تشكيل فرقة «طيور دجلة» من سيدات ماكثات بالبيت مجازفة كبرى قال المايسترو العراقي علاء مجيد بأن تأطيره و تدريبه لفرقة «طيور دجلة» المتكونة من سيدات عراقيات ماكثات بالبيت و حرفيات و إطارات بمختلف القطاعات يقمن بالسويد لم تكن لهن أية علاقة بالموسيقى و الغناء، «مجازفة» باسمه و تاريخه الفني كموسيقار محترف قاد العديد من الفرق الموسيقية العراقية و العربية المعروفة و ملحن و أستاذ موسيقى و مساعد عميد معهد الدراسات الموسيقية العراقي، مما تطلب رفعه للكثير من التحديات و تحليه بالثقة بالنفس و العزيمة، لكي يقودهن بعيدا في سماء التميز و التألق و يشاركن في أكبر المهرجانات و التظاهرات الدولية و من أهم مشاريعه مع هذه الفرقة إحياء حفلات بالاشتراك مع الأوركسترا السمفونية السويدية قريبا و إدراج أغنية جزائرية في قائمة الأغاني التراثية العراقية التي يصدحن بها. المايسترو و عازف الناي البالغ من العمر 52 عاما والحاصل على عدة أوسمة و شهادات تقديرية دولية ، اشتهر بقيادة الفرقة القومية للفنون الشعبية العراقية و فرق كثيرة لمطربين عراقيين و عرب مثل لطفي بوشناق و علي الحجار و رجاء بلمليح،كما عمل في التليفزيون العراقي قبل أن يهاجر إلى دبي و يعمل هناك كرئيس للعديد من الفرق المشاركة في إحياء برامج تليفزيونية على غرار «الفن و أهله»و «نجم الخليج»و ليالي دبي»و مهرجانات عربية متنوعة. و أوضح للنصر خلال مشاركته رفقة «طيور دجلة»في إحياء سهرة من المهرجان الثقافي الدولي للمالوف الذي احتضنته قسنطينة من 20 إلى 25 أكتوبر الفارط ،بأن علاقته بالجزائر قديمة و طويلة إذ تربطه بالكثير من الفنانين الجزائريين علاقات صداقة متينة إلى جانب الزمالة فقد درس مع الفنانة و مديرة معهد الموسيقى بعنابة ريم حميدة و الموسيقار الراحل محمد بوليفة و اتفق مع المرحوم على أن يلتقيا أثناء فعاليات مهرجان المالوف لكن الموت كان بالمرصاد فخطفه بسرعة و أعرب عن تأثره برحيله المبكر. و شدد بأن العلاقة بين العراق و الجزائر وطنية و ثقافية و تراثية و من أهم مشاريعه اختيار أغنية جزائرية لضمها لرصيده الكبير من الأغاني و الألحان العراقية التراثية التي تحمل بصمته و تؤديها فرقة «طيور دجلة». و يرى بأن ما يسمى بالثورات العربية مهازل و أكاذيب يروجها حسبه الإعلام لخداع الشعوب، داعيا الجزائريين إلى المحافظة على وطنهم العظيم و التآلف و التضامن و المحبة،و تأسف لأن الاحتلال الأمريكي لبلاده زرع الفوضى و الدمار و أثر على الفن و المقام العراقي. و أضاف بأنه عندما استقر به المطاف بالسويد واصل درب الابداع الفني الأكاديمي و يعتبر أكبر تحد واجهه هناك المجازفة بتأطير و تدريب الفرقة النسائية العراقية «طيور دجلة»، بإمكانيات بسيطة. هذه الفرقة كما شرح تتكون من سيدات عراقيات لا علاقة لهن بالموسيقى و الغناء، لكن حب الوطن وتراثه جمع بينهن و كذا رغبتهن في تبليغ رسالة سلام و محبة ونبذ للعنف للعالم و إبراز وجه آخر للعراق و النساء العراقيات اللائي يهتفن من خلال هذه التجربة الفنية الجديدة: "نحن هنا، نعمل و نبدع و نحب و نؤمن بتراث بلادنا، نقف على الركح بكل جدية و شموخ و كبرياء لنقدمه و نواجه هجمات المتطرفين ضدنا و عنفهم على طريقتنا". نحن أحفاد زرياب الذي نقل العود من العراق إلى الأندلس ثم المغرب العربي و يتوقع أن يكون للفرقة شأنا كبيرا في مجال الفن الأندلسي و المقام العراقي و الأغنية العراقية الممتدة لأكثر من ألف سنة منذ العصر العباسي مؤكدا:»نحن أحفاد زرياب الذي نقل العود من العراق إلى الأندلس ثم المغرب العربي.و له الفضل في نشر النمط الغنائي الجماعي سواء الرجالي أو النسائي الذي ارتبط بالموسيقى الأندلسية و المالوف لاحقا.و استطرد قائلا بأنه سيرفع عدد عضوات الفرقة التي تأسست في 2008 من 36 إلى 60 أو70 عضوة لتشكل ظاهرة فنية كبيرة على شكل «كورال» ينصهر مع الأوركسترا السمفونية السويدية قريبا. و بخصوص نوعية الألحان التي ستجسد في هذا المشروع ،بين محدثنا بأنه سيحافظ على النمط التراثي العراقي الذي تعرف به الفرقة و لن يغيره لكنه سيضفي عليه جوا آخر يتلاءم مع الأوركسترا الغربية. و في ما يتعلق بالعازفين الذين يرافقون فرقة طيور دجلة ،قال بأنهم محترفون يحضرون قبل يوم واحد من موعد كل حفل أو مهرجان من دبي و هولندا و بلجيكا و بلدان أخرى لكي يجروا «البروفات»على الطبقات الموسيقية و النوتات، نظرا لالتزاماتهم الكثيرة. و عن تركيزه على ألحان و أغاني المطرب العراقي الشهير ناظم الغزالي،قال بأن هذا الأخير أدى المقام العراقي فأبدع و اختار كلمات أغان بلهجة مبسطة و مفهومة تصل كل القلوب و تحرك كل الأحاسيس لكنه يقدم أغان أو بالأحرى أناشيد صوفية كثيرة مع «كوكتيل» منوع يجسد تعددية القوميات و الطوائف و الثقافات بالعراق في نهاية كل حفل،و أسر إلينا بأنه يحرص على إضفاء قفلة أو بصمة خاصة به في كل تلك الألحان. إلهام.ط