عائلات تعيش على بقايا الأسواق الأسبوعية و أخرى تنقب عن البطاطا بالحقول الزراعية تعيش العديد من العائلات بولاية قالمة أزمة غذاء حقيقية فرضها الارتفاع الغير مسبوق لأسعار المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك و التي لم تعد في متناول الفقراء الذين عادوا من جديد الى المفارغ العمومية و بقايا الأسواق الأسبوعية للبحث عن الغذاء. و يعد السوق الشعبي بشارع التطوع وسط مدينة قالمة مصدر عيش العديد من العائلات الفقيرة التي تتوجه الى المكان كل مساء للبحث عن البطاطا و البصل و بعض الفواكه بين أكوام النفايات التي يلقي بها التجار على الرصيف في انتظار شحنها الى مركز الردم ، مواد غذائية أصابها التلف و لم تعد تصلح للبيع لكنها تحولت الى مصدر للعيش بالنسبة للفقراء الذين تفرقوا في كل الاتجاهات أملا في الحصول على الغذاء و خاصة بالأسواق الأسبوعية أين يتخلى التجار عن المواد الهالكة و بكميات معتبرة بعد عملية البيع و تحقيق الربح الوفير في تجارة لا خسارة فيها. و بعد إجراء المسح الشامل لبقايا الأسواق يخرج الرجال و الأطفال و حتى النساء الى الحقول الزراعية المجاورة للمدن و القرى للتنقيب عن حبات البطاطا التي يتركها المزارعون تحت التراب بعد عملية الجني و يستعمل المنقبون الفؤوس و القضبان المعنية الحادة لإخراج حبات البطاطا من تحت التراب و وضعها في أكياس بلاستيكية و العودة الى منازلهم محملين بكميات تكفي لتأمين الغذاء لعدة أيام . و يعتبر محيط السقي الشهير المكان المفضل للباحثين عن بقايا المنتجات الزراعية التي يتركها المزارعون العاملون بالمحيط المعروف بالإنتاج المكثف للبطاطا و البصل و القرنون و الطماطم و الفاصولياء التي فاقت أسعارها قدرات العائلات الفقيرة التي أجبرتها أزمة الغذاء الناتجة عن المضاربة و الجشع على العودة الى مواقع النفايات و حقول البطاطا للحصول على الغذاء و هي الظاهرة التي اختفت منذ سنوات طويلة لكنها عادت بقوة هذه الأيام تحت تأثير حمى الأسعار التي طالت أغلب المنتجات الزراعية بولاية قالمة التي تملك إمكانات كبيرة تسمح لها بتوفير الغذاء لسكانها و سكان الولايات المجاورة لكنها تحولت الى قطب زراعي تسوده المضاربة و يقصده السماسرة و المضاربون من كل مكان للسيطرة على المنتجات الإستراتيجية و تخزينها و التحكم في أسعارها و تاركين مئات العائلات الفقيرة تبحث عن الغذاء وسط الحقول و بين أكوام النفايات. فريد.غ