دخلت وحدة إنتاج و تحويل مادة الفلدسبار، الواقعة على مستوى منجم عين بربر بلدية سيرايدي بعنابة، حيز الاستغلال والإنتاج خلال الأيام الأخيرة، بعد إنهاء عملية تركيب المعدات والأشغال الكبرى. وأوضح مدير الوحدة خلال زيارة المعاينة التي قام بها والي عنابة عبد القادر جلاوي، أمس، أن طاقة إنتاج مادة الفلدسبار المستعملة في صناعة السيراميك، البرسلان و الزجاج، تبلغ 40 ألف طن سنويا، كما توظف حاليا 86 عاملا، لتصل إلى حوالي 120 منصب عمل مباشر في غضون الشهرين القادمين، لرفع قدرات الانتاج. وأكد ذات المسؤول بأن هذه الوحدة تكتسي أهمية كبرى كونها الوحيدة التي تنشط في هذا المجال على المستوى الوطني. وعرفت وحدة عين بربر لإنتاج مادة الفلدسبار، زيارات مكثفة في الفترة الأخيرة، لإطارات من مجمع «سوناريم»، للوقوف على وتيرة الإنجاز التي عرفت وتيرة متسارعة. ونجح هذا المشروع الاستراتيجي التي تشرف عليه وزارة الطاقة والمناجم بالتنسيق مع مجمع مناجم الجزائر « منال» وفرعه «سوناريم»، في استغلال المادة الأولية من المنجم مباشرة إلى وحدة التحويل في نفس الموقع بعين بربر، لتخرج مادة الفلدسبار قابلة للاستخدام في شكلها النهائي، و تسوق على شكل أكياس لوحدات إنتاج السيراميك في الجزائر و تلبية طلب الزبائن في دول أخرى منها تونس وإسبانيا. واستنادا لمصادرنا تقدر الطاقات النظرية لإنتاج مادة الفلدسبار بمنجم عين بربر بحوالي 50 ألف طن سنويا، حيث يتربع المنجم على مساحة 33 هكتارا قابلة للاستغلال على سطح الأرض و ذلك وسط غابات الإيدوغ بسرايدى، و دخل المنجم حيز الاستغلال مجددا سنة 2016 بعد توقف دام أكثر من 20 سنة، بسبب الظروف الأمنية التي شهدتها المنطقة خلال العشرية السوداء، و كانت تقتصر عملية الاستغلال على استخراج الأتربة كمادة خام غير معالجة. وفي ذات السياق ستتوقف «سوناريم» على تحويل المادة الأولية من المنجم، لتصبح قابلة للتحويل وإنتاج مادة الفلدسبار بذات الموقع، بدل تصديرها كمادة خام. وتمكنت وزارة الطاقة والمناجم من حل إشكال قانوني، يتعلق بإنجاز وحدة التحويل بالقرب من المنجم، بعد أن طرحت إشكالية تتعلق بالملكية مع السلطات المحلية، حيث صدر قرار عن مجلس الوزراء يُمكن الوحدات المنجمية من إنشاء وحدات للتحويل بنفس الموقع . هذا وسبق للرئيس المدير العام للمجمع الصناعي العمومي «مناجم الجزائر» (منال) محمد صخر حرامي، وأن زار المنجم وتلقى شروحات حول مشروع الوحدة، كون المادة المستخرجة استراتيجية ونادرة لتطوير صناعة الخزف والسيراميك وكذا الزجاج و وقف استيرادها من الخارج. ويضم المنجم احتياطيا هاما من مادة الفلدسبار القابلة لبعث وتطوير عدة صناعات تحويلية، واستخدامه كمستحضر يستغل لعدة نشاطات صناعية أخرى وتغطية احتياجات السوق الوطنية المقدرة بحوالي 10 آلاف طن سنويا وتوجيه الباقي للتصدير. ويفتح هذا المشروع الاستثماري في استغلال مادة الفلدسبار وتصديرها آفاقا هامة، لبعث حركية اقتصادية بمنطقة عين بربر الجبلية، مع توفير فرص شغل لسكان هذه المنطقة.