أستاذ يناشد وزارة الصحة وذوي البر والإحسان التكفل بعلاجه قبل فوات الآوان يعاني المواطن طارق زيداني البالغ من العمر 36 سنة والقاطن ببلدية الحامة بولاية قسنطينة منذ أكثر من سنة من إعاقة بالغة أصابته بعجز تام عن الحركة بسبب حادث مرور تعرض له رفقة زوجته الحامل في أفريل 2011 على متن سيارة زميلهما التي انقلبت على مستوى مفترق مرور خطير شهد الكثير من الحوادث المميتة. الحادث الذي وقع بعد مغادرتهما المتوسطة التي يدرسان بها ، تسبب لزوجته بكسور و رضوض خفيفة فيما تعرض لإصابة بليغة على مستوى الحلقات العصبية السفلى في عموده الفقري التي شلت حركته و ألزمته الفراش لأشهر طويلة إلى أن نجح في إستعمال الكرسي المتحرك بفضل إرادته الكبيرة و عزيمته على الشفاء بعد أن قام بتدريب نفسه على العلاج الفيزيائي الذي تعذر الحصول عليه في المستشفى ، في انتظار إجراء عملية جراحية مستعجلة لا تقل تكلفتها عن 400 مليون سنتيم. وهو يتمتع بإرادة فولاذية للعودة للحياة و الحركة التي أعتاد عليها في الكثير من النشاطات اليومية التي كان يمارسها من خلال عمله كأستاذ لمادة الإجتماعيات و من خلال الحركات الجمعوية الخيرية و الثقافية التي كان منخرطا في العديد منها من قبل كما أخبرنا. حلمه الوحيد هو الوقوف مجددا أمام السبورة رفقة تلاميذه الذين تربطه بهم علاقة إنسانية و علمية وثيقة، و يحترق شوقا لمرافقة ابنته الصغيرة ذات ال 10 أشهر وهي تخطو خطواتها الأولى بعد أن تعذر عليها حملها عند ولادتها بسبب وضعيته الصحية الحرجة و ملازمته الفراش. قال أن الأطباء الذين تابعوا حالته بالمستشفى الجامعي بقسنطينة أكدوا له أن شفاءه يتطلب خضوعه إلى عملية جراحية معقدة من أجل إعادة زرع خلايا جذعية جديدة في عموده الفقري، غير أن هذا النوع من الجراحة المتطورة غير متوفر في الوقت الحالي في بلادنا، فنصحه المختصون بمباشرة العلاج الفيزيائي في أحد المراكز المتخصصة، الأمر الذي لم يتحقق له أيضا بسبب نقص هذا النوع من المراكز في ولاية قسنطينة، فتوجه إلى مركز المعالجة الفيزيائية بسدراتة بولاية سطيف إلا أنه رفض إستقباله لعدم شغور الأسرة ، فحاول تحدي هذا العائق الذي يحول دون تحسن وضعيته الصحية من خلال الإعتماد على نفسه وعلى عدد من أصدقائه، وذلك بإنشاء مركز علاج فيزيائي مصغر داخل غرفة نومه الضيقة ببيت العائلة الكبيرة، يحتوي على أهم الأدوات التي يحتاجها لتمرين عضلاته التي تعرضت في العديد من المناطق لتقرحات جلدية خطيرة بسبب بقائه لمدة طويلة في الفراش، حيث قام بتركيب آلة حديدية صنعها له أصدقاءه تمرن عضلات يديه و كتفيه ، أشار بأنها ساعدته كثيرا على الوقوف باستقامة، بعد أن كان يمضي طيلة الوقت نائما على ظهره. و رغم أنه فقد الإحساس بأطرافه السفلية نهائيا إلا أنه بقي يحاول جاهدا تمرين عضلات ظهره و قدميه لكي يتجنب جمودهما نهائيا من على الكرسي المتحرك، و ذلك من خلال الإستعانة بالسلم الإيطالي ( سلم خشبي مثبت في الحائط ) و أعمدة التوازي التي يحاول من خلالها المشي مرتكزا أكثر على عضلات الحوض التي يحركها يمينا و شمالا و يحرك معها قدميه المتيبستان، و ذلك ببرنامج عمل بمعدل ساعتين في الصباح و أخرى في المساء يوميا. أمله كبير في الشفاء هو و زوجته التي تسانده منذ الحادث الذي غير مجرى حياتهما ستة أشهر فقط بعد زواجهما، مما منحه الكثير من الإرادة لطرق كل الأبواب التي بإمكانها مساعدته من أجل إجراء هذه العملية الجراحية في أقرب الآجال ما دامت إمكانية وقوفه مجددا متاحة، حيث قاما بمراسلة الكثير من المراكز المتخصصة في إجراء هذا النوع من العمليات عبر العالم إلى أن تلقوا ردا من مركز الأردن للعضام والمفاصل والعمود الفقري يعتبر رائدا على المستوى العربي في مجال زرع الخلايا الجذعية، يخبره بموافقة الطاقم الطبي على إجراء عملية الزرع بناء على ملفه الصحي شرط التكفل بمصاريف العملية و إقامته بالمستشفى مع مرافق لمدة شهر على الأقل، مع إحتمال تكرار عملية الزرع أكثر من مرة إلى أن يتم التأكد من نجاحها، و هذا ما يحاول هذا الشاب الحصول عليه من خلال العديد من النداءات التي وجهها أولا في شكل رسالة مفتوحة لطاقم وزارة التربية طالبا فيها المساعدة من زملائه في المهنة، ثم من خلال العديد من النداءات العامة التي تشرح حاجته الملحة للإنتقال للعلاج في الخارج. والنتيجة الأخيرة التي أظهرها الكشف الطبي بجهاز الرنين الكهربائي الذي طلب الطاقم الطبي الأردني إرساله مع ملفه الصحي الكامل، كشف أن الحلقة المتشققة في عموده الفقري بدأت تفرز المادة اللزجة التي بداخلها، مما يضعف حظوظه في الشفاء مع مرور الوقت كلما تراكمت هذه المادة خارج العظام، و هذا ما جعله يطرق باب جريدة النصر على أمل أن يصل نداءه إلى وزارة الصحة الوطنية وذوي البر والإحسان للتدخل بسرعة و التكفل بمصاريف العملية و سفره للأردن في أقرب فرصة قبل أن يصبح الأمر مستحيلا ، مشيرا إلى أن إمكانياته المادية المحدودة جدا لا يمكنها في أي حال من الأحوال أن تسمح له بدفع ثمن العملية و لا حتى مصاريف الإقامة في المستشفى، خاصة أن راتبه لم يصله منذ أشهر من صندوق الضمان الإجتماعي، حيث يعتمد حاليا على راتب زوجته فقط.