الاحتلال الصهيوني يرتكب محرقة متكاملة الأركان في مجمع الشفاء تكشفت محرقة متكاملة الأركان ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في مجمع الشفاء الطبي بغزة بعد انسحابه صباح أمس، مخلفا صورا و مشاهد صادمة ومرعبة، ورغم بشاعة جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي ارتكبها منذ السابع أكتوبر الماضي في مختلف مناطق غزة، إلا أن محرقة مجمع الشفاء فاقت كل الجرائم السابقة، وأخرج الاحتلال المجمع بشكل نهائي عن الخدمة، ولم يبق فيه ما يصلح لتقديم العلاج للمرضى، بعد أن دمر وخرب وأحرق الجيش النازي كل محتويات المجمع، وأعدم المئات من المدنيين الأبرياء الذين كانوا يتواجدون فيه من مرضى وجرحى ونازحين وطواقم طبية. رحل المحتل أمس من مجمع الشفاء بعد أن عاث فيه فسادا وخرابا لأسبوعين كاملين، وترك خلفه مئات الجثث، البعض منها تحللت، وعدد من الشهداء قتلهم جيش الاحتلال وهم مكبلي الأيدي، الصورة كانت صعبة والمشاهد قاسية، لم ينجوا من محرقة الاحتلال حتى جثامين الشهداء الذين سقطوا في الأشهر السابقة، حيث قام بتجريف المقابر المؤقتة التي استحدثت في باحات المجمع. ونقلت أمس تقارير إعلامية صور صادمة لما حل بمجمع الشفاء الطبي الذي يعد أكبر مستشفى في فلسطين، حيث يضم 700 سرير، منها 26 سريرا في غرفة العمليات، كما يعد مجمع الشفاء المستشفى الوحيد في قطاع غزة الذي يضم عدة تخصصات طبية وجراحية، ودمر وأحرق الاحتلال جميع أجنحته وأخرجها بالكامل عن الخدمة، كما دمر مبنى الجراحات التخصصية، وأحرق مباني الكلى والولادة والسرطان والحروق، وثلاجات دفن الموت هي الأخرى لم تسلم من جريمة المحتل، كما دمر مبنى العيادات الخارجية، وأحرق مبنى الاستقبال والطوارئ الرئيسي، ودمر العشرات من غرفه، وخرب جميع الأجهزة الطبية. وكشف أمس مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن العثور على مئات الشهداء في مجمع الشفاء ومحيطه، وتحدث عن كارثة إنسانية حقيقية بكل المعالم، مشيرا إلى أن هذا المجمع الطبي كان يقدم الخدمات الطبية ل 500 ألف مواطن في غزة، لكن الاحتلال دمر كل ما هو موجود فيه في جريمة بشعة لم تشهد لها البشرية مثيلا، ولم يكتف الاحتلال بمجمع الشفاء فقط، بل أحرق مئات الشقق والمنازل بمحيط المستشفى، ولم يسمح حتى للمقيمين فيها بالمغادرة، واستشهد المئات منهم، ولم تتمكن وزارة الصحة لحد الساعة من تحديد أعداد الشهداء أمام حجم الدمار الواسع الذي حل بمجمع الشفاء ومحيطه. وفي السياق ذاته قام جيش الاحتلال الصهيوني بتجريف الطرقات، كما جرف جميع المقابر المؤقتة التي استحدثت مع بداية العدوان لدفن الشهداء في باحات مجمع الشفاء ومحيطه، وأخرج الجثث من تحت الأرض ونكل بها، وأشار في هذا الإطار ممثل الدفاع المدني في غزة إلى أن جميع أصحاب مناشدات الإغاثة التي وصلت في السابق تبين أنهم استشهدوا في المجمع، كما أعدمت قوات الاحتلال مواطنين مكبلي الأيدي، وعاد أمس مئات المواطنين إلى مجمع الشفاء للبحث عن ذويهم وسط الجثث المتحللة، ولم يستوعبوا هول المشهد الذي لم يكن له مثيل حتى في خيال الأفلام السينمائية، الدمار كان واسعا والمشهد مريعا، والجثث ملقاة في كل مكان. وفي سياق متصل أكدت حركة حماس بأن هذه الجريمة المروعة في مجمع الشفاء، تؤكد على طبيعة هذا الكيان الفاشي المارق عن قيم الحضارة والإنسانية، والتي فاقت جرائمه وانتهاكاته كل حدود، ويستمر في مهمته الواضحة، وتنفيذ أبشع حروب الإبادة الجماعية بحق المدنيين والبنية المدنية في قطاع غزة، دون أن يحرك العالم ساكنا، وبدعم كامل وبلا حدود من إدارة الرئيس الأمريكي بايدن، وأضافت الحركة في بيان أصدرته أمس أن حجم التدمير والقتل الذي يبرع فيه العدو، لا يعني تحقيقه أي انتصار على حساب إرادة الشعب الفلسطيني، المتشبث بأرضه وهويته، وأكدت أن هذه الهجمة الهمجية على قطاع غزة، تؤكد من جديد حقيقة ما يسعى له العدو بدفع سكان غزة للهجرة عن أرضه تنفيذا لمخططاته بتصفية القضية الفلسطينية. وحملت حماس الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن شخصيا، المسؤولية الكاملة عما جرى ويجري من جرائم ومجازر وتدمير ممنهج للحياة المدنية في قطاع غزة، وعلى رأسها القطاع الصحي والمستشفيات، والذي يتم حسب نفس البيان بالسلاح الأمريكي وكل صور الدعم والإسناد العسكري والسياسي، وطالبت الحركة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإدانة هذه الجريمة الفظيعة التي ارتكبها العدو الصهيوني المجرم بحق مجمع الشفاء ومحيطه، كما طالبت حماس بالتحرك الفوري للدخول إلى مدينة غزة والإطلاع على حجم الجريمة التي تعرض لها سكانها، وفي نفس الوقت طالبت الهيئات القضائية الدولية وخصوصا محكمة الجنايات الدولية بالبدء في إجراءات فعلية للتحقيق في الجرائم والفظائع التي حدثت في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه، وفي مجمل الجرائم التي تحدث منذ 6 أشهر، ونفض الغبار عن عشرات البلاغات وطلبات التحقيق في الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وتنفيذ مهمتها المنوطة بمحاسبة قادة الكيان الصهيوني وتقديمهم للعدالة. وفي ظل الوضع المأساوي الذي وصلت إليه المنظومة الصحية في غزة مع تدمير الاحتلال لأغلب المستشفيات والمرافق الصحية، دعت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أمس النازحين المتواجدين في ما تبقى من مستشفيات إلى إخلائها وحصرها على المرضى والجرحى لتتمكن الكوادر الصحية من تقديم خدمات إنقاذ الحياة والعلاج، أمام تفاقم معاناة المرضى والجرحى وعدم وجود أي أماكن لتقديم الخدمات العلاجية، حيث تعج المستشفيات بأقسامها وأسرتها بالنازحين.