لا نجومية ما دام خالد و مامي استطاع الشاب حسان منذ شريطه الأول أن يعكس تميزا كبيرا من خلال صوته و أدائه للأغنية الرايوية بصوته القوي الذي يشبه صوت خالد ، مما جعل نجاحه مرتبطا بوجود هذه الخصوصية التي مكنته في مدة قصيرة من اكتساح الساحة الفنية بأغاني شبابية ناجحة و هو ما أكده خلال مشاركته في الطبعة السادسة من مهرجان جميلة العربي الذي كان هذه السنة أحد فرسانه وهو يفتح قلبه لقراء النصر في هذا الحوار * ماذا تعني بالنسبة لك المشاركة في الفعاليات الفنية و مهرجان جميلة بالذات ؟ - هذه المواعيد الفنية الكبيرة مثل مهرجان جميلة أو تيمقاد تسمح للفنان بالتواجد ضمن أهم قائمة اسمية فنية للمطربين حتى لا أكمل و أقول الناجحين أو المطلوبين من الجمهور و هي أيضا فرصة للالتقاء بأكبر عدد ممكن من المعجبين لأن الأمكنة الأخرى مثل القاعات لا تسمح بمثل هذا الحضور الكبير . و هي أيضا مقياس حقيقي للفنان عن مدى تجاوب الجمهور معه. و عالميا تعتبر هذه الفضاءات الفنية الكبيرة تحقيق لفرح جماعي بطرب نوعي أو فنانين قادرين على صناعة الفرجة لكل الذين يأتون للسهر . و من جهتي اعتبر هذه المشاركة فرصة كبيرة للوقوف على مدى نجاح ألبومي الأخير ولتحديد أيضا بعض الأمور الفنية والمواضيع المتعلقة بالشريط القادم الذي سيأخذ بعين الاعتبار تجاوب الجمهور معي في كويكول.* بعض المؤدين للأغنية الراوية الذين التقينا بهم في هذه المناسبة أكدوا لنا أنها توقفت عن الإبداع ولم تعد قادرة على مسايرة الموسيقى العالمية و تحقيق المزيد من النجاح فما رأيك في هذا الطرح ؟ - العملية الإبداعية سواء في الموسيقى أو غيرها من المجالات الأخرى لا تتوقف عند فلان أو في الأغنية الرايوية أو غيرها ،لأن ترقية أي عمل فني للمستوى العالمي يتطلب حسب رأيي ميكانيزمات خاصة منها ما يتعلق بالفنان و قدراته على صناعة أو إبداع شيء كبير ، و منها ما هو خاص بالمؤسسات المعنية بالترقية في شتى المجلات . فالدول التي حققت تطورا كبيرا و في شتى المجلات تعمل بهذا النمط الاستراتيجي و التخطيطي لكل الأمور و حتى الأغنية . وأسأل هنا كم من فنان في الجزائر يعيش من الفن أظن أنهم يحسبون على رؤوس الأصابع و حتى هؤلاء لا يستغلون النعمة و الرخاء للبحث و التعمق فيما يقدمونه بقدر ما يسقطون في لعبة النجومية التي سرعان ما يفقدونها و لا يستطعون العودة لمستواها . و هذه حقيقة يجب أن نعترف بها من أجل تصحيح الخلل. و الأغنية الرايوية مثلها مثل باقي الفنون تعاني من ركود فظيع لعدة أسباب و أتكلم عن الجزائر و ليس خارج هذا الإطار الجغرافي والكل من مطربين و ملحنين و كتاب يريدون نجاح الأغنية لكنهم في حقيقة الأمر لا يعملون على توفير أسباب بقائها .* هل فكرتم في إعطائها دفعا جديدا؟ - أقول بصريح العبارة اليد الواحدة لايمكنها أن تصفق ، وحتى وإن كنت أملك الرغبة في التغيير لن أجد من يدعم هذا الاتجاه . فقد سعيت في كل شريط لي على تحقيق التغيير التدريجي ، و لهذا السبب لقيت أشرطتي الأخيرة إقبالا محتشما لأن الكثيرين لم يتقبلوا النمط الموسيقي الجديد الذي اعتمدناه لترقية أغنية الراي مع مجموعة كبيرة من المهتمين الذين أعمل بنصائحهم .وأنا الآن لا أطلب مكانة فنية أكبر من التي أنا عليها اليوم ، و أحمد الله لأن لدي معجبين في كل ربوع هذا الوطن و بأعداد كبيرة ، لأن الشاب حسان لديه طابعه الخاص الذي يحبه الجمهور ،و تجاوبه اليوم مع كل الأغاني التي أديتها خير دليل على صنع اسم لي و لا أقول كبيرا ما دام خالد و مامي و غيرهما كثيرون على قيد الحياة . ورغبتي كبيرة في أن ارتقي بلوني لمستوى أفضل خاصة على المستوى الموسيقي. * ما رأيك في من يشاركون في مثل هذه المهرجانات و لا يؤدون إلا أغنية لهم و يستغلون فقرتهم لأداء أغاني ناجحة لفنانين آخرين ؟ فعلا لاحظت تنامي هذه الظاهرة و ما يهم أصحابها هو نجاح الفقرة الخاصة بهم و لا يهم الوسيلة المستعملة في ذلك. و الأمر حسب اعتقادي أخلاقي بالدرجة الأولى و أنا لن اسمح لنفسي بالغناء في سهرة من هذا النوع و الحجم و أغني أغاني ناجحة لغيري، فهذا عمل لا يليق بسمعة أي فنان. * منذ مدة لم نعد نسمع بصوت جديد مثلما كان في السابق بمعنى أن لكل فترة أو جيل فنانها فما سبب المشكلة في رأيك ؟ * الأسباب كلها حسب اعتقادي مترابطة و تكاد تكون نفسها في كل المجالات. و الأمر و كما سبق و أن قلت يتعلق بالدرجة الأولى بالحركية الفنية سواء في الجزائر أو غيرها ، مادام اليوم كل من هب ودب يستطيع دخول الاستيديو و تسجيل صوته الذي يتم تعديله آليا ، و أتحدي الكثير من هذه الأصوات التي أسميها آلية أو اليكترونية الغناء على المباشر دون البلاي باك ، لأنه سيسقط في أول مقطع .و المؤسف أن المنتجين الحاليين يقومون بتشجيع هؤلاء الطفيليين على الفن ، و هو ما شجعهم على الاستمرار و البقاء مدة أطول في الساحة الفنية. * و ماذا عن مشاركتك في مهرجان جميلة ؟ - حسابيا هذه المشاركة الرابعة على التوالي في هذا المهرجان و التي أعتز و أفتخر بها بالنظر للمكانة التي يحتلها اليوم على الساحة الفنية سواء على المستوى الوطني أو العربي، و العديد من الفنانين أصبحوا اليوم يتمنون المشاركة فيه و القدوم إلى هذه المدينة الساحرة . و مشاركتي فيه تؤكد أنني في الطريق السليم وأن لي جمهوري من المعجبين الذين يرغبون في الاستماع إلي وفي حضوري في مثل هذه التظاهرات ، و هي غاية لا يدركها الجميع .و هي أيضا المشاركة التي أسعدتني كثيرا لأنني التقيت خلالها بالكثير من الشباب السطايفي و غيره من مختلف ربوع الوطن الذين حضروا هذه السهرة و قدموا خصيصا من أجلي . *ماهو جديدك ؟ - حاليا أنا مشغول بالمشاركة في العديد من التظاهرات الفنية ، لكن هذا لا يمنعني من التحضير لأعمال جديدة ، فمنذ شهرين دخلت الاستديو لتسجيل شريط جديد من ثمانية أغاني غير أني لا أريد التسرع في صدوره لان الوقت لا يسمح بذلك ، و قبل أن اقتنع بتحقيقه لكافة شروط النجاح في انتظار جديد غيري من الفنانين خاصة في فصل الخريف المعروف بصدور و ظهور الكثير من الأغاني . * كلمة للقراء -أشكركم على هذا الاهتمام و أتمنى أن أكون بين جمهوري من الشرق في كل مناسبة، لأنني معجب كثيرا بطريقتهم في التعامل مع الفنانين وتشجيعهم ، و هو ما أضفى على مهرجان جميلة سمعة طيبة من كل الذين شاركوا في مختلف الطبعات .