أمضى عبد الله جاب الله، رئيس جبهة العدالة والتنمية، أغلب وقته يوم الاقتراع في مكتبه في الطابق الثالث بالمقر شبه الخالي ببوشاوي غربي العاصمة، مرفوقا بأبرز مساعديه لمتابعة سير الانتخابات. ومنع ''الغرباء ''من الاقتراب من مكتبه، وحوصر الصحفيون الذين تنقلوا لمتابعة الأجواء في مقر الحزب في الطابق الأول، حيث أبلغوا بأنه لا سبيل لهم من الانتقال إلى الطابقين الثاني والثالث، مقر طوارئ مركزي لمتابعة سير العملية الانتخابية على المستوى الوطني، في حين خصص الطابق الأول لمتابعة العملية أعلى مستوى العاصمة. وما يسمى بمركز متابعة لم يكن إلا مجموعة مكاتب شبه خالية وضعت على عجل، وزودت بأجهزة كمبيوتر موصولة بخيوط بارزة دون أجهزة هاتف، يقف عليها مجموعة من مناضلي الحزب بالعاصمة بقيادة شمس الدين حكيمي، المنسق الولائي والمرشح الثاني، حيث نسق الاتصال والإبلاغ عن التجاوزات المسجلة في عدد من مكاتب المدينة. ولم يغادر رئيس ''العدالة'' مكتبه إلا مرتين، نهار أمس، على متن سيارة أودي رباعية الدفع مرقمة في الخارج في منطقة ''لوار'' الفرنسية، برفقة الحراسة المقربة. وأبلغنا أحد المقربين منه بأنه مشغول بإجراء اتصالات ببعض الفضائيات، والتنسيق رفقة أعضاء المكتب بإطفاء النيران، أي تهدئة مناضلي الحركة المنتشرين في مكاتب الاقتراع، بعد التبليغ عن حالات تزوير فاضحة وتأثير على الناخبين في عدة ولايات عبر القطر. واشتكى عبد الله جاب للصحفيين في الصبيحة من وجود لوبي ضد الحركة والتيار الإسلامي ممن أسماهم بأعداء عجزوا عن المنافسة الشريفة. وخاطب جاب الله الصحفيين قائلا: ''لعنة الله على الكاذبين، جاب الله أتقى وأطهر وأخشى لله من أن يتصرف هذه التصرفات''.