سوق شارع التطوع يغرق في النفايات و العنف لم نكن نتوقع ونحن نتوجه إلى سوق شارع التطوع أحد أكبر أسواق ولاية قالمة بأن مهمتنا ستتحول إلى ما يشبه الاستنطاق منعنا شرطي من تصوير أكوام النفايات ،التي تغطي الطريق العام و صناديق الخضر و الفواكه ،التي وضعت على الرصيف الذي ضاق بها و بأصحابها فألقى بما زاد عن حاجته وسط الطريق صراخ في كل مكان و استعراض للعصي و العضلات المفتولة تحسبا لاندلاع معركة هنا أو هناك و غالبا ما يكون الضحايا من زوار السوق، الذين يتعرضون لضغوطات كبيرة ،كلما حاولوا مناقشة السعر أو الاعتراض على النوعية. لم نفهم سبب منعنا من تصوير سوق للخضر والفواكه و العنف و»التمرميد» الذي تعرضنا له حتى اعتقدنا بأن المكان تحول بالفعل إلى غابة موحشة لا أمان و لا ضمان فيها. تجاوزنا الموقف برزانة و ترفع و تركنا الأمر إلى أصحابه لينظروا في ما يستطيعون النظر فيه لجبر ضحايا العنف الجسدي و اللفظي الذي تحول إلى كابوس مرعب بسوق شارع التطوع،الذي بدأ يشهد هجرة مستمرة للمواطنين، الذين أصبحوا يفضلون أسواقا أخرى يكون فيها الاحترام و الأمان مضمون للجميع ،حتى و إن كانوا من المصورين التعساء الذين يريدون نقل الصورة الحقيقية و الحية لما صارت عليه أسواق مدينة قالمة التي تريفت و غرقت في النفايات و فقدت مواصفات عروس الشرق التي توجت بها قبل 25 سنة. يقول السكان المجاورون لسوق شارع التطوع بقالمة ،بأن التجار يخلفون وراءهم كل يوم أطنانا من النفايات ،التي سرعان ما تتحلل و تنشر روائحها ليلا على امتداد الأحياء السكنية القريبة من المكان ،مضيفين بأن الوضع لم يعد يحتمل و أن بعض تجار السوق قد تحولوا إلى قوة خارقة لقوانين التجارة والصحة و النظام العام على الطرقات ،التي تمت السيطرة عليها قبل سنة تقريبا و تحولت هي الأخرى إلى فضاء للعنف و استنزاف جيوب المواطنين بمصيدة المواقف المحروسة والمنتشرة على امتداد الطريق المزدوج ،الذي يمر وسط السوق كل مجموعة تسيطر على موقع معين و تفرض منطقها على أصحاب المركبات الذي أصبحوا مخيرين بين القبول بالأمر الواقع أو المغادرة إلى مكان آ خر. ومع حلول شهر رمضان من كل سنة يغرق سوق شارع التطوع في الفوضى أكثر ،عراك مستمر نفايات تغطي المكان، سب و كلام قبيح و استعراض مكشوف للقوة حتى يخيل للزائر أول مرة بأنه في ساحة معركة القاصر فيها خاسر لا محالة. و يرى البعض بأن هناك عوامل عديدة غيرت سلوك بعض تجار السوق و خاصة في شهر رمضان ،حيث تشتد المنافسة بينهم و تتراجع النوعية لديهم و تتحول الطرقات و الأرصفة إلى مكان مستباح لديهم يقيمون فيه محال تجارية جديدة لسد الطريق أمام المنافس و منع الزبائن من الوصول إليه. و قد نظم المشرفون على شؤون المدينة بعض الحملات المحتشمة للقضاء على الفوضى خلال السنوات الماضية و قابلها التجار الرسميون و الفوضويون باحتجاجات عنيفة حولت المكان إلى نار و دخان ينبعث من العجلات المطاطية المتواجدة بكثرة بسوق شارع التطوع الذي تحول مع مرور الزمن إلى كابوس مرعب للقالميين، الذي ذهب البعض منهم الحد المطالبة بإغلاقه لتطهر قلب المدينة من الفوضى و النفايات التي تحولت إلى ملاذ للكلاب و القطط و الفئران التي قيل بأن حجمها أصبح يقارب حجم القطط كما كشفت عنه إحدى الحملات السابقة التي أجبرت الجرذان العملاقة على الخروج من جحورها في انتظار حملات أخرى تنقذ القالميين من العنف و النفايات التي بلغت حدا لا يطاق.