مسرح وُلد من عدم ونافس أعرق المسارح الوطنية المحترفة لطفي بن سبع للنصر «هدفنا زرع وسائل علمية أكاديمية في شباب موهوب من خلال التربصات» لم تكن تدري إدارة المسرح الجهوي بأم البواقي ولم يكن يدري معها مدير المسرح نفسه الممثل والفنان لطفي بن سبع أن المشاكل والصعوبات التي يعانون منها ويتخبطون فيها في ظل منحهم مقرا مرمّم على أنقاض قاعة سينما سابقة بمدينة عين البيضاء وأن الفترة الوجيزة التي تأسس فيها هذا المسرح ستولد همة وحيوية وسط جيل شاب من شباب الولاية الرابعة، ولم يكن الجميع يدري حينها بأن الأمر سيترجم بعدها إلى حصد للجوائز وتقلد للرتب وكسب للألقاب في مدة قصيرة قيل عنها بأن «مسرح أم البواقي خُلق من عدم». مدير المسرح الجهوي الممثل لطفي بن سبع وفي حديثه للنصر كشف بأن الفترة التي تقلد فيها تسيير المسرح منذ ثلاث سنوات وهي السنوات الثلاث التي تأسس فيها اصطدم بعائق هو الذي فرمل نشاطاتهم في البداية والمتمثل في غياب ركح للتمرّن فوقه وتقديم عروض مؤقتة على مستواه، وهي العروض التي تقدم اليوم في ركح يعاني هو الآخر من غياب دورات المياه. محدثنا بين بأنه وعند استلام الركح الجديد وفي انتظار استقدام الوسائل التقنية ستتطور الأوضاع وتتحسن نحو الأفضل. وعن بداية العمل داخل المسرح المؤسس حديثا عرّج على خريطة العمل التي وضعها رفقة الفريق العامل إلى جنبه وعلى حد تعبيره فالولاية لم تكن تعرف تقاليد مسرحية وجمعيات في هذا المجال غائبة وحركة الفنون الدرامية متوقفة، والبداية كانت بفتح باب التربصات أمام جميع شباب ولاية أم البواقي دونما استثناء ومعها إشراك الجمعيات الفاعلة في الميدان . و الجولات التي قام بها فريق العمل انطلقت سنة 2010 بإقامة تربص خاص بمنشطي الفنون الدرامية أين حرص مدير المسرح ومن معه على زرع الوسائل العلمية والأكاديمية لإنشاء فرق جديدة على مستوى دور الشباب والمراكز الثقافية، وبعد العام الأول جاء الدور على سنة 2011 التي تميزت بظهور فرق بسيطة أين تم خلال هذا العام تنظيم تربصين خاصين بفنون التمثيل، التربص الأول شمل التمثيل والإخراج والسينوغرافيا والكتابة المسرحية من خلال ورشات مفتوحة شارك فيها شباب الولاية. المدير بن سبع أشار بأن فترة السنتين كان المسرح الجهوي يقدم يد المساعدة لجمعيات محلية للإنتاج ومنها جمعية ثازيري بأم البواقي وكذا جمعية الستار بعين البيضاء، أما خلال السنة الحالية 2012 فأقام المسرح تربصا خاصا بفن العروسة، وذكر المتحدث إلينا بأنه ونظرا لكون المؤسسة ذات طابع اقتصادي وتجاري وهدفها إنتاج مسرح محترف. ففي هذا المجال أنتج المسرح الجهوي بأم البواقي 12 عملا مسرحيا، شارك عن طريقها في عديد المهرجانات بداية بمسرح الطفل بخنشلة والمهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي بباتنة والمهرجان الوطني للمسرح المحترف. و في سنة 2010 وفي خضم طبعة المسرح الأمازيغي نال المسرح الجهوي بأم البواقي جائزة أحسن سينوغرافيا التي أشرف عليها زعبوبي عبد الرحمان وكذا أحسن آداء رجالي للفنان زرارة كمال وأحسن موسيقى لعبد العظيم خمري. وفي سنة 2011 في طبعة المهرجان الأمازيغي كذلك نال المسرح جائزة أحسن ممثل واعد لهشام قرقاح وفي فعاليات المهرجان الوطني لمسرح الطفل بخنشلة تحصل ركح أم البواقي على جائزة أخرى لأحسن ممثل واعد لأسامة هادف، إضافة إلى الجائزة الأغلى لحد كتابة هاته الأسطر المتمثلة في جائزة أحسن عرض متكامل في الطبعة السابعة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف وإلى جانبها جائزة أحسن آداء رجالي للفنان الواعد هشام قرقاح وترشحت المسرحية لأحسن إخراج وأحسن موسيقى وأحسن ممثل واعد للفنان لمودع وليد وهي الجوائز التي حصدها مسرح أم البواقي في ظل دخول 17 عرض مسرحي للمنافسة مقدمة من طرف 12 مسرحا جهويا و5 تعاونيات مسرحية. أحمد ذيب