إسرائيل تدمّر مقرات حكومة حماس و تستعد لغزو غزة شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية صباح أمس السبت، سلسلة غارات عنيفة جداً على كافة أرجاء قطاع غزة، كان أبرزها استهداف مقر حكومة حماس المقالة، في الوقت الذي وافق فيه مجلس الوزراء الإسرائيلي على استدعاء 75 ألف جندي احتياطي ممهدا الطريق أمام احتمال غزو غزة، فيما ارتفعت حصيلة الشهداء منذ الأربعاء الماضي إلى أكثر من أربعين شهيدا وقرابة 400 جريح. وأكد مصدر أمني في غزة، وفق ما نقلته العديد من وكالات الأنباء، أن الطائرات الإسرائيلية قصفت مبنى مجلس الوزراء بخمس غارات، ما أدّى إلى تدميره بالكامل، بعد أن أغارت بخمسة صواريخ على المقر الرئيسي للشرطة بقطاع غزة، المعروفة باسم مدينة عرفات للشرطة “الجوازات" غرب المدينة، حيث اندلع حريق كبير في المكان. كما جرى استهداف محيط موقع البحرية غرب دير البلح من الطائرات والزوارق الحربية. وأكدت حكومة حماس استهداف مقرها بأربعة صواريخ على الأقل، قائلة إنها تجدد “ثباتها على مواقفها واصطفافها إلى جانب شعبها". وفي ساعات الصباح، قصفت الطائرة الإسرائيلية منزل القيادي في حماس سليمان أبو صلاح في جباليا شمال قطاع غزة ما أدّى الى تدميره وإصابة 30 من سكانه حيث جرى انتشالهم من تحت الأنقاض، ولحق دمار كبير في المنطقة. واستشهد تسعة فلسطينيين على الأقل السبت مع تواصل الغارات الإسرائيلية المكثفة على أنحاء متفرقة في قطاع غزة لليوم الرابع من عملية (عامود السحاب) العسكرية . وقالت مصادر فلسطينية حسب ما ذكرته وكالة رويترز إن ثلاثة نشطاء من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس استشهدوا في غارة إسرائيلية استهدفتهم شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة. وأضافت المصادر أن خمسة أشخاص أحدهم ناشط في كتائب القسام استشهدوا في غارتين شنتهما الطائرات الإسرائيلية بشكل منفصل على مدينة رفح أقصى جنوب القطاع. كما أعلنت مصادر طبية عن استشهاد شخص تاسع متأثرا بجروحه في غارة إسرائيلية سابقة على مدينة غزة. وأصيب أكثر من 30 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال جراء استهداف الطائرات الإسرائيلية لمنزل سكني مأهول في مخيم جباليا شمال قطاع غزة. كما أصيب ثلاثة أشخاص بجروح حرجة جراء استهداف الطائرات الإسرائيلية دراجة نارية على أطراف مدينة خان يونس في جنوب القطاع. وقالت شركة الكهرباء في غزة إن القصف الإسرائيلي أدى إلى تدمير خمس محولات وبالتالي انقطع التيار الكهربائي عن حوالي 400 ألف شخص في جنوب قطاع غزة. ومن جانبه أعلن الناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي أن رئيس هيئة الأركان الجنرال بيني غانتس أوعز إلى قواته بمواصلة وتكثيف العمليات العسكرية في قطاع غزة. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن الناطق قوله، إن قوات الجيش أصابت منذ مساء الجمعة 200 هدف في القطاع ومنها 120 منصة تحت أرضية لإطلاق الصواريخ، و20 نفقا للتهريب. وأشارت الإذاعة، إلى أن الطيران الإسرائيلي شن منذ بداية العملية العسكرية في غزة حوالي 750 غارة. وفي المقابل أعلنت مصادر إسرائيلية سقوط 30 صاروخا صباح أمس السبت أطلقت من قطاع غزة على جنوب إسرائيل دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. و ذكر وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان أن إسرائيل لا ترغب في خوض حرب شاملة الا انها على استعداد لعملية برية في غزة. وكان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك قد اكد لنظيره الأمريكي ليون بانيتا في وقت سابق السبت على أن بلاده مصممة على تحقيق أهداف العملية. وتهدد إسرائيل بتوسيع نطاق هجماتها العسكرية على غزة لتشمل اجتياحا بريا. في الجانب المقابل، أكد مسؤول في الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في غزة أمس إنه لا يمكن الحديث عن تهدئة جديدة مع إسرائيل دون توفير ضمانات قوية وملزمة للدولة الإسرائيلية. وذكر يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس حكومة حماس في تصريح صحفي، أن العديد من الوساطات تتحرك بشكل مكثف منذ بدء التوتر في غزة لوضع حد للوضع الحاصل في القطاع. وأشار رزقة إلى أن مصر وجهات عربية إلى جانب مسؤولين في الأممالمتحدة تتدخل جديا لوضع حد للتصعيد العسكري الإسرائيلي الحاصل. غير أن رزقة قال أن الجانب الفلسطيني طلب ضمانات قوية عند الحديث عن أي تهدئة جديدة “فالوسطاء عليهم إنجاح عملية التهدئة بوقف العدوان ووقف الاغتيالات وإقناعنا بأن ما يجرى في غزة لن يتكرر مجددا". من جهة أخرى، و في تطور نوعي ولافت لجهاز الاستخبارات لسرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) ولأول مرة، وفي إطار الحرب النفسية التي تشنها السرايا ضد إسرائيل التي تواصل حربها ضد قطاع غزة، تمكنت من اختراق 5000 هاتف خلوي لضباط إسرائيليين، يشاركون في العدوان على قطاع غزة، وأرسل لهم رسائل تحذيرية باللغة العبرية. وتضمنت الملفات التي نشرها جهاز الاستخبارات لسرايا القدس عبر موقعه للإعلام الحربي الالكتروني معلومات هامة جداً من (بيانات شخصية، وأسماء، وتاريخ الميلاد، ومهمات، وعناوين، وأرقام هواتف العمل والخاصة، وإيمايلات، ومهن أساسية واحتياطية، ورتب، وأرقام بطاقات شخصية، وأعمار، وأماكن السكن، والشعبة والسرية والمجموعة والأرقام الشخصية)، والكثير من التفاصيل الخاصة بهم، وتضمنت هذه الملفات معلومات أخرى هامة تنشر لأول عن الضباط الإسرائيليين. الجامعة العربية تطالب بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى من جهتها، طالبت الجامعة العربية أمس بحماية دولية للشعب الفلسطينى محملة المجتمع الدولى المسئولية الكاملة فى الحفاظ على الامن والسلم في المنطقة. وأكدت الأمانه العامه للجامعة فى مذكرة ستقدمها الى مجلس وزراء الخارجية العرب الذى بدأ مساء نفس اليوم اجتماعا طارئا، أن تصعيد اسرائيل لحربها على قطاع غزة يأتى فى ظل استمرار صمت المجتمع الدولى على المارسات الاسرائيلية المتواصلة. وطالبت بملاحقة المسؤولين الاسرائيليين من سياسيين وعسكريين عن هذا العدوان قضائيا. وقالت انه لابد ان يخرج المجتمع الدولى عن صمته تجاه ما يجري من اعتداءات على الشعب الفلسطيني. أوباما و أردوغان يعتبران ما يحدث في غزة تهديدا لفرص السلام الدائم كما اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن اعمال العنف بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة “تهدد فرص السلام الدائم". واوضح البيت الابيض في بيان أن أوباما وأردوغان عبرا اثناء اتصال بينهما “عن قلقهما ازاء المخاطر التي تحدق بالمدنيين من الجانبين وعبرا عن الأمل في ان تنتهي اعمال العنف". واضاف المصدر ذاته ان “الرئيس ورئيس الوزراء متفقان على ان دوامة العنف تهدد فرص السلام الدائم في المنطقة" وأعرب أوباما “عن التزامه بالتقدم باتجاه تحقيق السلام في الشرق الاوسط". وكان اردوغان الذي تجمعه علاقة وثيقة باوباما وفترت علاقته باسرائيل منذ 2010، اتهم في وقت سابق الجمعة اسرائيل بأنها امرت بشن هجوم على الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بهدف انتخابي مع اقتراب الانتخابات التشريعية في جانفي 2013. ونقلت وكالة انباء الاناضول عن اردوغان قوله “هذه المرة ايضا انهم على عتبة الانتخابات" مذكرا بعملية “الرصاص المصبوب" التي شنها الجيش الاسرائيلي على القطاع بين ديسمبر 2008 و جانفي 2009 قبيل استحقاق انتخابي. وكانت إسرائيل قد اجتاحت غزة في نهاية عام 2008 وبداية عام 2009 عندما شنت عملية (الرصاص المصبوب) التي أسفرت عن استشهاد 1400 فلسطيني وعشرة إسرائيليين.