معايدات و بطاقة تهاني بصور البقلاوة تودع الشربة و البوراك سنة بعد سنة يفقد العيد عاداته الإجتماعية الجميلة التي تصنع فرحته و أجوائه البهيجة خاصة تبادل الزيارات بين الأهل و الأقارب التي تبدأ مباشرة بعد صلاة العيد، حيث حل محل هذه التقاليد الحميدة التي يستشعر بها الناس عادة طعم الإحتفال بالعيد من خلال صلة الرحم، رسائل و صور الفايسبوك التي تعتبر شكل المعايدة الجديد الذي عوض إلى حد كبير بطريقته الإفتراضية، الزيارات الحية و حتى المكالمات الهاتفية بين أفراد الأسرة و الأهل الذين يصعب التنقل إليهم بسبب بعد المسافة أو الحر الشديد، و كذلك الرسائل القصيرة التي مازالت كحلويات العيد من أهم طرق التواصل في المناسبات حيث تضفي جوا لطيفا في أيام العيد خاصة بمحتوياتها الفكاهية و دعواتها. صور الفايسبوك و بطاقات المعايدة التي تنتشر في مختلف صفحاته هي التي كانت حبل التواصل الذي قرب بين الأقارب و الأصدقاء و إختصر المسافة بينهم يوم العيد، الذي فضل الكثير فيه البقاء في البيت أمام شاشة الكمبيوتر تجنبا لأشعة الشمس الحارقة، مكتفين بإرسال عبارات التعايد عن طريق الفايسبوك في شكل بطاقات معايدة إفتراضية بمختلف الأشكال و الألوان، تعتبر هي الأنسب و الأسرع لهواة العالم الإفتراضي، خاصة أن خطوط الهاتف كانت صعبة جدا و إشتكى منها الجميع في اليوم الأول من العيد بسبب إكتظاظ الطلب. و المميز في هذه الرسائل الخاصة بعيد الفطر هو تعلقها بخصوصيات شهر رمضان و العيد في نفس الوقت بشكل طريف يمزجون فيها بين الأدعية الحقيقية و الدعابة مثلا " وداعا الشربة و البوراك و مرحبا بالمقروض و الشاراك، صح عيدكم"، و بما أن عيد الفطر هو عيد الحلويات فغالبا ما تصاحب عبارات التهنئة صور الحلويات الجزائرية الشهية، مما جعل هذه الأخيرة تنافس بشدة موضة " الأس أم أس " التي عرفتها الأعياد في السنوات القليلة الماضية . صفحات الفايسبوك التي أعادت إلى الاذهان بطاقات المعايدة الجميلة التي كانت في السابق ترسل عن طريق البريد و تستغرق وقتا طويلا للوصول، حيث إختصرت هذه الشبكة الإجتماعية الكثير من الوقت و المسافات، و لكنها في نفس الوقت قضت بالنسبة لهواة هذا الفضاء على أحد أهم مظاهر العيد و هي تبادل الزيارة و التنقل من بيت لآخر للتغافر و التسامح، كما جرت العادة من قبل و كما يفضل كبار السن الذين لا يتقنون التحكم في وسائل التكنولوجية الجديدة و لا يستغنون عن جمعة العائلة.