التونسي السميري يعرض " فوس نوت " خارج المألوف استمتع أمس الجمهور الحاضر في اليوم الثاني من تظاهرة "سينما تحت النجوم" التي تستمر إلى غاية يوم 4 جويلية في عنابة بمتابعة فيلم "فوس نوت" للمخرج التونسي الشاب مجدي السميري وجاء كنموذج للأفلام التونسية الطويلة التي أنتجت بشكل فني راق بعد الثورة و تصنف في خانة أفلام "الاكشن". المخرج مجدي السميري أوضح للنصر، على هامش عرض فيلمه "فوس نوت" بالمدرسة التحضيرية للعلوم الاقتصادية ضمن التظاهرة التي نظم طبعتها الرابعة المعهد الفرنسي بالشراكة بين ذات المدرسة و جامعة باجي مختار بعنابة لعرض الأفلام الحائزة على جوائز بحضور مخرجين و ممثلين، بأن "هذا العمل جاء للخروج عن النمط السينمائي التونسي المألوف وهي تجربة جديدة في مواكبة إيقاع أفلام الحركة"الاكشن" والعصابات، و المغامرات المليئة بالإثارة" و قد حقق الفيلم نجاحا كبيرا في تونس منذ بداية عرضه في قاعات السينما. و أضاف المخرج وكاتب السيناريو بأن قصة الفيلم تدور حول مهندس شاب يجد نفسه متورطا في عملية سرقة مرغما من طرف عصابة مافيا في تونس استغلته في تنفيذ عمليات إجرامية لتتغير حياته كليا وأشار إلى أنه جمع وجوها فنية شابة وأخرى محترفة مشهود لها بالموهبة الفنية المتميزة على غرار لطفي الدزيري الذي تقمص دور"لمين عمار" زعيم عصابة شعاره "القوي يأخذ ولا يعطي" فهو الذي يجمع ثروته من خلال ابتزاز رجال الأعمال المتورطين في ملفات فساد وتجاوزات سرية. وتنفيذا لقانون لعبة العصابة يجد"مهدي" المهندس الشاب الذي أدى دوره الممثل فارس بلحسن، نفسه مجبرا على مجاراة العصابة في عملية نصب و احتيال تحت ضغط ومطاردات زعيم العصابة حيث استغل الشبه بينه وبين رجل أعمال مغربي ثري يدعى"أحمد" للاستيلاء على أمواله من الخزنة الخاصة به في البنك والتي لا يمكن لأحد فتحها إلا المعني بالأمر. ورغم تسارع أحداث الفيلم إلا أن المخرج تمكن من التحكم في انسيابها معتمدا أسلوب التشويق من خلال تقنية "الفلاش باك" و حسن توظيف اللقطات القريبة في التصوير لا سيما عند نقل انفعالات و تفاعل الشخصيات فيما بينها وتلاؤم ملامحها مع طبيعة الأدوار. الفيلم خرج أيضا عن الإطار المكاني الضيق حيث انتقلت كاميرا تصوير السميري بين عدد من الولاياتالتونسية وكذلك بين فرنسا والمغرب. وفي ما يتعلق بالنص فقد كان الحوار مباشرا و من السهل فهمه فقد ابتعد المخرج عن المشاهد الطويلة والرتيبة ليبقى على وتيرة الإيقاع السريع الذي يتناغم مع اختيار الموسيقي التصويرية. فيلم"فوس نوت" حمل رؤية جديدة للسينما التونسية حيث صور مجدي السميري أحداثا بعيدة في بعض تفاصيلها عن الواقع الاجتماعي التونسي المعيش إلا أنه تمكن إلى حد ما من توظيف اللهجة والقدرات الفنية التونسية بشكل يواكب الإيقاع السينمائي السريع على الطريقة الغربية.