مشروع نموذجي لم يجسد منذ 10 سنوات: تحويل تسيير الحاويات الهوائية والمدفونة لمؤسسة «بروبراك»

حولت السلطات الولائية أول أمس، تسيير مشروع الحاويات المدفونة والهوائية عبر بلدية قسنطينة إلى المؤسسة العمومية الولائية للنظافة والصحة العمومية «بروبراك»، حيث لم تدخل حيز الخدمة منذ ما يقارب العشر سنوات من انطلاقه كعملية نموذجية، في حين استفادت المؤسسة نفسها من صفقة بالتفاوض المباشر للتكفل بجمع القمامة والكنس عبر 14 حيا من البلدية بأكثر من 18 مليار سنتيم.
وأوكلت السلطات الولائية للمؤسسة العمومية الولائية للنظافة والصحة العمومية «بروبراك» تسيير التجهيزات الخاصة بمشروع الحاويات الهوائية والمطمورة في بلدية قسنطينة، حيث يبلغ عددها 125 حاوية جمع مطمورة و100 حاوية هوائية وشاحنتين مخصصتين لرفع النفايات من هذه الحاويات الخاصة، في حين أخرجتها خلال الاجتماع الذي عقده أول أمس، والي قسنطينة عبد الخالق صيودة، من وصاية البلدية. وتشتمل العملية على تكوين عمال مؤسسة النظافة والصحة العمومية حول كيفية التسيير والتعامل مع الحاويات وصيانتها، فضلا عن سائقي الشاحنتين، كما كلفت الشركة المستفيدة من الصفقة بصيانة الحاويات المتضررة أو المعطلة وفق دفتر الشروط المتفق عليه.
وتحولت الحاويات الهوائية والمدفونة إلى أماكن لرمي النفايات المنزلية والملابس القديمة وحتى الأغراض الصلبة في المواقع التي وزعت عليها عبر بلدية قسنطينة، بعدما لم تدخل حيز الاستغلال منذ انطلاق المشروع الخاص بها قبل حوالي عشر سنوات ضمن العمليات المرافقة لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية إلى غاية اليوم، حيث أصبح مواطنون يقومون برمي النفايات المنزلية فيها حتى امتلأت وصارت تنبعث منها الروائح الكريهة مثلما يلاحظ على الحاويات الموجودة في حي 5 جويلية، في حين اضطرت مصالح البلدية إلى غلق الحفر الخاصة بالحاويات المدفونة في العديد من الأحياء من أجل تجنب وقوع المواطنين فيها، على غرار ما يلاحظ على حفرة في حي منتوري بسيدي مبروك.
وقد أنشئت هذه الحاويات في 25 نقطة من بلدية قسنطينة على غرار سيدي مبروك والدقسي وزواغي و5 جويلية وجبل الوحش، فيما تعرضت الكثير منها للتخريب وإشعال النيران في القمامة الموجودة فيها، كما تحول محيطها إلى نقاط عشوائية للتخلص من النفايات. وقد سبق للنصر التطرق لقضيتها، حيث أنجزت بعض الحاويات في مواقع لا تتيح دخول الشاحنات المخصصة لرفع القمامة منها بسبب ضيق المساحة، ما يعيق استغلالها، فيما ذكرت مصالح الولاية في بيانها الأخير أن تحويل تسييرها لمؤسسة «بروبراك» يأتي في إطار تدعيم آليات جمع النفايات وتنظيف المدينة بعد التوسع العمراني المصحوب بزيادة الكثافة السكانية التي أدت لتفاقم مشكلة النفايات.
من جهة أخرى، منحت بلدية قسنطينة لمؤسسة «بروبراك» خلال الأيام الماضية الصفقة الخاصة بعملية الكنس وجمع النفايات المنزلية ونقلها عبر 10 أحياء من قطاع سيدي مبروك و4 أحياء من قطاع القنطرة بقيمة تفوق 18 مليار سنتيم، كما أسندت صفقة بقيمة تقارب 9 ملايير سنتيم للمؤسسة العمومية البلدية للنظافة «بروبكو» عبر 7 أحياء من قطاع المنظر الجميل و7 من قطاع التوت و5 من قطاع 5 جويلية، إلا أن «بروبكو» ليست مكلفة بالكنس على مستوى الأحياء المذكورة، حيث تنص الصفقة على التكفل بها على عاتق البلدية فقط، أين أوضح رئيس لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة بالمجلس، سامي مسعودي، أن البلدية ستدعم الأحياء المذكورة بعمال الكنس التابعين لها من قطاعات أخرى من أجل تحسين الخدمات على مستواها.