حنفيات سكان التريعات جافة منذ نحو شهرين أعرب سكان بلدية التريعات الواقعة على مسافة 55 كيلومتر إلى الغرب من عاصمة ولاية عناية عن تذمرهم الكبير من الظروف التي يعيشون فيها، و أكدوا في هذا الصدد في مراسلة رسمية توجهوا بها إلى السلطات المحلية بالولاية أن المنطقة التي يقطنونها لم تنل حصتها الكافية من المشاريع التنموية، الأمر الذي أبقاها بطابع فلاحي خالص، و الفقر، و البطالة و الخوف من إنتشار الأمراض يبقى الثالوث الذي يطبع يوميات سكان هذه البلدية. و أشار السكان في ذات المراسلة إلى أن نداءات الإستغاثة التي طالما وجهوها إلى السلطات للمطالبة بتوفير أدنى شروط الحياة الكريمة لم تلق إستجابة من أية جهة، مما يبقي المعاناة متواصلة إلى إشعار آخر ، على إعتبار أن الحرمان المتعدد الجوانب يبقى مفروضا على منطقة تقطنها نحو 10 آلاف نسمة، رغم المساعي الحثيثة التي يقوم بها أعضاء المجلس البلدي لنفض الغبار عن هذه البلدية التي عانت الكثير خلال سنوات الإرهاب، مما جعل لائحة المطالب تتسع أكثر بعد عودة أهالي المنطقة إلى البيوت التي كانوا قد هجروها مرغمين هروبا من الجماعات الإرهابية، بحكم أن خدمة الأرض و تربية المواشي تبقى النشاطات الأبرز لجل السكان، و البطالة مصير حتمي لجميع الشبان، رغم أن المعانة أخذت أبعادا أخرى، في ظل التأخر الكبير المسجل في تجسيد بعض المشاريع التنموية، لأن نقص الماء عن المنازل يعد الهاجس الحقيقي المتربص بسكان البلدية على مدار أيام السنة، و الأزمة تبلغ ذروتها في فصل الصيف و الحر، لتبقى الآبار و الوديان المنتشرة عبر إقليم البلدية الملاذ الوحيد بالنسبة لهم ، حيث يصطفون أحيانا في طوابير طويلة للحصول على ما أمكن من مياه تكون في الغالب غير مراقبة من طرف المصالح المختصة، و هذا كله بسبب التذبذب الكبير الذي تعرفه عملية توزيع الماء الشروب، لأن الإنقطاعات تصل في بعض الأحيان إلى شهرين متتاليين، و ذلك بسبب الإنكسارات التي تحصل على مستوى القناة الرئيسية التي تزود السكان، الأمر الذي يجبر مصالح البلدية على الإستعانة بالشاحنات لضمان أدنى المتطلبات لأكبر عدد ممكن من المواطنين، خاصة و أن حنفيات المنازل تبقى جافة لفترة طويلة لا تقل عن الأسبوعين في غالبية الأحيان. بالموازاة مع ذلك أكد أحد أعضاء المجلس البلدي أن المعاناة مع الماء الشروب سببها إهتراء القناة، و أشغال الترميم التي تسجل من حين لآخر لم تكن كافية للقضاء نهائيا على معاناة سكان المنطقة، و أن الحل يكمن في تجديد كلي و شامل للقناة، ليضيف بأن الطابع الريفي للبلدية إنعكس بصورة مباشرة على مسيرتها التنموية، على إعتبار أن ضعف الميزانية حال دون برمجة العديد من المشاريع، مادام السكان ما فتئوا يطالبون بتهيئة المحيط.