منح برلمان البحر المتوسط أمس جائزة « التميز من أجل المتوسط « لرئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، وذلك اعترافا بالدور التضامني الإنساني والمساعدات الطبية التي قدمتها الجزائرلتونس في إطار مكافحة تداعيات جائحة كوفيد 19. وجرى ذلك خلال افتتاح أشغال الجمعية الثامنة عشرة لبرلمان البحر الأبيض المتوسط أمس بمدينة براغا البرتغالية، بمشاركة ممثلين عن البرلمان الجزائري بغرفتيه. وقد تسلم الجائزة نيابة عن الرئيس، سفير الجزائر بلشبونة، رشيد شكيب قايد، وذلك اعترافا بالدور التضامني و الإنساني والمساعدات الطبية التي قدمتها الجزائر للشقيقة تونس في إطار مكافحة تداعيات جائحة كوفيد 19. والجائزة هي تشجيع واعتراف رمزي واعتباري وتمنح سنويا تكريما للكفاءات المبدعة ومبادرات حكومات الدول المتوسطية الأعضاء التي تخدم قضايا شعوب المنطقة، وتساهم في ترقية وازدهار بلدان حوض المتوسط. كما منح البرلمان المتوسطي أيضا جائزة أخرى لجهاز الحماية المدنية الجزائرية تقديرا للدور الذي قامت به فرقها في عمليات الإنقاذ بعد الزلزال الذي ضرب مدينة غازي عنتاب جنوبتركيا وشمال سوريا، وكذا عمليات الإنقاذ بعد فيضانات مدينة درنة في ليبيا. وقد شهد افتتاح أشغال الدورة الثامنة عشرة لبرلمان البحر الأبيض المتوسط أمس مشاركة 250 مندوبا يمثلون 26 برلمانا وطنيا و 25 منظمة دولية، بينهم وفد برلماني جزائري من الغرفتين، وسيناقش المشاركون خلال هذه الدورة العمل الذي أنجزته اللجان الدائمة الثلاث لهذه الهيئة حول التعاون السياسي والأمني والتعاون الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وأيضا حول حوار الحضارات و حقوق الإنسان. وفي كلمة له خلال الأشغال قرأها نيابة عنه، إلياس عاشور، رئيس لجنة التجهيز والتنمية المحلية، أكد صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة أن الجزائر ترافع بتوجيهات من رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، من أجل « مقاربة شاملة» قائمة على تعزيز التنمية وإرساء شراكة اقتصادية توازن بين مصالح الضفتين، وتستند إلى تعاون استثماري مربح ونقل أمين للتكنولوجيات وآليات الانتقال إلى الأنظمة الاقتصادية الجديدة، وتفعيل التضامن من أجل تطهير المناخ من خلال احترام الاتفاقية الإطارية والمبادئ التي تقوم عليها كالإنصاف والتضامن ومبدأ المسؤوليات المشتركة والمتابعة للدول الأطراف. وفي هذا الإطار شدد صالح قوجيل على أن الجزائر سعت للمساهمة في استقرار منطقة المتوسط عبر العمل على ازدهار البلاد من خلال إصلاحات سياسية ومؤسساتية وتحولات اقتصادية عميقة رسمت معالم الجمهورية الجديدة، وكذا دعم ازدهار شركائها المتوسطيين بكافة آليات التعاون والتنسيق انطلاقا من مبدأ الحوار والمصير المشترك. وفي نفس الإطار دعا رئيس مجلس الأمة إلى وضع «ضوابط» لمنع استخدام الذكاء الاصطناعي في التدمير والإبادة والاعتبار من دروس التاريخ الذي وثق تعسفات خلفت كوارث بشرية وبيئية على غرار التجارب النووية الفرنسية في الجزائر. كما حث على تطهير المشهد الأمني المتوسطي عبر مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة ومعالجة كل مسببات العنف والتطرف، وإنهاء الاحتلال الذي تنبثق عنه المآسي، وفي نفس السياق دعا إلى أخلقة الممارسات السياسية الدولية التي تنحرف نحو مباركة جرائم الحرب، حاثا برلمان البحر المتوسط على مواكبة قرارات الشرعية الدولية ومنها دعوة المجلس الأممي لحقوق الإنسان إلى محاسبة الكيان الصهيوني، و العمل على وقف الكارثة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومعاقبة الاحتلال الإسرائيلي، ودعم حق الشعب الفلسطيني في الحياة وفي عضوية كاملة بالأمم المتحدة وفي إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف. كما أوضح قوجيل بأن الغاية التي ترمي إليها الدبلوماسية الجزائرية هي الحلول الجذرية التي تكرس السلم والأمن الدوليين لاسيما من خلال مقاربتها في البحر المتوسط وإفريقيا، ومن خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي، مشددا على أن مقومات التنمية والسلام والأمن و التعايش لا تستقيم إلا بحل القضية الفلسطينية وبحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.