفضيل الوجبات التي تحضر في البيت لأنها متوازنة وخالية من الإضافات مثل الأصباغ والمواد الحافظة، كما أنها تكون حسب ذوق الطفل واحتياجاته. تؤكد المختصة في التغذية العلاجية هاجر بوسالية، بأن اللمجة ضرورية لأنها تمد جسم الطفل بالطاقة اللازمة وتساعده على التركيز في دراسته، و يجب أن توفر له جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها، ولذلك وجب على الأولياء أن يختاروا بعناية ما يقدمونه لأطفالهم في اللمجة حتى يستفيدوا من مكوناتها وعناصرها الغذائية. وأضافت، أن الوجبة الخفيفة أو اللّمجة إذا كانت تحتوي على السكريات السريعة أو الدهون المشبعة مثل العصائر المصنعة والبسكويت الجاهز و الشيبس، والمأكولات السريعة والمشروبات الغازية، فهي تتحول إلى سم يؤثر في مستويات السكر في الدم عند الطفل ويمنعه من التركيز، كما أن هذه المكونات الضارة تسد شهية الطفل عن وجبة الغذاء، موضحة أن نوعية الطعام الذي تحتوي عليه اللمجة هو ما يصنع الفرق، فإذا كانت تلبي جميع احتياجات الطفل من بروتينات، ودهون وغلوسيدات، فهي بذلك جد أساسية وضرورية للطفل، أما إذا كانت عبارة عن أكلات سريعة وسكريات، فإنها تشكل خطرا كبيرا على الطفل وقد تسبب له أضرارا صحية على المدى البعيد كالإصابة بالسكري وفقر الدم وما إلى ذلك، مشددة في ذات السياق على عدم الاستهانة بمكونات اللمجة وضرورة اختيار كل ما هو صحي للأطفال. وفي ذات السياق، أكدت هاجر بوسالية، أن التغذية الصحية والمتوازنة مهمة جدا لصحة الأطفال، ولذلك من الضروري أن يتناولوا جميع الوجبات من فطور وغداء وعشاء حتى يتزودوا بمختلف العناصر الغذائية، ويجب أن تتكون هذه الوجبات الثلاثة من الخضار والفواكه ومنتجات الحبوب الكاملة والأطعمة البروتينية، وأفضل الأطعمة هي الكاملة والطازجة وغير المصنعة. وتابعت أن معدة الأطفال صغيرة ولا تسع لتناول كميات كبيرة من الطعام، ولذلك يفضل إدخال بعض الوجبات الخفيفة أو ما يسمى باللمجة على مدار اليوم، ومع اقتراب الموسوم الدراسي تنصح الأمهات بإعداد وجبات خفيفة صحية وسريعة التحضير كفطيرة من الخبز الكامل يمكن أن ترافق سلطة وخضراوات وقطع جبن أو دجاج أو حتى بيضة مع حبة من الفاكهة أو القليل من المكسرات أو عصير الفاكهة الطبيعي مع قطع البسكويت المصنوعة في المنزل من القمح الكامل أو الشوفان ويضاف إليها الزبيب لأنها صحية وتحتوي على عناصر غذائية جيدة وطاقة، مؤكدة أن الوجبات الخفيفة الصحية لا تقل أهمية عن الأطعمة المعدة منزليا. التخلي عن فطور الصباح له عواقب سلبية على الصحة وتشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يتناولون وجبة الإفطار قبل الذهاب إلى المدرسة يكونون في حالة عقلية أفضل في الصباح فذاكرتهم تكون أحسن، وإبداعهم وحتى تركيزهم أفضل أيضا على عكس الأطفال الذين لا يتناولون وجبة الإفطار، والذين يظهرون بعد ذلك مشاكل أكثر في التركيز أو الحفظ. وفي ذات السياق، أكد المختص في التغذية العلاجية نور الدين زكري، أن التخلي عن تناول فطور الصباح له عواقب سلبية على صحة الطفل خاصة للأطفال في مرحلة النمو، كما أن تجاهل هذه الوجبة الصباحية يؤثر على التحصيل العلمي للتلاميذ، فقد يتسبب عدم تناول العناصر الغذائية المهمة للجسم والدماغ في الصباح بالنسبة لهؤلاء الصغار في قلة التركيز والإرهاق وزيادة التعب وانخفاض قدرتهم على التفكير والإبداع بشكل كبير وبالتالي تراجع مردودهم الدراسي، أما الأطفال الذين يتناولون فطورا صحيا قبل بداية يومهم فسيكون أداؤهم في المدرسة أفضل من غيرهم. وأشار في ذات السياق، إلى أن الوجبة الأولى هي التي ستنظم اليوم بأكمله، فالأطفال الذين لا يتناولون وجبة الصباح ستكون رغبتهم الأولى بعد ذلك هي استهلاك السكر و الوجبات الخفيفة غير الصحية خارج المنزل، وهذا إجراء يجب تجنبه تماما لأنه سيؤثر على صحتهم في المستقبل، ولذلك فإن وجبة الفطور هي أهم وجبة في اليوم، ولكن بشرط أن تقدم إضافة نوعية للجسم حيث تعتمد على احتياجات الطفل ونشاطه البدني وأيضا على نظامه الهضمي. وأكد المتحدث، أنه من المهم تخصيص وقت كاف لتناول فطور الصباح كما هو الحال مع وجبتي الغذاء والعشاء وذلك بالجلوس أمام الطاولة للاستمتاع بها بدلا من التهامها بسرعة، كما يجب إطفاء جميع الشاشات حتى لا يركز الطفل على ما يحدث فيها بدل تركيزه على الطعام الذي أمامه، مشيرا إلى أن هذا السلوك سيؤدي إلى تناول الطعام أكثر من اللازم وهو ما يعزز الإصابة بالسمنة كما أكد على أهمية تناول فطور الصباح في جو عائلي لمساعدة الطفل على تقدير هذه اللحظة المهمة جدا لنموه. ويجب أن تحتوي الوجبة على مشروب دافئ، وفواكه أو كومبوت خال من السكر أو حتى الفواكه المجففة والمكسرات، بالإضافة إلى منتجات الحبوب مثل خبز القمح الكامل أو رقائق الشوفان وما إلى ذلك، كما يجب أن يحتوي فطور الصباح على منتجات الألبان مثل الجبن والحليب وحتى الياغورت لأنها توفر البروتينات الضرورية لبناء الأنسجة وكذلك الكالسيوم الضروري لقوة عظام الطفل وتعزيز نموه، و يمكن إضافة الفاكهة (أو عصيرها) لغناها بالألياف والفيتامينات اللازمة ليكون الطفل نشيطا طوال اليوم. و إذا كان الطفل يحب الأطعمة المالحة بدل الحلوة، فيمكن إضافة بيضة مقلية أو مسلوقة إلى قائمته، مع تجنب اللحوم الباردة والمصنعة، لأنها قد تعرضه لأمراض القلب والأوعية الدموية بسرعة كبيرة بسبب الأحماض الدهنية المشبعة التي تحتوي عليها مؤكدا، على إعطاء الأولوية للكالسيوم والفيتامينات والكربوهيدرات للحصول على قائمة متوازنة، بالإضافة إلى ذلك، يجب التقليل من تناول البروتين والسكر والأحماض الدهنية. * المختصة النفسانية العيادية الدكتورة كاميليا حكوم هكذا نواجه اضطراب الشهية عند الطفل من جهتها أوضحت المختصة النفسانية العيادية الدكتورة كاميليا حكوم، أن الدخول المدرسي لأول مرة يعد حدثا تاريخيا في حياة كل طفل، فهذه التجربة الفريدة من نوعها يعيشها كل واحد بمشاعر مختلفة عن الآخر، فهناك من تكون إيجابية بالنسبة إليه و هناك من يعيشها بسلبية، مؤكدة أن الذكرى ستضل راسخة في ذهن الطفل ولذلك من الأفضل أن تكون تجربة إيجابية سعيدة لتسهيل التأقلم و التكيف بسرعة في المدرسة و تجنب الاضطرابات التي قد تنجر عن التفاعل السلبي كانعدام الشهية مثلا. ومن بين المشاكل التي يواجهها الأولياء أثناء الدخول المدرسي مع أطفالهم حسب المختصة، ما يتعلق بالتغذية خاصة فطور الصباح، مشيرة إلى أن بعض الأطفال يرفضون تناول هذه الوجبة و يفضلون الذهاب إلى المدرسة دون تناول الفطور المهم جدا، وهو ما يتسبب في قلق الأولياء أو انتهاجهم لأساليب العنف مع الطفل، وقد يعتمد آخرون نمط تغذية غير صحي قائم على السكريات ما يعود بالسلب على صحة الصغار. وأكدت حكوم، على ضرورة استبعاد وجود مشكلة صحية يعاني منها الطفل، قد تكون سببا في رفضه تناول فطور الصباح، موضحة أن هذا المشكل يعود إلى عدم تعود الطفل على تناول الوجبات في توقيت مختلف عما كان عليه من قبل أو يكون كتعبير سيكوسوماتي. و لتجنب الاضطراب في الشهية، يجب على الأولياء تهيئة أطفالهم لتناول الوجبات الصباحية قبل الدخول المدرسي بأيام قليلة و من المهم إعدادهم نفسيا و جسديا لهذا التغيير و محاولة ضبط وقت يتناسب مع ما يكونون عليه في الأيام القليلة القادمة، و كذا تحفيزهم على ضرورة تناول الوجبة لأنها مفيدة لصحتهم وضرورية للتركيز و الانتباه في القسم، كما أن الوجبة الصباحية تمد الجسم بالطاقة اللازمة ليتحمل حتى وقت الغذاء و عليهم إقناعهم بسلاسة بأن المدرسة تختلف عن المنزل فالطعام لا يكون متاحا لهم عندما يجوعون. ومن الأفضل أيضا حسبها، أن يكون الإفطار جماعيا، أي أن يلتف جميع أفراد العائلة حول الطاولة لتناول هذه الوجبة مع الطفل، وتنصح الأولياء الموظفين، بضرورة تنظيم أوقاتهم وأن يعيروا أهمية لهذه الوجبة و يخصصوا لها الوقت الكافي واللازم و لا يستهينوا بها لأنها وجبة رئيسية يبدأ بها الطفل يومه، محذرة من اللجوء إلى العقاب مع الطفل وإرغامه على تناول فطوره لأن مثل هذا السلوك سيضر بالطفل.