يكثف أساتذة في مختلف المواد والأطوار الدراسية نشاطهم على منصات تيك توك وفيسبوك وإنستغرام، عبر حسابات و صفحات تعليمية تقدم دروسا وتمارين مبسطة موجهة للتلاميذ وتشكل فضاء للتفاعل و مناقشة وضعيات إدماجية وحلول رياضية سهلة، وهو محتوى تعليمي يحظى بالمتابعة والهدف منه حسب القائمين على إنتاجه، هو استقطاب التلاميذ وتوجيه اهتماماتهم على مواقع التواصل نحو الأمور البناءة والمفيدة. أصبحت بعض هذه الحسابات مرجعا لأولياء لتأطير أبنائهم، من خلال متابعة المنشورات والتواصل مع المدونين عبر خاصية الرسائل، وهو ما أكدته أستاذة مادة الرياضيات بالطور الثانوي نرجس مرواني، التي تحدثت للنصر، عن تجربتها في التعليم الافتراضي المجاني في سبيل تقديم رسالة نبيلة، وعن توجه أساتذة لمواقع تواصل أخرى كتيك توك لتوفير محتوى مفيد للمراهقين. دروس دعم مجانية و خطوط اتصال مفتوحة وقد عاد التفاعل مع هذه الصفحات والحسابات قويا، بعد نهاية العطلة الصيفية و استئناف الدراسة وبداية التحضير للامتحانات وللشهادات النهائية، إذ يعمل القائمون عليها كما أوضحت، على انتقاء محتوى مناسب يتماشى مع طبيعة المتابعين، و يكيفون المنشورات مع المقرر والمنهاج الدراسي ووتيرة التقدم في الأقسام بالاعتماد على دروس ومذكرات وسلاسل وملخصات وفروض واختبارات، تساعد حسب الأستاذة على تسهيل مهمة التعليم والتعلم لجمع الفاعلين في العملية بدأ بالمعلم ثم التلميذ و الأولياء وحتى مفتشي التربية الذين يثرونها، و تشكل هذه الصفحات جسرا أو همزة وصل أو وسيطا بينهم و بين التلاميذ، حيث يساهمون في توجيه المحتوى ووضعه في إطاره المناسب وتقديمه بشكل مبسط ومناسب للمتمدرسين الذين يبدون من خلال خاصية التعليقات حاجتهم لدروس دعم لتثبيت المعارف المكتسبة وتوضيحها بشكل أكثر، كما يطلبون الإجابة عن بعض الأسئلة عند حل الواجبات المنزلية وتعوض هذه الصفحات حسب تلاميذ و أساتذة من قسنطينة، استطلعنا آراءهم، دروس الدعم كما تساهم جيدا في توسيع المعارف. وأكد تلاميذ تحدثنا إليهم، بأنهم يركزون على متابعة صفحات معينة لأساتذة نظاميين ملمين جيدا بالمنهاج الدراسي، و على دراية بكل تفاصيله، وأوضح أحد المتمدرسين في الطور الثانوي، بأن الحجم الساعي لا يكفي بعض التلاميذ لفهم الدرس أحيانا، لاختلاف القدرات الاستيعابية، ما يجعلهم يبحثون عن سبل آنية للفهم، خاصة عند حل تمرين أو القيام بواجب منزلي، قائلا بأنه يتابع حسابا على إنستغرام للأستاذ يوسف يونس في مادة الرياضيات، وآخر للأستاذة نرجس مرواني، لأنهما يتفاعلان آنيا و يقدمان ردودا كافية سواء عبر الرسائل أو من خلال الهاتف أو البريد الإلكتروني. لاحظنا خلال تصفحنا لموقعي فيسبوك و إنستغرام، بأن عدد الصفحات التعليمية قد زاد، غير أن القليل منها يحظى بتفاعل واسع، ومن أكثر الصفحات متابعة صفحة الأستاذ خالد بخاخشة، مدرس بالطور الثانوي بولاية باتنة، ينشر محتوى تعليميا و رسائل تحفيزية للمجتهدين والمثابرين الذين يعتمدون حسبه، على أنفسهم لضمان تحصيل دراسي جيد ويبحثون عن مصادر مفيدة لتحسين محتواهم، ويقترح الأستاذ برنامج مراجعة لكل فصل ويحرص أن يكون متزامنا مع المنهاج الدراسي، ليعد التلميذ للاختبارات. وقد جاء في منشور له، بأن التلميذ يصادف خلال المراجعة وحل التمارين عراقيل قد تجعله يفقد الثقة في قدراته، وربما يتوقف عن المراجعة أو قد يواصل لكن بنفسية محبطة، وفي هذه الحالة هو بحاجة لتأطير آني وأستاذ يقدم له شروحات أكثر، مع تبسيط طرق مراجعة الدروس وحل التمارين بطريقة ذكية، وكذا توجيهات حول منهجية الإجابة بطريقة نموذجية تضمن العلامة الكاملة. كما تسعى الأستاذة نرجس مرواني من قسنطينة، إلى تقديم محتوى علمي هادف وتؤكد بأنها في خدمة التلميذ، حيث عبرت عبر صفحتها قائلة « كل عمل أنجزه، أنشره أحتسب أجره كصدقة على روحي أبي و أمي رحمهما الله وأسكنهما الفرودس الأعلى مع النبيين والصالحين». البث المباشر للشرح و فيديوهات « الشورتس» للتحفيز ولا يقتصر النشاط على فيسبوك و إنستغرام فقط، بل يتعداهما إلى منصة تيك توك التي اختارها أساتذة لصناعة محتوى بناء وهادف يستقطب فئة المراهقين الذين يشكلون نسبة معتبرة من مستخدمي التطبيق، حيث يعتمدون بشكل كبير على الفيديوهات القصيرة « شورتس وريلز» إضافة إلى البث المباشر للتواصل مع التلاميذ و إيصال الرسالة و توجه الاهتمام نحوى المحتوى التعليمي، وتحظى حسابات لأساتذة في مواد كالرياضيات والفيزياء والعلوم بالمتابعة والتفاعل نظرا لتبسيط المعلومات. وعن الموضوع، قالت نرجس مرواني، أستاذة مادة الرياضيات بثانوية عبد الله شاوش بحي الجباس بقسنطينة، وناشطة على المواقع، بأنها أسست صفحة تعليمية بعد أن لاحظت مدى حاجة تلاميذها للدعم و التأطير الدائمين خاصة خارج الدوام، وهي ملاحظة سجلتها عندما كانت عضوا في مجموعة افتراضية لأساتذة مادة الرياضيات. وأوضحت، بأن الأساتذة يستغلون الفضاء الافتراضي للتواصل مع زملائهم في نفس المادة بغرض تذليل الصعوبات وتبادل الخبرات والمعارف فيما بينهم، كما تشكل هذه الصفحات والحسابات أرضية خصبة للأساتذة الجدد الذين يجدون صعوبة في اكتساب أسلوب التدريس بداية، وهي أيضا مفيدة لإعداد المذكرات وأسئلة الامتحانات وغيرها، وقد لاحظت بأن التفاعل معها لا يقتصر على التلاميذ و مدرسيهم، فقد وإنما يشمل الأولياء كذلك، لأن الصفحات والحسابات وحتى البث المباشر بمثابة قنوات اتصال مفتوحة بشكل دائم بين المدرس و تلميذه، ولذلك فقد دخلت هذا المجال أول مرة سنة 2019، ثم طورت المحتوى الذي تقدمه تدريجيا، أين تنشر مذكرات حول الإحصاء الموجهة لتلاميذ شعبة التسيير والاقتصاد مثلا، وأعمال متعلقة بوحدة الاشتقاقية تتضمن العدد المشتق والتفسير الهندسي للعدد المشتق واتجاه تغيير الدالة وغيرها، ناهيك عن محتوى موجهة لتلاميذ العلوم التجريبية وتقني رياضي ورياضي، كما تقدم نماذج لفروض مرفقة بحلول نموذجية. وتركز الأستاذة كما أردفت، على الجانب التحفيزي، لكسر الروتين والملل، من خلال منشورات تحفيزية، فضلا عن عبارات تشجيعية في الملصقات و المطويات الخاصة بالدروس، كعبارة « في قاموس الناجحين هاء الهزيمة تنطق عينا»، موضحة بأنها تلقى تفاعلا كبيرا سواء من قبل الأساتذة الجدد، أو الأولياء أو التلاميذ كذلك.