منظمات إغاثة تحذر من كارثة إنسانية ستطال الطوارق في حال التدخل عسكريا أصدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، بيانا حذرت فيه الدول الإفريقية، من القيام بأي عمليات عسكرية في شمال مالي إذ من شأنها أن تسفر عن أوضاع إنسانية مأساوية هناك بسبب الوضع المثير للقلق المتفشي في تلك المنطقة. ووصفت اللجنة، الوضع في شمال مالي بأنه “مثير للقلق" وذلك بسبب انعدام الأمن ونقص البذور حيث يواجه المزارعون صعوبات في فلاحة أراضيهم. ونقل البيان عن رئيس البعثة الإقليمية للجنة الدولية التي تغطي كل من مالي والنيجر جان نيكولا مارتي قوله “أن سكان المنطقة يعانون أصلا من صعوبة في الحصول على الغذاء والخدمات الأساسية" مطالبا جميع الجهات التي قد تشارك في النزاع بأن تأخذ في الاعتبار الآثار الإنسانية لمثل هذه العملية. وأضاف البيان “أن السكان في شمال مالي لا يزالون يواجهون صعوبات في تأمين احتياجاتهم الغذائية الأساسية ما دعا اللجنة إلى توزيع المواد الغذائية على حوالي 400 ألف شخص على الرغم من أن هطول الأمطار بلغ مستويات كافية هذا الموسم". وأكد مارتي أن النزاع لم يسمح لغالبية العائلات الاستفادة من الموسم الزراعي هذا العام ولهذا يحتاج السكان إلى مساعدات غذائية عاجلة بانتظار تمكنهم من إيجاد سبل جديدة لكسب عيشهم. وتواصل اللجنة الدولية في الوقت ذاته تنفيذ برنامج واسع النطاق لتقديم المساعدات الغذائية في شمال مالي وتحديدا في دائرة (دونتزا) بمنطقة (موبتي) لضمان حصول السكان على مخزون من المواد الغذائية بانتظار موسم الحصاد القادم إلى جانب المواشي المخصصة للذبح. ورأى مارتي أن “هذا الوضع مقلق نظرا إلى حالة الاستضعاف التي يعاني منها هؤلاء السكان الذين أنهكتهم أصلا الأوضاع السائدة في المنطقة" محذرا من امتداد رقعة حرائق الأحراش إلى مناطق أخرى إذ لن يتمكن السكان من مواجهتها وستكون عواقبها وخيمة على الصعيد الإنساني. كذلك أشارت اللجنة إلى أن المياه تصبح شحيحة في شمال مالي في هذه الفترة من السنة ولا تسمح بتلبية الحاجات المنزلية وحاجات الماشية كما توشك مياه البرك القليلة المتبقية على النضوب رغم استئناف اللجنة الدولية أعمال إصلاح 12 بئرا في الدوائر الريفية الست من منطقة (تومبوكتو) بعد أن توقفت منذ مارس بسبب النزاع المسلح. في سياق منفصل، أعلنت نيجيريا أنها تتوقع نشر قوات أفريقية في شمال مالي خلال أسابيع لقتال المسلحين الذين يسيطرون على المنطقة. وصرح الأدميرال أولا إبراهيم قائد القوات المسلحة النيجيرية لبي بي سي إن بلاده سوف تشارك بأقل من ألف جندي من بين أكثر من ثلاثة آلاف جندي من دول غرب أفريقيا من المقرر أن تنشر في شمال مالي. ويتزامن هذا الإعلان، مع تواصل مساعي الوساطة لحل أزمة مالي سياسيا، حيث التقى رئيس بوركينا فاسو الوسيط في أزمة مالي، بليز كومباوري، الجمعة، للمرة الأولى وفدين معارضين لحكومة مالي المركزية. يمثلان جماعة أنصار الدين وحركة تحرير ازواد التي تمثل متمردي الطوارق. وتشكل هذه المحادثات الثلاثية تقدما في المفاوضات الهادفة إلى تسوية سياسية للازمة في الوقت الذي يجري فيه التحضير لتدخل عسكري إفريقي في مالي. وتتباحث بوركينا فاسو التي تقود وساطة المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا منذ أشهر مع المجموعتين كل على حدة وتسعى إلى لإقناعهما بالاتفاق على “أرضية مشتركة" لمطالبهما. وأعلنت الحركة الوطنية لتحرير ازواد الأربعاء من باريس بدء “مباحثات رسمية" مع أنصار الدين “في الأيام المقبلة". وكان حركة أنصار الدين من جهتها قد أزالت عقبة كبيرة تعترض تقاربها مع الحركة الوطنية لتحرير ازواد بإعلانها الأربعاء في واغادوغو تخليها عن فرض الشريعة الإسلامية في مالي باستثناء منطقة كيدال معقلها في شمال شرق مالي وبعرضها “تخليص" المنطقة من الإرهاب والحركات الأجنبية". أنيس نواري