انطلقت، مؤخرا، عملية الحصاد والدرس لمادة الشعير، بمنطقة جارش في بلدية فركان أقصى جنوب ولاية تبسة، تحت إشراف والي الولاية، حيث تتوقع المصالح الفلاحية، تحقيق محصول يتجاوز 300 ألف قنطار من مختلف أًصناف الحبوب، فيما ينتظر بداية حصاد القمح الصلب واللين، بداية شهر ماي القادم. وأكد الوالي بالمناسبة، أن الجهة الجنوبية من الولاية، تمثل حاليا 60 في المائة من الناتج الداخلي، بمساحات مسقية يجري العمل على توسيعها لمضاعفة الإنتاج، وهي مناطق لها آفاق مستقبلية واعدة في شعبة الحبوب، موصيا بضرورة مرافقة الفلاحين وضمان الدعم المطلوب وتوجيهه نحو الشعب المنتجة، لأهميتها الإستراتيجية في تحقيق الأمن الغذائي المأمول، مع مرافقة الشباب الحامل للمشاريع في قطاع الفلاحة من أصحاب المؤسسات الناشئة وبعث آليات تفكير جديدة تمكن من الانتقال إلى الصناعات الغذائية التحويلية، كأحد البدائل لتنويع الاقتصاد الوطني وترقية المسارات التنموية بإقليم الولاية. وتتوقع مديرية المصالح الفلاحية، أن يكون المردود الفلاحي لهذا الموسم أحسن من الموسم الفارط، بجنوب الولاية، لعدة معطيات، أما بالنسبة لشمال الولاية، فترى أنه مازال الوقت مبكرا على بداية حمل الحصاد والدرس للموسم الحالي، بحكم أن المحصول في نهاية مرحلة الاستطالة. واتخذت المصالح المعنية كافة التدابير بالتنسيق مع تعاونية الحبوب والبقول الجافة لإنجاح عملية الحصاد، بتسخير العدد الكافي من الحاصدات والجرارات والشاحنات وآلات الربط والصهاريج، وتتوقع المصالح الفلاحية أن يكون مردود الهكتار الواحد 40 قنطارا من الشعير، كما وفرت التعاونية نقاطا لتجميع المحصول، تتسع في مجملها لأزيد من 700 ألف قنطار، وفي حالة عدم إمكانية حصد المنتوج من الشعير ببعض المناطق التي تعاني نقصا في المياه، سيتم تحويل الزرع إلى أعلاف للمواشي. وتحتل مناطق الاستصلاح بجنوب الولاية، الصدارة في إنتاج الحبوب المسقية، غير أن الفلاحين يطرحون في بلديتي فركان ونقرين بعض الانشغالات التي تقف حجر عثرة أمام تطوير إنتاج الحبوب بالجهة وفي مقدمتها مشكلة حفر الآبار لصعوبة الحصول على الحفارات، فضلا عن عدم استفادتهم من وثائق الملكية لأراضيهم. وعرفت ولاية تبسة في السنوات الأخيرة، تراجعا ملحوظا في المحاصيل الزراعية، خاصة خلال السنتين الماضيتين وتحديدا في إنتاج الحبوب، جراء تناقص سقوط الأمطار والاعتماد على الطرق التقليدية في عملية السقي. وتقدر مديرية المصالح الفلاحية طاقة استيعاب وتخزين منتوج الحبوب بولاية تبسة، بأزيد من 2.2 مليون قنطار، منها 978 ألف قنطار على مستوى 11 نقطة تخزين تابعة لتعاونية الحبوب والبقول الجافة، إضافة إلى مخزن خاص ببلدية العوينات بطاقة 1.25 مليون قنطار، مع العمل على توسيع المساحات المسقية لمضاعفة الإنتاج، خاصة وأن المنطقة تتوفر على موارد مائية معتبرة يمكن استغلالها لتعزيز القدرات الإنتاجية وترقية مناخ الاستثمار بالمنطقة التي تحتكم على موارد واعدة وإمكانات فلاحية هائلة، تمكّنها من أن تصبح قطبا فلاحيا هاما في شعبة الحبوب.