مصاعد متوقفة منذ سنوات و أخرى تحولت إلى ملكية خاصة تعرف مصاعد المستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، أعطاب متكررة خلفت استياء كبيرا بين مرضى يضطرون يوميا لاستعمال السلالم للوصول إلى طوابق مرتفعة، في وقت لا تزال أخرى متوقفة تماما عن العمل بعدما كانت مخصصة لأفراد الطاقم الطبي، الذين جعل بعضهم ركوب المصاعد حكرا عليهم. و وقفنا في زيارة للبناية التي تقع بها مصلحتا الأمراض الصدرية و أمراض القلب، على مصعد فقط يعمل من بين ثلاثة، و هو ما خلف ضغطا كبيرا عليه و اضطر المرضى لتقاسمه مع الطاقم الطبي، في وضع غير مريح جعل البعض يفضل استعمال الدرج رغم أنهم مصابون بأمراض صدرية تجعلهم غير قادرين على تحمل الصعود إلى غاية الطابق الثالث أو الرابع، في وقت أكد بعض الزوار أن أغلب المرضى لا يحظون باستعمال المصعد إذا لم يكونوا على الأسرة المتحركة، و تحدثت مصادر مطلعة عن استغلال غير عادل لوسيلة التنقل هذه باحتكار المفاتيح فتحها و غلقها وقت ما يشاؤون، دون أدنى مراعاة لصحة الماكثين في المستشفى. و قد أكد لنا ممرضون وجدناهم بصدد استعمال المصعد لنقل بعض التجهيزات، أن المصاعد المخصصة لهم متوقفة منذ نحو 10 سنوات، كما أن الصالحة منها تتعطل كل يومين تقريبا و لا يتم إصلاحها إلا بعد فترة طويلة، من قبل مؤسسة مختصة يقولون أنها لا تلتزم دائما بالمجيء، و هو ما وضعهم في حرج كبير لدى تحويل المرضى خاصة الراقدين على الأسرة المتحركة، بحيث يضطرون في كثير من الأحيان لنقلهم على الدرج بالاستعانة بالمواطنين، خصوصا أيام العطل التي يقل فيها عدد الموظفين، في حين أبدى بعض المرضى استياء شديدا من هذا الوضع و تساءلوا عن سبب عدم التفكير في سلامتهم و تركهم يعانون بهذه الطريقة في مصلحة يجب أن لا تستعمل فيها سوى المصاعد بالنظر إلى طبيعة مرضهم و وقوع المصالح التي يعالجون فيها في طوابق مرتفعة. و اللافت أن معاناة المرضى في المستشفى الجامعي الذي يستقبل الوافدين من 17 ولاية مجاورة، لا تقتصر على توقف المصعد الهوائي فقط، بحيث لاحظنا أن إجراء المعاينات الخارجية الخاصة بالمصابين بالكسور، يتم في بناية ذات طابق يضطر المرضى للصعود إليها بصعوبة عن طريق سلالم طويلة، و قد عبر مصابون بالكسور وجدناهم داخل المصلحة، عن تذمرهم الشديد من اختيار مكان كهذا لا يحتوي على أي مصعد، لإخضاعهم فيه لفحوصات هم مضطرون لإجرائها مرة كل أسبوعين على الأقل، و ذلك أمام نقص الكراسي المتحركة التي تستعمل في نقل ذوي الإصابات الخطيرة، و اضطرار الأهالي لنقل مرضاهم في كراسي خشبية تهدد بسقوطهم في أية لحظة. مسؤول الاتصال بالمستشفى الجامعي تحدث من جهته عن حمولة زائدة داخل المصاعد، تتسبب في تعطلها في كل مرة باعتبار أن هذه الوسيلة لا تحتمل عادة أكثر من 8 ركاب، لكنه حمولتها تفوق أحيانا 20 شخصا، ليضيف أن الشركة الوطنية للمصاعد المشرفة على إصلاحها تذكر في كل مرة بأن تجاوز الوزن المسموح ب 50 كيلوغراما في 5 استعمالات متتالية كاف لتعطل المصعد، مرجعا ذلك إلى عدم تفهم الزوار الذين يركبونه عنوة و بأعداد كبيرة على حد تعبيره.