الصوم خطير جدا لمرضى القرحة المعدية لا تتلاءم بعض أمراض المعدة نهائيا مع الصوم كما قال الدكتور بهلول منذر، طبيب مختص في أمراض الجهاز الهضمي و الكبد بالمستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة، موضحا أن المرضى المصابين بقرحة المعدة البكتيرية و قرحة الإثنا عشر لا يجب أن يصوموا إطلاقا بسبب التعقيدات الصحية الخطيرة الذي يسببها لهم الإمتناع عن الأكل لساعات طويلة، و التي قد توصلهم في الكثير من الحالات إلى الإستعجالات الجراحية لإجراء عمليات معقدة قد لا يخرجون منها سالمين. عندما تكون المعدة خالية تماما من الطعام تستطيع البكتيريا الضارة المسببة للقرحة المعدية إحداث ثقب في الغلاف الداخلي للمعدة مما يشكل فراغا بين داخل المعدة و الأحشاء الخارجية، يستعدي القيام بعملية جراحية مستعجلة لترميم الثقب أو لاستئصال المنطقة المصابة من المعدة. و هناك حالة أخرى من القرحة المعدية لا تقل هي الأخرى خطورة عن الأولى كما أوضح ، و هي القرحة الإثنا عشر و التي تتسبب فيها الأحماض المتراكمة في المعدة خلال ساعات الصيام في خلق نزيف حاد، غالبا ما يؤدي إلى التقيؤ بالدم الذي يقتل العديد من المرضى في طريقهم إلى المستشفى قبل أن يتم إسعافهم. و أشار إلى أن مشكلة العصيان الطبي فيما يتعلق بموضوع الصيام تواجههم أكثر مع كبار السن الذين يصرون على المغامرة بحياتهم بمجرد أن تتحسن حالتهم الصحية قليلا مع بداية العلاج رغم أنهم غير قادرين على ذلك، بالإضافة إلى فئة المراهقين و الشباب الذين تقل أعمارهم عن العشرين الذين يشعرون بعقدة نقص مقارنة مع باقي أفراد عائلتهم الصائمين و يصرون بعناد على الصوم هم أيضا غير مبالين بالأخطار التي يعرضون أنفسهم و صحتهم لها. و يلجأ الدكتور في هذه الحالات كحل أخير لتحذير مرضاه و ذويهم عن طريق التخويف و تهويل الأمور، لأنهم يضربون برأيه عرض الحائط بمجرد أن يشعروا بتحسن بسيط من العلاج الأولي فيقررون بمفردهم الصيام دون التأكد من شفائهم ، والترخيص لهم بالصيام بشكل عادي. و بالنسبة للمرضى الذين شفوا تماما من مرض القرحة تماما فبإمكانهم الصوم بشكل عادي و لكن من أجل تجنب أي تعقيدات صحية ينصح الدكتور بهلول بأخذ حبة من دواء " أوميبرازول " بعد وجبة السحور.