أكد أمس، مدير الثقافة والفنون بقسنطينة فريد زعيتر، خلال فعاليات ملتقى وطني حول التراث المادي واللامادي احتضنته دار الثقافة والفنون مالك حداد، على ضرورة تفعيل دور الهياكل الإدارية، والمخابر فضلا عن المؤسسات البحثية وإشراك جهودها في المساعدة على دراسة وحماية التراث الثقافي وفقا لخصوصية كل قطاع. و قدم المسؤول مداخلة حول تثمين التراث، في إطار الفعالية التي جاءت تزامنا مع اليوم العربي للتراث، بالتنسيق مع مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران، ومخبر تاريخ التراث والمجتمع التابع لجامعة عبد الحميد مهري قسنطينة 02، حضرها أساتذة وباحثون في مجالي التراث والتاريخ، فصلوا في الطرق المنهجية لتوظيف هذا المنتج الثقافي في مجالي السياحة والاقتصاد، واعتبر مدير الثقافة بالولاية، أنه مسعى لا يمكن أن يتحقق دون تفعيل دور الهياكل الإدارية والمخابر فضلا عن المؤسسات البحثية وإشراك جهودها في المساعدة على دراسة وحماية التراث الثقافي وفقا لخصوصية كل قطاع، مضيفا بأن توحيد الرؤى فيما يتعلق بفهم النصوص والتشريعات القانونية سيضمن الاستغلال الأمثل وبشكل أكثر فعالية للمورد الثقافي. وقال زعيتر، إن الهدف من الملتقى الوطني الذي حمل شعار «تاريخ وممارسات ورهانات» هو طرح ومناقشة المعوقات والإشكالات التي تحول دون بلوغ المستوى المرجو لحماية وتثمين التراث الثقافي، فضلا عن تحقيق غاية صون الموروث العربي، خصوصا في ظل التحديات الحالية، كما نوه إلى حتمية الاستفادة من التقنيات الرقمية في مجال التراث لخلق التواصل بين الأجيال والتشجيع على الإبداع من أجل تحقيق التنمية المستدامة، ومحاربة التشويه الذي استهدف التاريخ والحضارة العربية. من جانبها اعتبرت مديرة دار الثقافة مالك حداد، أميرة دليو، التراث الثقافي إرثا يمثل الذاكرة الحية للفرد والمجتمع ويحفظ الهوية والانتماء، مردفة، بأنه يشمل الحلقة الأهم في سلسلة بناء الأمم ونهضتها وتطورها، ومن هذا الباب قالت دليو، بأن الملتقى جاء لخلق مقاربة اقتصادية، ثقافية سياحية تتمشَّى وسياسة الدولة الجزائرية في هذا المجال. وعلى هامش الملتقى، قال رئيس مركز البحث العلمي والتقني في علم الإنسان الاجتماعي والثقافي بوهران، الدكتور عمار مانع، إن الفعالية تعد الأولى من نوعها التي تجمع حرفيين ومشتغلين في التراث المادي واللامادي، مع أساتذة وباحثين من مختلف جامعات الوطن يشتغلون على الثقافة والآثار، وهي أيضا تجربة ثرية جدا يمكن أن تقدم الكثير في مجال التعاون البحثي لتحويل التراث إلى منتوج ثقافي اقتصادي، بطريقة علمية منهجية، مؤكدا على أهمية أن يصبح استغلال التراث فلسفة وسياسية معتمدة من الدولة. كما استغل مانع، الفرصة وعرج للحديث عن أهمية توفير دراسات علمية تتناول التراث الجزائري والاستفادة من الثورة التكنولوجية لإتاحتها لكل شرائح المجتمع فضلا عن الأجانب وتعريفهم على ما تزخر به بلادنا. وفي سياق متصل، قدم البروفيسور بالمركز الجامعي بتيبازة، عبد القادر دحدوح، أرقاما مهمة عن المواقع الأثرية والوجهات السياحية التي تتمتع بها الجزائر، قائلا بأن ولاية قسنطينة لوحدها أحصت أزيد من 380 مسارا سياحيا، و58 وجهة سياحية، يُضاف إليها أزيد من 1178 موقعا سياحيا. فيما تضم الجزائر أزيد من 15 ألف موقعا أثريا. و ذكر دحودح، بأنه تم إحصاؤها بناء على الأطلس الأثري الذي وُضع في الفترة الاستعمارية سنة 1911، والخارطة الأثرية الأولية التي كانت قد أطلقتها وزارة الثقافة والفنون في 2021 وما بعد ذلك، وعقب البروفيسور بالمركز الجامعي بتيبازة، بأنه لو أجري مسح وتحر ميداني جديد فسيكشف عن أكثر من هذا العدد من الآثار، مرجعا ذلك إلى العمق التاريخي للجزائر و شساعة مساحتها. ويرى المتحدث، بأن استغلال هذا الزخم والثراء الثقافي في ظل وجود الإرادة لتثمين التراث الثقافي واللامادي، سيخلق حركة اقتصادية وسيكون موردا مهما للجزائر اقتصاديا وسياحيا.