القبائل الرجال يعودون بالتأهل الغالي من القاهرة تأهل فريق شبيبة القبائل سهرة أمس إلى المربع الذهبي من منافسة رابطة أبطال إفريقيا بعد فرضه التعادل على فريق الأهلي المصري بهدف لهدف في مواجهة بطولية كرست مرة أخرى تفوق الكرة الجزائرية على نظيرتها المصرية، ونجح الفريق الجزائري في حصد النقطة العاشرة التي تؤهله إلى نصف النهائي رغم تحرش الحكم الزامبي كوما الذي أجبره على اللعب بعشرة لاعبين لأكثر من شوط ورغم ضغط الجماهير التي تجاوزعددها سبعين ألف.وما يزيد في قيمة هذا التأهل أنه الأول في المجموعتين وبدون خسارة من أشبال غيغر الذين قهروا فريقين مصريين في الأراضي المصرية وتمكنوا أمس من إسكات ملعب القاهرة في حادث نادر في هذا الملعب الرهيب. وبهذا الفوز ارتفع رصيد الشبيبة إلى النقطة العاشرة في حين حل الأهلي ثانيا بخمس نقاط متبوعا بهارتلند بأربع نقاط و الإسماعيلي بثلاث نقاط.تجدر الإشارة إلى أن المقابلة عرفت تعزيزات أمنية غير مسبوقة وشهدت احتكاكا بين اللاعبين لدى عودتهم من غرف تغيير الملابس، حسب الصور التي بثتها قناة الجزيرة الرياضية، كما وجد الصحافيون الجزائريون صعوبات في تغطية المقابلة لاقدام المنظمين على حرمانهم من كاميراتهم لأسباب غير معقولة. تأهل الشبيبة وتعقد وضعية الأهلي الذي يشكل نواة المنتخب المصري منح الجزائر، مرة أخرى، الأفضلية في الصراع الكروي بين البلدين الذي اخذ أبعادا رمزية في ظل محاولات التسييس التي عمد إليها المصريون وكانت آخرها عملية الشحن التي قام بها نجل الرئيس علاء مبارك، والتي أبطل مفعولها أسود جرجرة امس في موقعة سيحتاج المصريون إلى وقت طويل لنسيانها. الشوط الأول بدأ متكافئا خصوصا وأن الفريقين دخلا بحذر في المباراة، قبل أن تتهيأ ثلاث فرص للشبيبة لم يحسن تجار ويحيى الشريف ترجمتها إلى أهداف، الفريق المصري الذي استشعر الخطر قام بحملات هجومية تكسرت على دفاع الشبيبة الصلب كما تمكن الحارس عسلة من صد محاولة هدف من أبوتريكة، لكن خطأ فادحا من كوليبالي بسوء تمركزه مكن المهاجم ناجي جدو من استغلال كرة عرضية مسجلا أولى أهداف المباراة في الدقيقة الثانية والعشرين، غير أن فرحة المصريين بهدف السبق لم تدم سوى ثمانية دقائق، حيث نفذ تجار كرة ثابتة ارتدت من جدار الدفاع المصري ليعيدها تجار بصاروخية إلى شباك الحارس المصري هذه المرة مسجلا هدفا هو الأروع في المنافسة لحد الآن.الهدف أربك الفريق المصري وال72 ألف مشجع دخلوا ملعب القاهرة في أجواء حربية، غير أن الحكم الزامبي ويلينجتون كواما أراد تعويض الفريق المصري بطرد يحيى الشريف قبل نهاية الشوط الأول بعد احتكاك بمدافعين مصريين في منطقة العمليات، إذ لم يكتف بحرمان الشبيبة من ضربة جزاء بل أخرج البطاقة الثانية ليحيى الشريف بداعي محاولة مغالطته وكان قبل ذلك اخرج لنفس اللاعب بطاقة مجانية بعد احتجاجه على احتساب تماس للفريق الخصم رغم لمس اللاعب المصري للكرة. كرم الحكم مس اللاعب نايلي الذي أخرج كرة بطريقة سليمة في تصد دفاعي لأبوتريكة غير أن الحكم أخرج البطاقة الصفراء في محاولة لإخراج الجزائريين من المباراة على طريقة سيئ الذكر كوفي كوجيا.الشوط الثاني بدا بهجومات مصرية ودفاعات جزائرية بدون خطر واضح ومخافة ان يواصل الحكم كواما هداياه للمصريين عمد المدرب غيغر إلى إخراج نايلي والدفع بالعرفي الذي نجح في تحريك وسط الميدان ومكن فريقه من الاحتفاظ قليلا بالكرات والحد من الهيمنة المصرية ونفس الاوراق لعبها تقريبا حسام البدري الذي حاول إحكام السيطرة على الوسط وتمويل الهجوم بإدخال أسامة حسني وأحمد حسن الذي عوض أبوتريكة في ربع الساعة الأخير، ورغم الضغط الرهيب للمصريين المدفوعين بهتافات أكثر من سبعين ألف مناصر إلا أن الدفاع القبائلي نجح في الصمود لأطول فترة ممكنة، أي إلى غاية نهاية المباراة التي شهدت فرحة جزائرية عارمة وحزنا في مدرجات ملعب القاهرة الذي أسكته المتألق تجار.