تُحصي مديرية الضرائب بقسنطينة سنويا، رقم 3 آلاف و200 مليار سنتيم من عملية التحصيل الضريبي، فيما تشير التوقعات إلى ارتفاع الرّقم بحوالي 100 مليار خلال هذه السنة، مثلما تمّ الكشف عنه أمس، على هامش الأبواب المفتوحة حول الخدمات الرّقمية التي يوفّرها القطاع، كما سيُشرع قريبا في الأشغال بأربعة مراكز ضريبية جوارية رُفع التجميد عنها، مع التوجّه نحو تجسيد خدمة الدّفع عن بعد. وكشف للنّصر مدير مديرية الضرائب بقسنطينة، عمار حطرق، بمناسبة الأبواب المفتوحة المنظّمة للتعريف بالخدمات الرّقمية التي تقدّمها المديرية المركزية للضرائب، عن معدّل تحصيل ضريبي يبلغ 3 آلاف و200 مليار سنتيم تسجّله مصالح المديرية سنويا، واصفا الرّقم بالجيّد لكونه يطابق الأهداف المسطّرة والمنتظرة من طرف المديرية المركزية، مع توقّع بارتفاعه هذه السنة ليصل إلى حوالي 3 آلاف و350 مليار سنتيم. وأضاف ذات المتحدّث أنّ هذا الرّقم المسجّل راجع إلى التحكّم الإداري في العمل الجبائي بمختلف جوانبه، من ناحية التحصيل، الرقابة، التأسيس وكذا إلى وعي المتعاملين الاقتصاديين، فضلا عن التسهيلات المقدّمة والتي تعطي نتائج إيجابية فيما يتعلّق بالرّفع من الاندماج في سيرورة العمل الإداري. وقال المتحدّث إنّه رُفع التّجميد حديثا عن مشاريع تخصّ أربعة مراكز جوارية للضرائب، ستنطلق الأشغال على مستواها في الأيام القليلة المقبلة، اثنان منها ببلدية قسنطينة وآخران بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، وبلدية الخروب، حيث تضاف إلى المركزين المنجزين بكل من منطقة زواغي سليمان وبلدية ديدوش مراد، إذ يصل عدد المراكز المسجّلة إلى 6، على أن يتم تزويدها هي الأخرى بالمنصات الرّقمية مما يسمح بإتاحة المعلومة بشكل آني، ويعطي أريحية أكبر في المعاملات. من جهته، ثمّن رئيس الكنفدرالية الوطنية لأرباب العمل الجزائريين بمكتب قسنطينة، الهامل مرنيز، الأبواب المفتوحة حول خدمات الرقمنة في قطاع الضرائب، لكونها تواكب توجّهات الدولة الجزائرية، مشيرا إلى أنّ الرقمنة في القطاع الجبائي والمصرفي تعدّ مهمة جدا بالنسبة للمتعاملين الاقتصاديين، لتقريبها من الإدارة وتسهيل وأريحية المعاملات، كما أشاد بخطوة المديرية العامة للضرائب ومن خلالها مختلف المديريات الولائية المتعلّقة بالدّفع والتّسديد عن بعد، ما يوفر الوقت والجهد، داعيا إلى الإسراع في تجسيدها، كما أشار إلى أنّه تلقى وعودا بخصوص الانشغال المرفوع حول فتح مركز الضرائب ببلدية الخروب الذي سيدخل حيّز الخدمة مثلما ذكره المسؤولون خلال الأسابيع القادمة، ما يجعله متنفسا للمتعاملين الاقتصاديين حسبه، بالخروب وعلي منجلي وكذلك عين اسمارة. وتأتي الأبواب المفتوحة التي أشرفت على تنظيمها المديرية العامة للضرائب عبر كامل التراب الوطني، ووجهت من خلالها دعوات للمتعاملين الاقتصاديين والاتحادات المهنية والسلطات الإدارية، للاطلاع على ما يوجد في القطاع والتعرّف على التّسهيلات الممنوحة عبر الأنظمة الرّقمية لتسهيل وتبسيط التعامل بين الإدارة والمكلّفين وكيفية الانخراط ضمنها. وترتكز هذه التّعاملات الرّقمية في ثلاثة محاور، أوّلها التّرقيم الجبائي من خلال تسجيل المكلّفين في بطاقية وطنية، حيث كانت هذه العملية تتمّ سابقا بطريقة جدّ معقّدة، بينما صارت إجراءات تنفيذها الآن متاحة بحرية من أي مكان، بحيث يتم التسجيل رقميا عبر نظام الترقيم الجبائي، لاستخراجه في ظرف قصير دون المرور عبر الإدارة. وتتمثّل ثاني الخدمات في نظام «جبايتك» المنصّب على مستوى مركز الضرائب والمراكز الجوارية، حيث يسمح بتقديم التصاريح عن بعد كذلك، من خلال تقديمها للإدارة عبر الأنترنت دون التنقل حضوريا، ثم يتلقى المكلّف وصل التّقديم بالتّصريح يثبت إجراءه العملية في الآجال القانونية، على أن يتم في المستقبل القريب استكمال الخطوة النهائية للنّظام من خلال توفير خدمة التّسديد عن بعد، عبر تحويل بنكي من خارج الإدارة بواسطة بطاقة بنكية. ويسمح نظام «مساهمتك» الموجّه لفئة معيّنة من المكلفين، بتسديد الضرائب عن بعد بواسطة تحويل بنكي أو بريدي بطريقة سهلة، ناهيك عن المعلومات التي توفّرها البوابة الرّقمية للمديرية العامة للضرائب للمكلّفين والمتعلّقة بالاطلاع على ما يحتويه النظام الجبائي في الجزائر.