نظام "الكوطا" حمل عاطلات وجامعيات إلى البرلمان أظهرت نتائج الانتخابات التشريعية حضورا كبيرا للمرأة في البرلمان المقبل، حيث افتك العنصر النسوي 145 مقعدا من أصل 462، ستشغل أغلبها طبيبات و محاميات وشابات يعملن في عقود ما قبل التشغيل و هو نجاح يعود الفضل فيه إلى نظام “الحصص”. و يرى المتتبعون أن المرأة كانت أوفر حظا من الرجل، باعتبار أن نساء رتبن في ذيل القوائم تمكنّ من الصعود إلى البرلمان، و ذلك بفضل تعديلات أدخلت على قانون الانتخاب تفرض تخصيص 30 بالمائة من قوائم المترشحين لصالح النساء و منحهن المراتب الأولى بحسب النسب، عملا بقانون توسيع المشاركة السياسية للمرأة في البرلمان الذي صادق عليه المجلس الشعبي الوطني العام الماضي، و مكّن من رفع نسبة حضور النساء فيه من 7.7 بالمائة إلى 30 بالمائة، و هي نسبة تفوق المعتمدة لدى برلمانات الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن. و قد افتكت مرشحات حزب جبهة التحرير الوطني 68 مقعدا، و التجمع الوطني الديمقراطي 23 مقعدا، في حين حصدت مرشحات تحالف الجزائر الخضراء 18 مقعدا و حزب العمال عشرة. في المقابل يلاحظ سقوط نساء راهن على الفوز، من بينهن نعيمة صالحي رئيسة حزب العدل و البيان التي لم تحصد أي معقد، في حين كسبت الرهان وجوه نسائية معروفة، على غرار أسماء بن قادة طليقة القرضاوي، و نعيمة ماجر شقيقة رابح ماجر و المذيعة السابقة. و قد فتح نظام “الكوطة” باب الحظ أمام النساء في العديد من الولايات، ففي جيجل مثلا تمكنت أستاذة في التعليم المتوسط رتبت ثامنة، من الفوز، كما صعدت مديرة مدرسة شبه الطبي وضعت في الرتبة السادسة، أما في خنشلة فقد صنعت مناضلة في قائمة حرة تعمل في إطار عقود ما قبل التشغيل المفاجأة بفوزها في وقت لم تتمكن حتى مرشحات من “الأفلان” من الصعود، و هو نفس ما سجل في بسكرة التي أحرزت منها مترشحة قائمة حرة مقعدا، إلى جانب محامية و مدرسة. و الطريف أن نجاح بعض النساء كان له وقع الصدمة على بعضهن، بحيث لم تصدق صاحبة مؤسسة مصغرة في إطار برنامج دعم الشباب، فوزها بعدها أن كانت في المرتبة الرابعة لقائمة “الأفلان” بولاية الطارف، في وقت فاجأت الجميع شابة متحصلة على شهادة تقني سامي في المحاسبة و تشتغل في إطار عقود ما قبل التشغيل، بصعودها عن حزب “الأفلان” بولاية قسنطينة إلى جانب أربع نساء. المرأة تمكنت من اكتساح 50 بالمائة من قائمة المرشحين الذين صعدوا في ولايات توصف بالمحافظة و كان تمثيلها البرلماني المحلي، إلى وقت قريب حكرا على الرجال، ففي ولاية المسيلة مثلا استطاعت 5 نساء بينهن طبيبة و امرأة بمستوى الثالثة ثانوي من حصد 5 مقاعد من أصل 12 لأول مرة، أما بولاية باتنة فقد تمكنت 6 نساء من الصعود من بينهن سيدة أعمال و جامعية و طبيبة بيطرية، إلى جانب ستة أخريات نجحن في سطيف، أما بتبسة فقد فازت ثلاث نساء بمقاعد في البرلمان و منهن دكتورة في الكيمياء، في وقت كانت حصة النساء أقل بعنابة بصعود امرأتين فقط هما أستاذة في كلية الطب و مهندسة، فيما سجلت سكيكدة فارقا عنها مقعد فقط و فازت امرأة واحدة في سوق اهراس و ميلة و اثنان في كل من البرج و خنشلة و أم البواقي. و كانت الحملة الانتخابية قد عرفت بعض السلوكات التي أثارت استغراب الجميع و لم يجد لها البعض تفسيرا مقنعا، حيث لم يظهر حزب العدالة و التنمية صور المترشحات في الملصقات الإشهارية، فيما عمدت أحزاب أخرى إلى إخفاء وجوه بعضهن.