البطاطا بسعر 70 دينارا والعنب ب 220 لازال سكان مدينة بئر العاتر يتجرعون مرارة ارتفاع أسعار الخضر والفواكه التي تأبى أن تنزل من برجها العاجي ، ففي الوقت الذي كانوا ينتظرون فيه أن تتراجع الأسعار حتى تصبح في متناول الطبقة الفقيرة التي تدفع دائما ثمن جشع التجار فوجئوا بارتفاع الأسعار ولاسيما سعر البطاطا التي وصل سعرها في أسواق المدينة هذه الأيام إلى 70 دينارا بعد أن عرفت أسعارها تدنيا أين كانت تباع بسعر 40 دينارا قبل حلول شهر رمضان ، ويبدو أن الطلب الكبير عليها أغرى التجار بزيادة سعرها غير مبالين بالظروف الاجتماعية الصعبة للمواطنين ، أما بقية الخضر الأخرى كالطماطم والسلطة والجزر فهي لم تنزل تحت سعر 100 دينار ، وبخصوص الفواكه المنتجة وطنيا والتي عرفت حضورا قويا كالعنب والبطيخ الأحمر والإيجاص فأغلب المواطنين يكتفون بالنظر إليها فقط نظرا لأسعرها الملتهبة ، فهي الأخرى لم ينزل سعرها عن 200 دينار جزائري ، ومن حسن طالعهم أنهم وجدوا ضالتهم في التين الشوكي " الهندي " الذي ازدهرت تجارته وأصبح يزين مائدة الصائمين من العائلات الفقيرة ، ويرى المتابعون للغلاء الفاحش الذي تشهده المدينة أن سببه افتقار المدينة لسوق للخضر والفواكه على غرار بقية المدن وهو ما يسمح بتكسير الأسعار ، فضلا على أن تجارة الجملة للخضر والفواكه يحتكرها 3 أو 4 تجار فقط ، يحددون الأسعار التي تحلو لهم وتدر عليهم الأرباح الطائلة ولكن على حساب جيوب المواطنين ولذلك لا عجب إذا شن هؤلاء في مرات عديدة حربا شعواء على الباعة المتجولين الذين يبيعون مختلف الخضر والفواكه بأسعار معقولة جدا مقارنة بأسعار المحلات التجارية ومنعوهم من دخول المدينة بحجج واهية ، ويبقى الأمل معلقا على الإسراع في إنجاز أسواق للخضر بأحياء المدينة لوضع حد للغلاء الذي تجاوز كل الحدود وفي غفلة من الجهات المعنية التي عجزت عن محاربة هذه الظاهرة التي يدفع ثمنها دائما المواطن الغلبان.