اعتبر خبراء ومحللون، أمس، أن قرار رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، إجراء انتخابات رئاسية مسبقة يوم 7 سبتمبر المقبل هو التزام حقيقي بالعملية الانتخابية واحترام للشعب الجزائري والسيادة الشعبية وتصحيح للرزنامة الانتخابية، كما يرون أن تقديم موعد الرئاسيات بنحو3 أشهر رسالة على أن الجزائر لها مؤسسات قوية و أنها طوت مرحلة سابقة ودخلت في مسعى ومرحلة جديدة وهي بناء جزائر جديدة ، ونوهوا بالمكاسب المحققة، ناهيك عن المكانة القوية والعودة إلى الساحة الدولية، كما أكدوا أن الدستور، يمنح الصلاحية لرئيس الجمهورية للدعوة لانتخابات رئاسية مسبقة . وأوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3 الدكتور رابح لعروسي في تصريح للنصر، أمس، أن المادة 91 من الدستور تمنح صلاحية لرئيس الجمهورية للدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مسبقة . وأضاف في هذا السياق، أن قرار رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، إجراء انتخابات رئاسية مسبقة يوم 7 سبتمبر المقبل، واستدعاء الهيئة الناخبة يوم 8 جوان المقبل هو حق دستوري و أنه لا غبار عليه من الجانب القانوني، مضيفا أن رئيس الجمهورية، قام بتقديم موعد الانتخابات في إطار عهدته وله كل الحق في اتخاذ مثل هذا القرار . واعتبر تنظيم الانتخابات الرئاسية المسبقة التزاما حقيقيا بالعملية الانتخابية و احتراما للشعب الجزائري والسيادة الشعبية، لأن الشعب الجزائري هو صاحب السيادة. من جانب آخر، أوضح أن السلطات العليا في البلاد، تعي جيدا التحديات الخارجية القائمة وأن المرحلة المقبلة ستحمل تغييرات وحسابات وتحديات خارجية . وقال إنه بحكم العودة القوية للجزائر للساحة الدولية ومواقفها الثابتة وخاصة ما تعلق بالقضية الفلسطينية ومرافعاتها القوية في مجلس الأمن الدولي، أصبحت تزعج الكثير من الدوائر، سواء الإقليمية وحتى الدولية .وأضاف أن الجزائر ومنذ 2019 ، مع اعتلاء رئيس الجمهورية سدة الحكم، قطعت خطوات نحو التطور، في ظل استقرار سياسي و انخراط في نمو اقتصادي و مصارحة للشعب الجزائري عن طريق اللقاءات الإعلامية، مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والحديث حول القضايا الوطنية والدولية، إلى جانب تحقيق الالتزامات 54 بشكل كبير جدا، خاصة ما تعلق بالجبهة الاجتماعية والقدرة الشرائية وأيضا على المستوى السياسي من خلال دستور 2020 . واعتبر الدكتور رابح لعروسي، أن المكاسب المحققة في الشق السياسي والاجتماعي، ناهيك عن المكانة القوية والعودة إلى الساحة الدولية، جعلت الجزائر اليوم يحسب لها ألف حساب . وأضاف في هذا الصدد، أن الجزائر أصبحت اليوم في أحسن رواق وهي قوية بمؤسساتها وقراراتها، في ظل اللحمة الوطنية الداخلية القوية. وأشار المتحدث، إلى أن تصميم رئيس الجمهورية بالعودة إلى الشعب الجزائري في قرارات مصيرية، أمر مهم، يزيد من ثقة رئيس الجمهورية لدى الشعب الجزائري من جهة وأيضا رسالة للخارج على أن الجزائر بمؤسساتها وشعبها ذات مؤسسات قوية وتحترم نفسها وتبين للعالم على أنها طوت مرحلة سابقة ودخلت في مسعى جديد ومرحلة جديدة وهي بناء جزائر جديدة. وقال في نفس الإطار، أنه منذ مجيء الرئيس عبد المجيد تبون، ظهرت ثقافة سياسية جديدة على مستوى منظومة الحكم، وخاصة ما تعلق بثقافة الدولة لدى المؤسسات، في ظل أدوار و وظائف واضحة المعالم لدى هذه المؤسسات، سواء ما تعلق بالبرلمان ونشاطه وأدائه اليوم و أيضا النشاط الحكومي الدوري من خلال الوقوف على ملفات قوية، لافتا إلى أن لغة الصراحة تزيد من قوة مؤسسات الدولة. وأضاف في السياق ذاته، أنه من خلال اجتماعات مجلس الوزراء، نلمس في كل مرة ، أن هناك فعلا متابعة للشأن الداخلي بقوة وخاصة ما تعلق بحياة المواطن بالدرجة الأولى في الشق الاجتماعي والاقتصادي، حيث توجد هناك حركية قوية وطبيعية لمؤسسات الدولة ، معتبرا أن هذه الحركية والسلاسة والاستقرار الموجود على مختلف المستويات، جعلت الجزائر في أحسن مكانة ويمكن أن تساهم في القرارات الدولية، لافتا إلى أنها منذ جانفي الماضي، أصبحت تعمل دون هوادة في مجلس الأمن الدولي وترافع عن القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية . وأكد أن الجزائر تعرف اليوم توازنا واستقرارا وهذه الأمور لا تعجب الآخرين وخاصة الذين يصطادون في المياه العكرة. ومن جانبه، ذكر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور علي محمد ربيج في تصريح للنصر، أمس، أن قرار رئيس الجمهورية، إجراء انتخابات رئاسية مسبقة في 7 سبتمبر المقبل، لقي ترحيبا من الطبقة السياسية ، مضيفا أن القرار يتماشى والمادة 91 من الدستور والتي تمكن الرئيس أن يقرر إجراء انتخابات رئاسية مسبقة. واعتبر أن هذا القرار هو تصحيح للرزنامة الانتخابية والتي تغيرت، خلال سنة 2019 بالنظر إلى الحراك . من جانب آخر، أشار أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إلى أن مؤسسات الدولة مستقرة اليوم، كما أن الرئيس حقق أكثر من 90 بالمئة من التزاماته ال54 وترجمها على أرض الواقع ، لافتا إلى الإصلاحات التي تمت على المستوى الاقتصادي والصناعي وفي مجال الرقمنة والمؤسسات الناشئة والكثير من الأشياء والتي سنجني ثمارها في السنوات المقبلة. من جهة أخرى، أبرز الدكتور علي محمد ربيج ، مكانة الجزائر اليوم على المستوى الدولي ودخولها مجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم. وأضاف أن الجزائر لديها كلمة مسموعة على المستوى المحلي والإقليمي والجهوي، لافتا إلى الحركية و النشاط والدينامية على المستوى الإفريقي والعربي.