صمت وترقب بمقري الآفلان والأرندي يوم الاقتراع عاش المقر الوطني للتجمع الوطني الديمقراطي أمس يوما عاديا طيلة النهار قبل أن تزداد الحركة به في المساء مع اقتراب موعد غلق مكاتب التصويت وبداية فرز الأصوات، ولم تلاحظ "النصر" في زيارة له بعد الزوال أي حركة عادية به عدا خلية متابعة نصبت في الطابق الثامن من المقر الوطني الكائن ببن عكنون وفي الطابق السابع. في غرفة العلميات والمتابعة هذه التي أنشأتها القيادة الوطنية لمتابعة مجريات عملية الاقتراع عبر ولايات القطر يلاحظ شبان وشابات أمام أجهزة الهاتف والكومبيوتر وهم يتابعون عن كثب ما يصلهم من المكاتب الولائية من مكالمات أو فاكسات، وقال احدهم للنصر أن خلية المتابعة تضم حوالي 30 شابا وشابة وزعوا على الطابقين السابع والثامن مهمتهم تسجيل كل ما يصلهم من المكاتب الولائية سواء التجاوزات أو إحصاء نسبة المشاركة أو أي معطيات أخرى عن العملية. وقد سجلت الخلية حتى الساعة الثالثة مساء بعض التجاوزات في ولايات مثل الأغواط حيث رفع مناضلو الحزب شكوى ضد الأمين العام لبلدية آفلو واتهموه بالعمل لصالح الحزب العتيد، كما سجلت شكوى أخرى من أم البواقي أين استعمل فيها مرشح التهديد والضغط على الناخبين من اجل توجيه عملية التصويت، لكن على العموم لم تسجل حتى ذلك الوقت تجاوزات كبيرة وخطيرة. ولم يظهر من قياديي الحزب في المقر المركزي سوى مدير ديوان الأمين العام والمرشح بقائمة العاصمة عبد السلام بوشوارب، وظهور خفيف أيضا للوزير الأسبق والنائب عبد الكريم حرشاوي عضو المكتب الوطني للحزب أيضا، بينما ظل بلقاسم ملاح المكلف بالإعلام بالنيابة الذي تسلم مهمة ميلود شرفي مؤقتا بما أن هذا الأخير مرشح بولاية معسكر فقد ظل يتجول في أروقة المقر، وقال انه يتوقع أن يحصد حزبه بين 45 إلى 60 مقعدا وراء كلا من الآفلان وتكتل الجزائر الخضراء. أما بقية القياديين والمرشحين فلم يظهر لهم أي اثر لأنهم توزعوا على عدة جهات لمتابعة أطوار عملية الاقتراع، وبالموازاة أيضا نصب مكتب ولاية الجزائر بدوره خلية أخرى لمتابعة عملية الاقتراع في جميع مكاتب وبلديات العاصمة. ويبدو أن التحضيرات بالحزب العتيد كانت اكبر لمتابعة علمية الاقتراع حيث نصبت خلايا عدة بمقر الجهاز بحيدرة خصيصا لهذه العملية، فبالطابق الثاني للمقر توجد قاعة العلميات وفيها نجد أعضاء خلية الإعلام للحزب ومسؤولين يتابعون عن كثب مجريات علمية الاقتراع من حيث تلقي التقارير من كامل محافظات الوطن سواء عن طريق الفاكس أو الهاتف أوعن طريق الانترنيت، وقال رياض عنان عضو اللجنة المركزية واحد المشرفين على القاعة أن قاعة العلميات تستقبل كل ما يأتيها من الهياكل وتسجل ذلك وتقدمه للمسؤولين. وأضاف أن المسح الذي قامت به الخلية مند الصباح بين أن عملية الاقتراع تجري في ظروف عادية بكل أرجاء القطر عدا تسجيل عدم منح الشارات لمراقبي الحزب ببلدية البويرة في الساعات الأولى، لكن هذا الإشكال حل لاحقا، و على العموم - يضيف المتحدث- لم تسجل أي تجاوزات خطيرة. أما عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام والاتصال قاسة عيسي فهو الوحيد من قياديي الحزب الذي ظل موجود بالمقر طيلة النهار، وقد طاف برجال الإعلام في مختلف الخلايا التي نصبت خصيصا ليوم الاقتراع،وقال انه فضلا عن غرفة العلميات التي تحدثنا عنها سلفا هناك أيضا خلية سياسية تهتم بالقضايا القانونية ويرأسها السيناتور السابق صويلح بوجمعة ومهمتها رصد كل ما تعلق بالإشكالات القانونية التي قد تقع في أي مكتب، وتبليغ ذلك للجهات المختصة، وهناك أيضا خلية للعلاقات الخارجية ويرأسها إسماعيل دبش عضو اللجنة المركزية وهي مكلفة بمتابعة العلاقات الخارجية وغيرها. وفضلا عن هذا انشأ الحزب العتيد خلية خاصة "بالفايس بوك" وبها وجدنا حوالي 15 شابا وشابة أمام أجهزة الكومبيوتر منهمكين في التواصل مع الشبكات الخاصة بدعم قوائم الحزب، وهي علمية جديدة بالنسبة للحزب العتيد الذي ربما أراد استعمال كل وسائط الاتصال لربح معركة الانتخابات ومتابعة أطوارها بدقة. سياسيا رفض عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام قاسة عيسي الحديث عن نسبة المقاعد التي قد يفوز بها حزبه واكتفى بالتأكيد على ضرورة أن تجري العلمية في نزاهة وشفافية فقط. لكن في المساء بدأت جموع المناضلين وبعض الإطارات تصل تباعا إلى حيدرة لترقب النتائج النهائية، هو يوم من الضغط والترقب والمتابعة عاشه مقر الآفلان والأرندي كما حدث في مناسبات سابقة.