حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة من خطورة الوضع بسبب المجاعة التي تشتد أكثر جراء منع جيش الاحتلال الصهيوني دخول المساعدات الغذائية لشمال القطاع، ونبهت الوزارة إلى أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى وفاة آلاف الأطفال والنساء الحوامل بسبب الجفاف وسوء التغذية، وكشف بيان الوزارة أمس عن رصد حالات لوفاة أطفال نتيجة سوء التغذية وحرمانهم من الحليب والطعام، وتحدث نفس البيان عن وفاة رضيعين نتيجة الجفاف وسوء التغذية في مستشفى كمال عدوان شمال غزة أول أمس، كما سجلت الوزارة عددا من الحالات الخطيرة من الأطفال الرضع تصل إلى ذات المستشفى جراء المجاعة المتفشية على نطاق واسع بشمال القطاع. ودعت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة المؤسسات الدولية إلى إجراء مسح طبي شامل في أماكن الإيواء لرصد وعلاج المصابين بالجفاف وسوء التغذية ومنع الكارثة الإنسانية، كما حملت المؤسسات الأممية مسؤوليات أخلاقية ووظيفية لحماية الأطفال والنساء وتوفير كل أسباب النجاة من المجاعة التي تضرب قطاع غزة، وطالبت المجتمع الدولي بوقف جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة من خلال الاستهداف والتجويع والأوبئة. وفي الإطار ذاته كانت وكالة الأونروا حذرت منذ أيام من خطورة الوضع في شمال غزة جراء المجاعة ومنع الاحتلال دخول المساعدات الغذائية إلى الشمال، وأشار بيان الوكالة إلى أن آخر فترة دخلت فيها المساعدات إلى الشمال كانت في 23 جانفي الماضي، أي منذ أكثر من شهر، كما تحدثت نفس الوكالة عن تراجع المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة بنسبة 50 بالمائة شهر فيفري الجاري مقارنة بشهر جانفي الماضي، ويتخوف سكان غزة من توسع المجاعة إلى مناطق جنوبغزة بعد تراجع المساعدات، ومنع الكيان الصهيوني دخولها عبر معبر رفح. وبخصوص الوضع في مستشفى ناصر بخانيونس الذي حوله جيش الاحتلال الصهيوني إلى ثكنة عسكرية واحتجازه للمرضى والأطقم الطبية والنازحين، أوضحت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة بأن هذا المستشفى تحول إلى مكرهة صحية خلال حصاره واقتحامه، وأشارت إلى أن الأطقم الطبية عاجزة عن تقديم الرعاية الصحية للمرضى في هذا المستشفى بعد توقف المولد الكهربائي ووقف الأكسجين وتعطل شبكة الصرف الصحي وانقطاع المياه وتكدس النفايات وعدم توفر الإمكانيات الطبية، وتحدثت وزارة الصحة عن الحاجة لإخلاء 120 مريضا من مجمع ناصر الطبي إلى مستشفيات أخرى لتلقي الرعاية الصحية، كما أوضحت بأن هذا المستشفى بحاجة إلى سلسلة إصلاحات عاجلة من أجل تقديم الخدمات الصحية لنحو 1.8 مليون مواطن، وطالبت المؤسسات الدولية للتحرك العاجل وتوفير الاحتياجات الطارئة والعاجلة لمستشفى ناصر، والضغط على الاحتلال للإفراج عن كافة الكوادر الطبية التي اعتقلها جيش الاحتلال أثناء اقتحام مستشفيات غزة. من جانب آخر يواصل جيش الاحتلال الصهيوني لليوم 145 من العدوان على غزة ارتكاب المزيد من المجازر في حق المدنيين العزل، وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أمس عن ارتكاب جيش الاحتلال 8 مجازر خلال 24 ساعة راح ضحيتها 76 شهيدا و110 إصابة، كما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ويمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم، وارتفع عدد شهداء العدوان الصهيوني على غزة إلى 29954 شهيدا و 70325 إصابة منذ بداية العدوان في السابع أكتوبر الماضي.