تتجه المؤسسة الوطنية لصناعة الأنابيب «ألفابايب» نحو توقيع اتفاق تموين هام باللفائف الحديدية من مركب سيدار الحجار بعنابة، حيث عقد المديران العامان للمؤسستين التابعتين لمجمع ايميتال، أول أمس، اجتماعا لتباحث سبل توفير احتياجات «ألفابايب» من اللفائف الحديدية والتي تصل لقرابة نصف مليون طن سنويا، يتم استيرادها حاليا من الخارج. وجاء هذا اللقاء، حسب مصادر النصر بايميتال، ضمن جهود المجمع لتحقيق تكامل بين جميع الفروع الصناعية في مجال الحديد والصلب، وتوفير المواد الأولية بالإمكانيات الوطنية بدل جلبها من الخارج بمبالغ معتبرة بالعملة الصعبة، حيث تستهلك المؤسسة الوطنية لصناعة الأنابيب سنويا أكثر من 400 ألف طن من اللفائف الحديدية، بعد رفع قدراتها الإنتاجية التي كانت في حدود 200 ألف طن. وكانت فروع «ألفابايب» تعتمد في السنوات الماضية، على مركب سيدار الحجار في توفير اللفائف الحديدية، التي تحمل مميزات تقنية خاصة، لإنتاج مختلف الأنابيب الحلزونية، وبسبب فقدان المركب لبعض المعايير المتعلقة بمطابقة المنتج المعتمد في صناعة الأنابيب الملحمة، وفق المعايير العالمية، والتي يتراوح فيها سُمك الحديد المسطح على شكل لفائف ما بين 60 و 52 « بار»، بالإضافية إلى مؤشرات أخرى لتقييم جودة المنتج على مستوى مخابر المؤسسة، مما جعل «ألفابايب» تتوجه لاستيراد هذا النوع من اللفائف من عدة دول منها ألمانيا وكوريا. وخلال اللقاء بين مسؤولي سيدار الحجار، و المؤسسة الوطنية لصناعة الأنابيب، تعهد سيدار بالعمل على توفير المنتج الذي يتوفر على المعايير التي تطلبها «ألفابايب»، بعد نجاح مطابقة نظام الجودة لعدة منتجات يقوم الحجار بتصديرها إلى الخارج، ضمن برنامج يجري العمل عليه لمطابقة جميع المنتجات وفق المعايير الدولية. وفي هذا الإطار يعمل مركب الحجار على، إجراء عمليات إعادة تأهيل وعصرنة على مستوى وحدات الدرفلة على الساخن، لضمان منتوج بالمعايير المطلوبة منها اللفائف الموجهة للزبائن على غرار «ألفابايب»، كما ينتظر اقتحام مصنع بلارة للحديد والصلب مجال إنتاج اللفائف الحديدية المطلوبة في تصنيع الأنابيب الحلزونية، بهدف خلق نسيج صناعي وطني وعدم استيراد المواد الأولية الأساسية في التصنيع من الخارج . وحسب مصادرنا سترفع «ألفابايب» قدرتها الإنتاجية، مع إعادة تشغيل وحدة إنتاج الأنابيب الملحمة على مستوى بطيوة في ولاية وهران، بعد قرار الدولة بضمها للممتلكات العمومية، بناء على حكم المصادرة المنفذ على مجمع حداد، يتم العمل حاليا على تشغيلها لتعود للإنتاج إلى جانب وحدتي عنابة وغرداية. هذا و تستحوذ « الفابايب» على حصة معتبرة من مشاريع مد شبكات نقل المواد البترولية والغازية، من خلال العقود الموقعة مع عدة زبائن منها شركة كوسيدار، والشركة الوطنية للسدود، وترقب صفقات مع سونطراك ونفطال، لتسليم أنابيب بجودة عالية و وفقا للمعايير الدولية، كسرت هيمنة شركات أجنبية على السوق الوطنية في السنوات السابقة بفضل المزايا التفضيلة التي منحتها الدولة مؤخرا للمؤسسات الوطنية في الظفر بالصفقات الكبرى، مقابل تقديم منتوج وفق المعايير التنافسية. استطاعت المؤسسة الوطنية لصناعة الأنابيب «ألفابايب» استرجاع مكانتها بالسوق الوطنية اعتمادا على خبرتها على مدار 50 سنة من الوجود، وتلبية جميع طلبات الشركات الوطنية في مجال نقل البترول والغاز وكذا المياه وبجودة عالية و وفقا للمعايير الدولية المعمول بها، رغم المنافسة مع الشركات الأجنبية في مجال توريد الأنابيب المُلحمة، ومحاولة شركات خاصة التي قامت الدولة بالحجز على أصولها، الاستحواذ أيضا على الصفقات التي كانت تبرم مع المؤسسات الصناعية الكبرى . كما تمكنت مؤسسة «ألفابايب» مجددا من اقتحام مجال إنتاج أنابيب نقل مياه الشرب بعد المواد البترولية والغازية، حيث تضمن وحدات الشركة منتجات موجهة خصيصا لجر المياه، مصنعة وفق تقنيات حديثة تمنع تسرب وانفجار الشبكات أو تعرضها للصدأ، بفضل التغليف الداخلي والخارجي وكذا سمك الحديد الذي يصل إلى 27.4 ملم. تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة الأنابيب «ألفابايب» نتاج اندماج المؤسستين الوطنيتين ألفابيس التابعة لمجمع سيدار، و «بايب غاز» التابعة لمجمع أنابيب، سنة 2006 لتصبحا مؤسسة وطنية واحدة لإنتاج الأنابيب الملحمة تابعة لمجمع «امتيال» الذي يضم 26 شركة وطنية ناشطة في مجال الحديد والصلب والبناء المعدني، تم تدشين وحدة عنابة من قبل الرئيس الراحل هواري بومدين سنة 1969.