أكد خبراء في الاقتصاد، أمس، تحقيق العديد من المكاسب لفائدة الطبقة الشغيلة في الجزائر منذ تولي رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، سدة الحكم، على غرار الزيادات في الأجور ودعم القدرة الشرائية وفتح مناصب الشغل وإدماج العمال ومراجعة القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية وأشاروا في هذا السياق، إلى حرص السيد رئيس الجمهورية على دعم وتشجيع هذه الفئة كما نوّهوا بمشاركته، أمس، العمال الجزائريين الاحتفال باليوم العالمي للشغل بمقر المركزية النقابية بدار الشعب. وأوضح أستاذ الاقتصاد بجامعة المسيلة البروفيسور عبد الصمد سعودي في تصريح للنصر، أمس، أن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، منذ توليه مقاليد الحكم عزز الإمكانيات والمكاسب والتسهيلات لفائدة الطبقة الشغيلة في الجزائر. وأضاف في هذا الإطار، أنه خلال السنوات الأخيرة، لاحظنا الكثير من الامتيازات، على غرار دعم القدرة الشرائية من خلال تحسين الأجور وذلك بإقرار عدة زيادات متتالية سنوية بالإضافة إلى مزايا أخرى تتعلق باستصدار بعض القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية وخاصة ما تعلق بقطاع التعليم العالي وفئة الأئمة. ومن جهة أخرى، أشار المتدخل، إلى إدماج العديد من العمال في مختلف القطاعات وفتح مناصب شغل جديدة والتوظيف في كل القطاعات، على غرار قطاع التربية والذي شهد فتح مناصب شغل جديدة والمتعلقة بأساتذة التربية البدنية في الطور الابتدائي وهو ما يعزز الرياضة المدرسية، بالإضافة إلى توظيف أساتذة الإنجليزية وهو مكسب أيضا للفئة الشغيلة. كما أشار أستاذ الاقتصاد بجامعة المسيلة البروفيسور عبد الصمد سعودي، إلى انخفاض معدل البطالة في الجزائر، أضف إلى ذلك استحداث منحة البطالة والتي على الأقل تحفظ ماء الوجه لمتخرجي الجامعات ومراكز التكوين من أجل إدماجهم مستقبلا في التشغيل. من جهة أخرى، نوه المتحدث بالزيارة التاريخية لرئيس الجمهورية، أمس، إلى مقر المركزية النقابية للإشراف على فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للشغل بدار الشعب . وأضاف أن هذه الزيارة لها قيمة ورمزية، أن رئيس الجمهورية له ثقة كبيرة في فئة العمال وأنه يدعهما في كل وقت، كما أن هذه الزيارة، تأتي في إطار تشجيع العمال والنزول إلى القاعدة ومعرفة متطلباتهم، لافتا إلى أن رئيس الجمهورية، منذ سنوات وهو يبذل مجهودات كبيرة من أجل دعم هذه الفئة وتعزيز القدرة الشرائية للمواطنين. من جانب آخر، أبرز البروفيسور عبد الصمد سعودي، المؤشرات والمعطيات الجيدة بالنسبة للاقتصاد الوطني، مشيرا إلى الإصلاحات الكبيرة في ظل وجود إرادة سياسية لتنفيذ هذه الإصلاحات الجيدة، مشيرا في هذا السياق، إلى تحقيق معدلات نمو تصل إلى 4.1 بالمئة وهو أفضل معدل نمو موجود في المنطقة، مع ارتفاع الناتج الداخلي الخام و زيادة الاحتياطات من العملة الصعبة وتخصيص ميزانية كبرى وتجهيزات ودعم للسلع مقبول، بالإضافة إلى تحقيق فائض في الميزان التجاري واستقطاب أكثر للاستثمارات بعد تحسن البيئة ومناخ الاستثمار بالنظر إلى الترسانة القانونية التي صدرت وخاصة قانون الاستثمار الجديد . وأضاف أستاذ الاقتصاد بجامعة المسيلة، أن الأمر الجديد أن هناك تنويع اقتصادي، أضف إلى ذلك المكاسب المحققة في قطاع المحروقات وأيضا ما يتحقق في قطاع المناجم وتصدير العديد من المواد، إلى جانب الدعم الكبير المخصص للقطاع الفلاحي وتحقيق إنتاج مهم جدا، موضحا في هذا الصدد، أن هناك زيادة في الدخل في كل القطاعات، على غرار الصناعة والفلاحة والسياحة وغيرها. وقال إن العمال في عيدهم العالمي اليوم هم مطالبون أيضا بفعالية أكبر ومردودية أكبر وهذا كله سيخدم الاقتصاد الوطني. ومن جانبه، أوضح أستاذ العلوم الاقتصادية بجامعة الجزائر3 البروفيسور مداني لخضر في تصريح للنصر، أمس، أن الجزائر قامت بخطوات استباقية، سواء في مجال الحفاظ على القدرة الشرائية أو الحفاظ على الطبقة الشغيلة و التعامل مع ملف البطالة، لافتا إلى مجموعة من التدابير التي اتخذت ومنها مراجعة الأجور من خلال تخفيض الضريبة على الدخل أو المراجعة العامة للأجور ومراجعة القوانين الأساسية التي ستدفع كذلك إلى الزيادة في الأجور، موضحا أن هذه التدابير هدفها هو الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين معتبرا أن الورشة الحقيقية، تكمن في تحريك الاقتصاد الوطني والاستثمار المنتج وهي الورشة التي باشرتها السلطات العمومية، من خلال إزالة كل العوائق أمام الاستثمار وذلك بمراجعة قانون الاستثمار، حيث نشهد مشاريع استثمارية كبيرة الآن، ستكون لها آثار إيجابية على الشغل، من خلال استحداث الآلاف من مناصب الشغل. وأضاف في هذا الصدد، أن هذه المقاربة الاقتصادية مهمة جدا في المرحلة القادمة، إلى جانب النقاش حول كيفية إدماج القطاع الموازي في القطاع المنظم، مشيرا إلى أن نسبة كبيرة من عالم الشغل موجودة في هذا القطاع وإدماجها في القطاع الرسمي، سيكون له أثر كبير على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الجزائر. من جانب آخر، نوه البروفيسور مداني لخضر، بالتقدير والإكبار لشريحة العمال و الاعتراف بجهودها ومركزيتها في بناء الجزائر الجديدة، لافتا في هذا الإطار، إلى أن رئيس الجمهورية ومن خلال تواجده، أمس، في مقر دار الشعب ومشاركة العمال الجزائريين احتفالهم بيومهم العالمي، يعطي مكانة كبيرة لشريحة العمال ودورا رئيسيا. كما أكد المتحدث، أن المشاريع الاستراتيجية الكبرى المهيكلة، سواء في قطاع التعدين وغيرها من القطاعات و التي تم إطلاقها، مع تحريك الاستثمار الخاص، سيكون لها أثر على الشغل في الجزائر. واعتبر أن هذه المقاربة العملية البراغماتية، أكبر رسالة لطبقة العمال ودورهم في المرحلة القادمة، خاصة وأن الأولوية بالنسبة للمرحلة المقبلة اقتصادية واجتماعية بامتياز.