أزمة ماء في برحال بسبب عيوب تقنية في شبكة الربط من سد قرباز قام المئات من سكان بلدية برحال الواقعة على مسافة 32 كيلومتر إلى الغرب من ولاية عنابة أمس بحركة إحتجاجية تجمعوا من خلالها أمام فرع مؤسسة " سياتا " لتظهير و توزيع المياه تعبيرا منهم عن تذمرهم الكبير من الأزمة الحادة في التزود بالماء الشروب، و التي يعيشون على وقعها منذ ثلاثة أسابيع، الأمر الذي جعلهم يناشدون السلطات المحلية بضرورة التدخل الفوري و العاجل، و إتخاذ الإجراءات الميدانية الكفيلة بوضع حد لهذه المعاناة، مادامت رحلة البحث عن مياه الشرب تزيد من المعاناة اليومية للسكان، كون الوضعية الإجتماعية لجل العائلات المقيمة بهذه المنطقة لا تسمح بشراء قارورات المياه المعدنية يوميا. و أكد السكان بأنهم كانوا قد وجهوا مراسلات رسمية إلى والي الولاية كشفوا فيها بأن معاناتهم مع الماء الشروب إنطلقت قبل حلول شهر رمضان المعظم، حيث أصبح يسجل تذبذب كبير في عملية التوزيع، جراء الإنكسارات المتكررة للقناة الرئيسية التي تربط البلدية بمحطة الضخ المتواجدة بوادي العنب، لكن تدخل وحدات مؤسسة " سياتا " لتوزيع و تطهير المياه لم يكن كافيا لإنهاء هذه الأزمة، لأن التذبذب تواصل، قبل أن تبلغ المعاناة ذروتها منذ منتصف شهر رمضان، كون حنفيات البيوت تبقى جافة، الأمر الذي دفعهم إلى توجيه العديد من النداءات إلى المؤسسة المعنية، على إعتبار أن السكان إستغربوا للجفاف الذي أصاب حنفيات منازلهم، في الوقت الذي ظلت فيه عملية التوزيع على مستوى البلديات المجاورة متواصلة و بصفة دورية، مما جعلهم يرجحون فرضية وجود إنكسارات جديدة على مستوى شبكة الربط إنطلاقا من سد قرباز بإقليم ولاية سكيكدة. و أوضح المحتجون بأن أزمة الماء الشروب تبقى تصنع معاناتهم اليومية، لأن جفاف حنفيات البيوت للأسبوع الثالث على التوالي أثقل كاهل أرباب العائلات، و الذين أصبحوا مجبرين على تأجير صهاريج كبيرة يتقاسمونها يوميا لتلبية حاجياتهم من الماء الشروب، بتكلفة 400 دج، في الوقت الذي طالب فيه السكان بضرورة تحرك وحدات " سياتا " لإتخاذ إجراءات ميدانية كفيلة بالحسم في مشكل قوة الضخ إنطلاقا من خزان التوزيع، و بالتالي ضمان إيصال المياه إلى جميع سكان البلدية. بالموازاة مع ذلك فقد كشف مصدر من بلدية برحال للنصر بأن سبب أزمة توزيع الماء الشروب يعود بالدرجة الأولى إلى إهتراء قناة الربط بين بومعيزة و برحال، لأن التجارب التي قامت بها الجهات المعنية في مناسبتين في أواخر شهر جويلية المنصرم الفارط كشفت عن عيوب تقنية في شطر كبير من هذه الشبكة، سواء الممتد من بومعيزة إلى برحال، أو الجزء الرابط بين سد قرباز و بومعيزة ، مما يستوجب برمجة مشروع آخر لتجديد الشبكة على مستوى هذا المحور من أجل التخلص نهائيا من مشكل التزود بالماء الشروب إنطلاقا من سد قرباز بولاية سكيكدة، و عليه فإن الإشكال يبقى مطروحا على عاتق الشركة التي تكفلت بأشغال تجديد هذه الشبكة، بصرف النظر عن وضعية الشبكة الداخلية ببرحال، و التي تمت تهيئة جزء معتبر منها.