ورم في الوجه حرم الطفل أمير من التنفس طبيعيا و الذهاب إلى المدرسة لم يكن الطفل أمير و أفراد عائلته يعلمون بأن الحبة الصغيرة التي ظهرت منذ حوالي سنة أسفل فكه الأيسر قرب أذنه، ستحول حياتهم إلى جحيم لا يطاق، في البداية شخصها الأطباء على أنها من أعراض أمراض الأذن التي تصيب الأطفال و أكدوا بأنها ستزول بمجرد تناول الأدوية التي وصفوها له. لكن العكس تماما حدث، إذ أخذت تلك الحبة الصغيرة تنمو و تتضخم بسرعة كبيرة لدرجة أنها أصبحت ورما شوه خده الأيسر و كاد يغطي عينه. فاضطرت العائلة إلى استشارة أكثر من طبيب بعين مليلة مسقط رأسه، قسنطينة، تلاغمة و العاصمة فأجمعوا أن حالته مستعصية، خاصة و أنه لم يعد يستطيع التنفس بشكل طبيعي مما جعلهم يلجأون إلى إحداث ثقب في رقبته لتثبيت جهاز تنفس إصطناعي، و نصحوه بالإسراع في إجراء عملية جراحية بالخارج لإنقاذ حياته. أمير طفل يبلغ من العمر 11 سنة يتيم الأب و يعيش مع عمه سفيان قوبع عامل في قطاع الأمن، و شقيقه الأكبر عبد الوهاب في منزل جديهما، تحولت حياة الأسرة إلى سلسلة من الآلام و المعاناة بسبب مرض الطفل الذي أصابه منذ شهور و جعله يفقد تدريجيا القدرة على التنفس و على الكلام و على الأكل بصورة طبيعية، فلم يعد يتناول سوى السوائل لأنه لا يستطيع المضغ و البلع، و ما زاد الأمر تعقيدا أنه بدأ مؤخرا يفقد القدرة على الإبصار بعينه اليسرى بسبب ضغط الورم الذي يتضاعف حجمه بسرعة كبيرة يوما بعد يوم، لدرجة أنه لم يعد يستطيع فتح فمه أو الضغط على أسنانه. و بدأت معاناة أمير كما قال لنا عمه و كافله، عندما زار والدته التي تقيم في منزل عائلتها بالتلاغمة، حيث انتقل إليه المرض عن طريق العدوى من إبن خاله الذي إعتاد على اللعب معه لأنه في مثل سنه. و نقلت الأم الطفلين إلى عيادة طبيب فوصف لهما نفس العلاج. فشفي قريبه لكن حالة أمير ازدادت تدهورا، حيث ازداد حجم الحبة يوما بعد يوم و تحولت إلى ورم شوه وجهه بالكامل. و منذ ذلك الحين اضطر أمير الذي كان يدرس في السنة الرابعة إبتدائي للتوقف عن الدراسة بأمر من مدير مدرسته الكائنة بأولاد حملة في دائرة عين مليلة، الذي خاف من إنتقال العدوى لباقي التلاميذ. وسارع عمه لنقله إلى العديد من أطباء أمراض الأنف و الحنجرة و مختلف التخصصات الأخرى في كل من عين مليلة، تلاغمة، قسنطينة و العاصمة على أمل تشخيص مرضه بدقة و وصف العلاج المناسب له. و بينت نتائج التحاليل التي أجريت له بأن الورم ليس خبيثا و لكن إزالته في عيادات أو مستشفيات جزائرية غير ممكن و لابد من نقله إلى الخارج لإجراء عملية دقيقة. و أكد عمه أنه لا يملك الإمكانيات المادية اللازمة لإجراء هذه العملية المكلفة جدا، و إتصل بعدة أطباء لعله من يساعده على الحصول على التكفل بحالته لكن دون جدوى، و هو يناشد عبر جريدة النصر الجهات المعنية في الجزائر للتكفل بحالة إبن أخيه اليتيم الذي يتخبط في جحيم الألم و المرض منذ حوالي سنة فحرم من الدراسة و اللعب مع أقرانه و يلازم البيت تجنبا نظرات الناس المليئة بالفضول و الشفقة.