عندما تملأ القسوة قلوب الأبناء آباء على قارعة الطرقات! بعد أن كان مصير بعض الآباء ديار العجزة ها نحن أمام فضائح يندى لها الجبين من طرف أبناء عصاة غابت عنهم مشاعر الرحمة والإنسانية وحلّت محلها القسوة والظلم ضد من تحت أقدامهم الجنة يقول الله عز وجل في كتابه الكريم: وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أو كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا فنص الآية صريح بخصوص ضرورة العناية بالوالدين في مرحلة الكبر والعجز والإحسان لهم إلا أنه للأسف ليس هناك تطبيق لتعاليم الدين الحنيف من طرف البعض ولعلّ رمي أبناء لأبيهم وهو في حالة عجز بمنطقة بابا حسن بالجزائر العاصمة اكبر دليل على المعاناة المريرة لبعض الآباء بحيث صنع الفيديو الحدث وتم تداوله على نطاق واسع لبيان قسوة أبناء على أبيهم. نسيمة خباجة يربي الوالدان الأبناء منذ الصغر ويفرحان لكبرهم ونجاحهم في هذه الحياة إلا أن الفرحة لا تكتمل لدى البعض فبعد كبر بعض الأبناء يكشرون عن أنيابهم فهم يرون أنهم في غنى عن الوالدين بعد الكبر ووصلت قسوة البعض إلى حد رمي الأم أو الأب في الشارع واستغلال حالتهم المرضية وعجزهم فبدل رعايتهم والعناية بهم يكون مصيرهم الشوارع وهم في حالة يندى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان من هول تلك المآسي التي باتت وللأسف تحدث في مجتمعنا ورغم أنها حالات شاذة إلا أنها باتت تتكرر في ظواهر دخيلة لم نكن نشهدها من قبل فطاعة وحب الوالدين من طرف الأبناء هي سمة شائعة في مجتمعنا. فيديو رمي أب يزلزل مواقع التواصل تداول وعلى نطاق واسع فيديو يظهر مأساة حقيقية لأب عاجز رأى الويل من أبنائه الذين قاموا حسب ما قاله صاحب الفيديو برميه على قارعة الطريق والفرار بجلدتهم بسبب الفضيحة التي ارتكبوها في حق أبيهم العاجز والمريض بحيث وُجد بمنطقة بابا حسن بضواحي الجزائر العاصمة أين وفد الأبناء بسيارة فخمة وأخرجوه منها إلى قارعة الطريق دون خجل أو حياء ليتسارع إليه أصحاب الخير من اجل مواساته وإسعافه بحيث خصصوا له غرفة مهملة في ذات الناحية للمبيت والنوم والغريب في الأمر أن الأب وُجد في حالة كارثية بطقم النوم وهو يحمل وثيقة أشعة في يده ولم يقو حتى على الجلوس من شدة المرض والإعاقة وكان يظهر في الفيديو وهو مائل على الرصيف ويحمل الوثيقة الطبية في منظر تهتز له الجبال بحيث استنكر الكل تلك المأساة الحقيقية وغدر الاب من طرف أبنائه العصاة لتبدأ معاناة الأب عبر الأرصفة والشوارع خاصة أنه غير قادر حتى على أداء وظائفه البيولوجية ويستعين بحفاظات. وهو ليس أول فيديو من نوعه إنما تم تداول فيديو آخر فيما سبق لعجوز تمّ رميها هي الأخرى من طرف ابنائها عبر الشارع تعاني من مرض الزهايمر والفرق بينها وبين المسن الأول ان العجوز تقف على رجليها وكانت تمشي تائهة وجذب منظرها بعض الشبان الذين توفقوا أمامها واكتشفوا انها عجوزطُردت من بيتها من طرف أبنائها بحيث أثار ذلك الفيديو الرأي العام. واستاء كثيرون إزاء الظواهر التي باتت تحدث في مجتمعنا فكيف يكون ذلك جزاء الآباء بعد تربيتهم والسهر على رعاية أبنائهم حتى كبرهم فعوض الإحسان والرحمة على الوالدين بعد الكبر والعجز يكون مصيرهم الشوارع وهم في أرذل العمر بعد ان نخر العجز والمرض أجسامهم الهزيلة فهي فعلا جرائم ضد الآباء وضد الشرع والقانون والمجتمع ووجب الضرب بيد من حديد وملء الثغرات القانونية ومعاقبة كل من يتجرأ على رمي والديه فكما الضرب والجرح أو القتل أو السرقة ضدهم.. وهي جرائم معاقب عليها في قانون العقوبات الجزائري رميهم عبر الشوارع هي أيضا جريمة في حقهم وهم في حالة عجز ومرض ووجب تشديد العقوبة على مرتكبيها بحيث تُرتكب الفضيحة ويفرّ الأبناء العاقون من أعين المجتمع لكن هيهات أن يفروا من عين الله تعالى الذي لا تأخذه سِنة ولا نوم.