انتقادات كثيرة طالت الطبعة الرابعة لبرنامج ألحان و شباب الذي انطلقت الشهر الماضي قوافله عبر الولايات لانتقاء أجمل الأصوات، حيث أثار البرنامج صدمة المتابعين من أولى حلقاته. «لا بد من كاستينغ خاص لاختيار أعضاء لجنة التحكيم قبل المترشحين«سبيطار كبير»، «قمة التمهبيل»، «فضيحة»، «سكاتش غنائي»، «مهزلة»...و غيرها من التعليقات المسجلة في الخانة المخصصة لتعليقات متابعي الفيديوهات المتداولة عبر اليوتيب أو الفايس بوك عن الحلقات الأولى لكاستينغ «ألحان وشباب4» التي شهدت في نسختها الجديدة بث لدرجة المبالغة للقطات المضحكة المسجلة في عمليات الانتقاء، مما جعل البرنامج أقرب من حصة فكاهية منه لحصة فنية تبحث عن المواهب و بذور النجومية و الأصوات الواعدة التي بإمكانها المساهمة في الارتقاء بالفن و إنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذا المجال. و تأسف بعض المغرّدين ممن لم يبخلوا بتعليقاتهم بخصوص الفيديوهات المثيرة للسخرية لواقع الفن ببلادنا و الصورة المشوّهة التي يساهم التلفزيون في نشرها و ترسيخها عن انعدام المواهب الحقيقية و الأصوات القوية و المتذوقة للفن الأصيل و الراقي، من خلال عرض لقطات مسجلة لأغرب المترشحين، و بدل انتقاء أجمل الصور و المواقف المشرّفة للمواهب، تعرض صور لأشخاص تبدو عليهم علامات التخلف الذهني و أصوات نشاز تصم الآذان. و من الملاحظات المؤسفة التي سجلها البعض أيضا على الحلقات الأولى لألحان و شباب تلك المتعلّقة بمواقف الاستهزاء و السخرية من المترشحين بالكثير من المناطق من قبل بعض أعضاء لجنة التحكيم الذين بدوا و كأنهم في برنامج ترفيهي لاختيار هواة في فن الفكاهة و ليس مواهب في فن الغناء، حيث لا يوقفون المترشحين الذين لا تتوّفر فيهم شروط قبول و يتركونهم يستمرون في دندنتهم المزعجة مع تشجيعهم بنبرة ساخرة على مواصلة عرضهم و كأنهم متعطشين للضحك و الترفيه عن النفس تارة، و الغناء مع المترشحين دون الاستماع لهم و بالتالي صعوبة تقييمهم تارة أخرى. و تكرّرت أسئلة المغردين حول الغرض الحقيقي من البرنامج حيث قال أحدهم «في الوقت الذي تبرز فيه المواهب التونسية و المغربية في برامج الفن و الطرب العربية الناجحة و ما يرافقها من إشادة و اعتراف النجوم العرب و العالميين بالمستوى العالي للمواهب الجديدة، نقوم نحن بتأكيد غياب الفن و أهل الفن « و كتبت إحدى المغردات «هذا برنامج فني أو سبيطار(مستشفى) المجانين إشارة إلى العدد المتزايد للمترشحين المتخلفين ذهنيا الذين تمنح لهم فرصة الوقوف أمام لجنة التحكيم و نقل خزعبلاتهم. كما تكررّ ذكر قيمة الميزانية المخصصة لإعداد هذا البرنامج و التي قال البعض استنادا إلى ما نشر بإحدى الجرائد الوطنية بأنها لا تقل عن 18مليار سنتيم، مقترحين الاستعانة بخبرات أجنبية و مطربين عرب لرفع مستوى التكوين و التقييم من جهة و إنجاح البرنامج و رفعه إلى مستوى البرامج المعروضة بباقي الفضائيات العربية و الأجنبية.