أزمة حادة في الماء الشروب منذ حلول رمضان بشطايبي يشتكي سكان بلدية شطايبي الواقعة إلى أقصى الغرب من ولاية عنابة منذ حلول شهر رمضان المعظم من أزمة كبيرة في عملية التزود بالماء الشروب، و ذلك بسبب التذبذب الكبير المسجل في عملية توزيع المياه، و الذي يعود بالدرجة الأولى إلى الأعطاب و الإنكسارات التي مست الشبكة الرئيسية إنطلاقا من سد قرباز بولاية سكيكدة، خاصة في شطرها الممتد من منطقة بومعيزة إلى بلدية برحال، حيث تم تجريب الشبكة الجديدة مطلع الأسبوع الجاري، لكن هذه التجارب كشفت عن عيوب تقنية بحدوث انكسارات و تسربات، رغم أن الشبكة لم تدخل بعد مرحلة الخدمة، مما تسبب في أزمة عطش حادة بشطايبي. لأن حنفيات البيوت تبقى جافة، و القلة القليلة من العائلات التي تقطن في مركز البلدية تصلها مياه غير صالحة للشرب، كون لونها بني، نتيجة إختلاطها بالأتربة و الأوحال، على مستوى البرك التي تتجمع فيها المياه الراكدة عند كل نقطة تعرف حدوث إنكسار في القناة الرئيسية. و بحسب ما أكده العديد من السكان في إتصال مع " النصر " أمس فإن معاناتهم مع الماء الشروب بلغت ذروتها بعد عجز مصالح البلدية عن توفير الكمية المطلوبة لتلبية حاجيات المواطنين، لأن الطلب على هذه المادة الحيوية تزايد و بلغ ذروته منذ حلول شهر الصيام، لكن الأزمة تشعبت و أخذت بعدا مغايرا إثر تعرض شاحنتين تابعتين للبلدية لأعطاب ميكانيكية، الأمر الذي أجبر الجهة المعنية على تعليق عملية تزويد السكان بالصهاريج إلى إشعار آخر، و أبقى مياه المنابع الطبيعية الملاذ الوحيد الذي يلجأ إليه جميع السكان للتزود بالماء الشروب، كما أكد السكان بأن عشرات العائلات المقيمة في الأحياء المجاورة لميناء شطايبي تصلها من حين لآخر مياه سد قرباز، لكن المياه تكون محملة بالأتربة، مما يضعها خارج دائرة الإستغلال، موضحين بأنهم كانوا قد طرحوا الإشكال على مسؤولي البلدية، إلا أن الحل مرهون بترميم الشبكة التي عرفت وقوع إنكسارات على مستوى شطر قديم منها. و إعترف نائب رئيس المجلس الشعبي ببلدية شطايبي عزيز عوادي في إتصال مع " النصر " ببلوغ أزمة الماء الشروب أعلى مستوياتها بهذه المنطقة منذ بداية شهر رمضان المعظم، سيما بعد تعطل شاحنتي البلدية، و هي الأعطاب التي تزامنت مع موجة حر قياسية يتزايد فيها الطلب على هذه المادة الحيوية، الأمر الذي زاد من معاناة السكان، مشيرا في سياق متصل إلى أن هذه الأزمة تعود إلى سنوات سابقة، لأن الإنكسارات سببها على حد قوله إهتراء شبكة الربط على مستوى قناة جلب المياه من بلدية التريعات، رغم أن ولاية عنابة كانت قد سجلت مشروعا يقضي بتجديد شامل و كلي لشبكة التزود بالماء الشروب على مستوى منطقة شطايبي مركز، و هي الشبكة التي تبقى خارج نطاق الخدمة، لأن أزمة مياه الشرب بشطايبي لم تجد طريقها إلى الحل بصفة نهائية، على إعتبار أن مشروع تجديد شبكة الربط إنطلاقا من محطة الضخ بمنطقة العزلة، وصولا إلى محطة الضخ المتواجدة بمنطقة البهلول إنتهت أشغال إنجازه منتصف شهر جويلية الحالي، بعد تأخر كبير سجلته شركة الأشغال الكبرى للري، كون المدة المحددة لإستيلام المشروع قدرت بتسعة أشهر، لكن التجارب التي قامت بها الجهات المعنية في مناسبتين في نهاية الأسبوع الفارط كشفت حسبه عن عيوب تقنية في الشطر الثاني من الشبكة، سواء الممتد من بومعيزة إلى برحال، أو الجزء الرابط بين برحال و التريعات ، مما يستوجب برمجة مشروع آخر لتجديد الشبكة على مستوى هذا المحور من أجل التخلص نهائيا من مشكل التزود بالماء الشروب إنطلاقا من سد قرباز بولاية سكيكدة.و حسب ذات المتحدث فإن مصالح البلدية من المنتظر أن تستأنف عملية تزويد القرى و التجمعات السكنية الكبرى بالصهاريج بداية من هذا الثلاثاء، بعد دخولها في سباق مع الزمن لإصلاح العطب الميكانيكي المسجل على مستوى إحدى الشاحنات، قبل أن يخلص إلى القول بأن سكان شطايبي يعلقون آمالا عريضة على مشروع إنجاز سد بإقليم البلدية ، و هو المشروع الذي يبقى ملفه مطروحا على طاولة الوكالة الوطنية للسدود، بعد إعداد الدراسة التقنية للمشروع و معاينة مكان الإنجاز، و آخر المعلومات تفيد بأن سد شطايبي سيدرج ضمن العمليات المسجلة لإنجاز خلال الخماسي القادم، لتبقى معاناة سكان المنطقة متواصلة إلى إشعار آخر، و سيناريو جفاف الحنفيات يتكرر مع حلول فصل الصيف من كل سنة.