سكان غزة يستقبلون رمضان ببطون جائعة ومنازل مدمرة استقبل الفلسطينيون في قطاع غزة شهر رمضان ببطون جائعة ومنازل مدمرة مع استمرار العدوان الصهيوني الذي دخل شهره السادس، وتكاد تختفي كل مظاهر شهر رمضان في غزة في ظل الدمار الواسع للبيوت والبنية التحتية والمساجد، ونسبة كبيرة من سكانها متواجدون في مراكز نزوح وخيام تفتقد لأدنى شروط الحياة، كما لا يختلف صيام نهار رمضان عن ليل الإفطار والقاسم المشترك بينهما هو عدم وجود لقمة طعام يفطرون عليها وصيامهم لا يمتد من الفجر إلى المغرب، بل استمر ويستمر لأيام طويلة، وانتهى بالنسبة للعشرات منهم بالموت دون الحصول على لقمة طعام. وأشار في هذا السياق الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة في تصريحات صحفية أمس بأنهم أصبحوا يقدمون أطفالهم في توابيت بدلا من أن يقدموا لهم الفوانيس بمناسبة دخول شهر رمضان، وكشف عن استشهاد 3 أطفال في أول أيام من رمضان بسبب سوء التغذية والمجاعة، ليرتفع بذلك عدد الأطفال الذين استشهدوا جراء المجاعة إلى 21 شهيدا، متحدثا عن تفاقم أزمة سوء التغذية والجفاف خصوصا في صفوف الأطفال والنساء الحوامل والمسنين، وتوقع ارتفاع حصيلة الشهداء في ظل هذه الظروف الصعبة، مشيرا إلى أنهم لم يتمكنوا في أول أيام من رمضان من تقديم وجبات إفطار للعاملين في المستشفيات. ويعيش سكان غزة مع حلول شهر رمضان ظروفا إنسانية صعبة نتيجة العدوان الصهيوني والمجاعة والنزوح والقتل والحصار والإبادة الجماعية، وانعدام الطعام على موائد السحور والإفطار، لاسيما في مدينة غزة وشمال القطاع، كما يفتقد سكان غزة في هذا الشهر الفضيل لصوت الآذان وصلاة التراويح والأجواء الإيمانية في المساجد بعد أن هدم الاحتلال الصهيوني 90 بالمائة من مساجد القطاع، لكن رغم كل هذه الظروف الصعبة لم يستسلم الفلسطينيون في غزة للواقع الذي فرضه عليهم الكيان الصهيوني وشركاؤه في حرب الإبادة الجماعية، ونهضوا من بين الأنقاض لترتيب ما يمكن ترتيبه من البيوت والمساجد المهدمة، وأقاموا صلاة التراويح بين أنقاض مساجد مهدمة رغم الجروح والمآسي والجوع. وإن كان الاحتلال انتزع من الفلسطينيين بيوتهم وأرواحهم ومنع عنهم الطعام، لكن لم يتمكن من انتزاع الأمل والإيمان من قلوبهم، وتناقلت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ليلة رمضان وفي موعد السحور فرحة الأطفال في مخيمات النزوح و ما بقي من بعض مستشفيات القطاع وتنظيمهم لاحتفالات بمناسبة حلول شهر رمضان، كما زين الأطفال في بعض مراكز الإيواء خيامهم معبرين عن فرحتهم بقدوم الشهر الكريم، وفي نفس الوقت لم تخلوا غزة سواء في شمالها المحاصر الذي يتضور سكانه جوعا أو في جنوبها برفح من تحضير موائد الإفطار الجماعي بما توفر من طعام. بالمقابل جيش الاحتلال الصهيوني الذي تجرد من كل إنسانية جعلهم يستقبلون شهر رمضان بمزيد من المجازر والقتل، وارتكب خلال الساعات الأولى لحلول رمضان ومع موعد السحور لليوم الأول من رمضان عددا من المجازر راح ضحيتها عشرات الشهداء والمصابين، وكشفت في هذا السياق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتكاب جيش الاحتلال الصهيوني 7 مجازر خلال 24 ساعة الأخيرة راح ضحيتها 67 شهيدا و106 إصابة، ليرتفع بذلك عدد الشهداء إلى 31112 شهيدا و72760 إصابة منذ بداية العدوان في السابع أكتوبر الماضي، وفي السياق ذاته أشارت وزارة الصحة إلى أن الطواقم الطبية التي تمارس عملها على مدار الساعة شمال غزة لا تجد ما تقتات عليه، وأشارت إلى أن الطواقم الطبية شمال القطاع نحلت أجسامهم نتيجة عدم توفر وجبات طعام، وتحدثت عن إحصاء أزيد من ألفي كادر صحي شمال غزة استقبلوا شهر رمضان بلا وجبات سحور أو إفطار، وطالبت الوزارة المؤسسات الدولية والإغاثية بتوفير وجبات طعام جاهزة لتمكين الطواقم الطبية من ممارسة عملها. وفي سياق متصل أشار التقرير رقم 88 لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» حول غزة الصادر أمس إلى أن المستشفيات في القطاع تعاني من اضطرابات شديدة في تقديم الرعاية الصحية، وأفادت بأن ما يصل إلى 155 مرفقا صحيا و32 مستشفى استهدفها جيش الاحتلال وخرجت عن الخدمة، بالإضافة إلى 53 مركزا صحيا لا تعمل بسبب نقص الأدوية، في حين تشغل وكالة الأونروا 7 مراكز صحية فقط من مجموع 23 مركزا تابعا لها، كما حذرت نفس الوكالة من ارتفاع مستويات سوء التغذية خاصة بين الأطفال، وأشارت إلى أن حلول شهر رمضان هذا العام على الفلسطينيين كان بمشاعر مختلطة والكثير من الفلسطينيين يعانون من ويلات التشرد والخوف بما فيهم موظفيها الذين يعانون فظائع الحرب، ودعت الأونروا إلى وقف الحرب، كما نشرت نفس الوكالة عبر صفحتها على الفايسبوك صورا لأطفال غزة يملؤون السماء بالطائرات الورقية، وأشار تعليق الوكالة إلى أن هؤلاء الأطفال يرسلون من خلال هذا المشهد رسالة أمل من أجل الوصول إلى هدنة بعد 5 أشهر من الحرب الضروس التي كانت أيضا حربا معلنة على الأطفال والطفولة.